‘);
}

عِلم الآثار

الآثار جمع أثر وهو العلامة، ويأتي بمعنى ما خلّفه السابقون، وعلم الآثار (بالإنجليزية: Archaeology) هو العلم الذي يختصّ بدراسة تاريخ الحضارات الإنسانيّة القديمة، ويهتمّ بمَعرِفة بقايا الأقوام السابقة من حضارة تشتمِل على الأبنية، والتماثيل، والنقود والفنون،[١] ومصطلح عِلْم الآثار هو ترجمة لكلمة أركيولوجيا وهي كلمة يونانيّة الأصل تتكوّن من مقطعين، أركيو (باليونانية: Archaios) ومعناها القديم أو العتيق، ولوجوس (باليونانية: Logos) وتعني عِلْم أو دراسة، وبذلك يصبح معنى المصطلح: العِلْم الذي يهتمّ بدراسة الأمور الحضاريّة والماديّة القديمة.[٢][٣]

وقد ظهرت كلمة أركيلولوغ لتُطلَق على جميع الأمور المرتبطة بالماضي والمسائل القديمة، ثمّ كان أوّل ظهور لكلمة أركيلوغ في القرن الأوّل الميلاديّ، وكانت تدل على صنف من ممثلي الدراما بطريقة الإيماء الذين كانوا يمثلون الأساطير القديمة على المسرح، وقد شاع ذلك في البلدان التي كانت تتكلّم اللغة الإغريقيّة، ثمّ اندثر هذا المصطلح حتى عودته في القرن السابع عشر الميلاديّ على يد الطبيب جاك سبون الذي نشر كتاباً يتحدّث فيه عن رحلته إلى الشام وبلاد الإغريق، وقد استخدم كلمتي أركيولوجيا، وأركيوغرافيا، وقد شاعت الأولى بينما نُسيَت الثانية، أمّا في العصر الحديث فلم يتّفق علماء الآثار على معنى محدّد وواضح للآثار، إلّا أنّه وبشكل عامّ يمكن القول إنّه العلم الذي يدرس مخلفات الإنسان الأثريّة والحضاريّة، ويتعدّاها إلى دراسة ماضي الإنسان في المراحل التاريخيّة مع الأخذ بعين الاعتبار الأدوات التي كان يستعملها في حياته.[٢]

أمّا نشأة علم الآثار فقد كانت قبل الميلاد، حيث كان هوميروس الذي عاش خلال القرن الخامس قبل الميلاد هو الأب لعلم الآثار وأوّل من ذكره في كتاباته، كما أنّ ملك بابل نابونيد اهتمّ بجمع التحف الأثريّة، ومن بعدِهم بدأ الاهتمام بعلم الآثار يزداد شيئاً فشيئاً وخاصة في القرن الأوّل الميلاديّ وما بعدَه،[٣] وعلم الآثار هو فرع مهمّ من علم الإنسان، حيث إنّه يهتمّ باكتشاف ومَعرِفة طبيعة ثقافات الإنسان في العصور الماضية، ويمكن القول إنّ علم الآثار باعتباره جزءاً من علم الإنسان يهتمّ بدراسة الإنسان القديم من الجوانب المختلفة التي تُمكِّن من مَعرِفة ثقافته والتوصّل لها عبر الأزمان المختلفة، وأنّ القرب أو البُعد في الزمن الذي يدرسه علم الآثار له دور كبير في اختلاف المادّة التي يَتوصَّل إليها العلم من خلال عمليات البحث المختلفة،[٤] ويمكن القول إنّ علم الآثار الحديث يختلف بمدلوله عن علم الآثار القديم، حيث إنّ القديم يُعنى بالبحث عن الكنوز بشكل كبير، أمّا الحديث فيتلخّص في أمرين اساسيّين: أوّلهما يُعنى بالتنقيب والبحث والوصول إلى الآثار ثمّ تدوين أوصافها وما يميّزها وطرق المحافظة عليها، وثانيهما يهتمّ بالاستفادة من هذه الآثار في مَعرِفة الحضارات القديمة واكتشافها ومَعرِفة آليّة تطوّرها وتاريخها.[٥]