جدل في تونس حول دعوة الرئيس قيس سعيد لتزعّم جبهة سياسية ضد الائتلاف الحاكم

تونس-«القدس العربي»: أثارت تصريحات لرئيس حزب تونسي كشف فيه عن تشكيل جبهة سياسية معارضة بقيادة الرئيس قيس سعيد وبمشاركة اتحاد الشغل، جدلاً واسعاً داخل الطبقة السياسية، حيث تبرّأ الاتحاد من الجبهة المذكورة، فيما طالبت حركة النهضة بإبعاد الرئاسة التونسية عن التجاذبات السياسية في البلاد. وكان زهير المغزاوي، الأمين العام لحركة الشعب، كشف لوسائل إعلام محلية […]

جدل في تونس حول دعوة الرئيس قيس سعيد لتزعّم جبهة سياسية ضد الائتلاف الحاكم

[wpcc-script type=”558b7ca7e600d58230e9b225-text/javascript”]

تونس-«القدس العربي»: أثارت تصريحات لرئيس حزب تونسي كشف فيه عن تشكيل جبهة سياسية معارضة بقيادة الرئيس قيس سعيد وبمشاركة اتحاد الشغل، جدلاً واسعاً داخل الطبقة السياسية، حيث تبرّأ الاتحاد من الجبهة المذكورة، فيما طالبت حركة النهضة بإبعاد الرئاسة التونسية عن التجاذبات السياسية في البلاد.
وكان زهير المغزاوي، الأمين العام لحركة الشعب، كشف لوسائل إعلام محلية عن جبهة سياسية يقودها الرئيس قيس سعيد، وتضم حركة الشعب وشريكها في البرلمان حزب التيار الديمقراطي، فضلاً عن اتحاد الشغل، مشيراً إلى أن هذه الجبهة ستكون موجهة ضد الائتلاف الحاكم.
إلا أن نور الدين الطبّوبي، الأمين العام لاتحاد الشغل، أكد أن الاتحاد غير معني بالجبهة السياسية المذكورة، مشيراً إلى أنه معني فقط بالخطة التي طرحها على رئيس الجمهورية وبعض الأطياف السياسية أمام الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي في البلاد.
فيما أكد الناطق باسم اتحاد الشغل، سامي الطاهري، أن مبادرة الاتحاد لحوار وطني يجمع الأطراف السياسية والاجتماعية وجميع الفاعلين في الشأن العام، هي مبادرة مستقلة ولم تتم بالتنسيق مع أي طرف، وتهدف أساساً للخروج بالبلاد من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها.
وأضاف في تصريحات صحافية: “المبادرة قائمة على جملة من المحاور، والهدف منها يتمثل في إرساء حوار لوضع خيارات وطنية بديلة، وهي تسعى أساساً للتدقيق في الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد، لأن هناك مغالطات حول الأرقام الحقيقية التي تعكس طبيعة الوضع”.
فيما نفى الأمين لعام لحزب التيار الديمقراطي، غازي الشواشي، مشاركة حزبه في جبهة سياسية ضد الائتلاف الحاكم، مشيراً إلى أن الحزب عرض على الرئيس قيس سعيد مبادرة تدعو لـ”حوار وطني اقتصادي واجتماعي تحت إشراف الرئيس قيس سعيد، وتشارك فيه جميع الأحزاب التونسية داخل وخارج البرلمان، إضافة إلى المنظمات الوطنية وجمعيات المجتمع المدني وجميع مؤسسات الدولة (بمن فيها الحكومة) لبلورة استراتيجية وطنية ترسم ملامح اقتصاد البلاد. وهي مبادرة اقتصادية واجتماعية ولا علاقة لها بالسياسية”.
وأضاف: “هذه الحكومة بأدائها المتواضع لا تستطيع أن تخطط للإصلاحات الكبرى، كما أن الائتلاف الداعم لها ليس من أولوياته أن يفكر بإصلاحات عاجلة للبلاد. ولذلك حان الوقت للجميع أن يجلسوا على مائدة الحوار برعاية رئيس الجمهورية الذي هو رمز وحدة التونسيين”.
فيما طالب عبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى حركة النهضة، بـ”عدم جعل رئيس الجمهورية طرفاً في الخلافات بين الأحزاب السياسية والكتل البرلمانية، وهو لا يمكن له أن يمثل المعارضة أو غيرها، فهو رمز الدولة ورئيس كل التونسيين”.
وكتب عصام الشابي، الأمين العام للحزب الجمهوري: “دعوة بعض الأحزاب إلى إقامة جبهة سياسية تحت قيادة رئيس الجمهورية وبمشاركة اتحاد الشغل، دعوة لا تستقيم بكل المقاييس. فاتحاد الشغل بعد أن حرره الزعيم الحبيب عاشور من قيود الجبهة القومية باستقالته من الديوان السياسي للحزب الدستوري، استعاد مكانته الطبيعية كصرح اجتماعي تقدمي وخيمة سياسية وطنية لا يمكن أن يعود إلى مربع القيود السياسية ولو كانت تحت يافطات براقة”.
وأضاف: “والدستور الذي يمنع على رئيس الدولة تحمل أي مسؤوليات حزبية حتى يتفرغ لمهامه كرئيس لكل التونسيين، لا أخال أنه يجيز له تزعم جبهة سياسية في تعارض مع نصه وروحه. زد على ذلك، فإن الرئيس قيس سعيد ما فتئ يعلن أن دور الأحزاب السياسية قد انتهى، وأن المستقبل سيكون للمبادرات الشعبية المباشرة. ومع ذلك، ما زالت بعض الأحزاب تصر إلحاحاً على العمل تحت إمرته وتدعوه إلى تزعم جبهة سياسية جديدة. إنه بؤس السياسة، أو سياسة البؤس!”.
وكتب المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة: “بعيداً عن الموقف من التيارات النقابية، وبعيداً حتى من الموقف من الاتحاد ككل، القيادة النقابية والأمين العام لاتحاد الشغل دائماً يعبرون عن الموقف الوطني العام انطلاقاً مما يعرفونه من حقيقة واقع البلاد. اتحاد الشغل أحد أعمدة الاستقرار الأساسية في البلاد. ثمة كيمياء في تونس، والاتحاد عنصر أساسي في تركيبتها. عندما نتحدث في التاريخ المعاصر عن دولة في تونس نجد أن الاتحاد واحد من ركائزها. دعونا من التجاذبات مع أطراف سياسية قد تأخذ الاتحاد لهذا الاتجاه أو غيره. ولكن العقل العميق الخاص بالاتحاد يبقى دائماً كامناً ويظهر عندما تحتاجه البلاد”.
وأضاف على صفحته في موقع فيسبوك: “نور الدين الطبوبي وقبله حسين العباسي، قل ما شئت في الاختلاف معهما، وفي نقدهما (وهذا النقد موجود وبمنسوب عال حتى من داخل المنظمة) لكن في المنعرجات الكبيرة بعد الثورة لم يضيعا البوصلة. الاتحاد لا يمكن أن يكون إلا ركيزة استقرار وتجنيب البلاد الصدام الدامي بين التيارات السياسية والأحزاب. لا أحد يستطيع أن يراهن على اتحاد يستطيع استغلاله لأخذ البلاد نحو الصراع أو للاستقواء به ضد طرف سياسي آخر. من لا يفهم ذلك يخسر كل شيء، سواء داخل الاتحاد أو خارجه. هذه هي الكيمياء التونسية”.

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *