لم تمتلك جميع الدول علي وجه الكرة الأرضية حضارات عريقة فهناك دول لم يمر علي ظهورها إلا خمسين عاما أو مائة عام، ولكن اليونان من الدول التي تمتلك إرثاً حضارياً عريقاً لم يكن وليد السنين السابقة بل يعود إلى آلاف السنين فهي مهد الحضارة الغربية التي فاضت بثقافتها للعالم أجمع، والتي أصبحت في حقبة زمنية ضئيلة هذه المؤلفات اليونانية هي المرجع لكثيرٍ من علومنا الحالية، كما أنّ الديمقراطية التي نعيشها اليوم هي في الأصل يونانيةً فقد شهدت اليونان وضع حجر أساس الحضارة المدنية.
تحد اليونان تركيا، فقد تميزا كلاهما بالموقع الجغرافي بالإضافة إلى اشتراكهما بحدودٍ مائيةٍ كبيرةٍ، ومن حسن الحظ أن ينتشر فيها عددٌ كبيرٌ من الجزر المائية التي تشكل لهما عائد مادي كبير كونهما جزر مشتركة ومنفردة ولكن البعض منها صغير المساحة وبالرغم من صغر حجمها إلا أنها لم تكن خاوية من البشر ولكن يميزها قلة عدد ساكنيها، والبعض الآخر كبير المساحة ومأهولٌ بالسكان ولكن بعدد كبير جدا قد يصل إلى الألف من السكان.
عدد الجزر
حظ اليونان الوفير جعلها تمتلك أكثر من 2000 جزيرة مختلفين في كل شيء بداية من مساحتهم إلى أشكالهم إلى لون المياه التي تحيط بهم ، وتقع أكثر هذه الجزر في الجهة الغربية منها، وهي الجزر التي تواجه السواحل التركية، وهناك مجموعة الجزر التي تقع في الجنوب من اليونان يطلق عليها الجزر الأيونية، بسبب وقوعها في البحر الأيوني، مثل جزيرة “زاكنيوش”، و “زانتي”، و”كيفاليونا” التي تعتبر من أكبر الجزر الأيونية، وتنتشر فيها أشجار الصنوبر وهي منطقة سياحية.
تركيا واليونان
شهد القرن الثاني عشر قبل الميلاد، الوجود اليوناني على حدود تركيا، حيث اختار الإمبراطور الروماني قسطنطين بيزنطة لتكون هي العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانية، حيث أطلق عليها اسم القسطنطينية ومن ثم أطلق عليها إسطنبول.
جزر اليونان
تعد جزر اليونان الأكثر شهرة حول العالم فتتألف الجزر اليونانية من نحو 2,000 جزيرة وبرغم كثرة عددها إلا أن 227 جزيرة منهم هي فقط التي يسكنها البشر، و 78 جزيرة يزيد عدد سكانها عن 100 نسمة، أما باقي الجزر فهي خالية تماما من السكان، ولكن تأتي الجزيرة “كريت” التي تعد أكبرهم مساحة وأكثرهم سكانا علي مقدمة الجزر وأهميتها ، وتقع على الحافة الجنوبية من بحر إيجة، الذي يربط اليونان وتركيا ببعضهم البعض وتليها “وابية” ، وفيما بعد تأتي الجزر لسبوس، ورودس.
جزيرة كريت
“جزيت”، لم تعد كريت هي الاسم الأول التي تحمله الجزيرة كما هو الآن بل كانت تحمل اسم “جزيت”، وتعد كريت الجزيرة المفضلة من قبل اليوناني لأنها مميزة من أهالي اليونان ، وذلك بفضل موقعها الجغرافي في البحر المتوسط ومن هذا الموقع تنظر على بحر إيجة، فكانت هذه الجزيرة في سابق عهدها تنتمى إلى الملك الأسطوري مينوس وهو الذى أسس الحضارة الموجودة حاليا فى تلك الجزيرة حيث تميزت الحضارة فيها بالقصور والمباني الفريدة من نوعها .
جزيرة رودس
لم تكن رودس بنفس حجم كريت ولكنها مميزة في موقعها الجغرافي لأنها تقع بالقرب من الساحل الجنوبي لتركيا، بالتحديد بين جزر اليونان الرئيسية وقبرص، ولكنها أبعد الجزر الشرقية بالنسبة لليونان وبحر إيجة، لكن تميزت رودس عن كريت بأقدميتها الحضارية التي جعلتها تمتلك تمثال أبولو رودس وهو أحد عجائب الدنيا السبع، بالإضافة إلى الكنوز التاريخية الأخرى التي تعود إلى العصور الوسطى منها معبد أبولو، وأكروبوليس.
جزيرة خيوس
يطلق علي جزيرة خيوس “مضيق تششمة”، وكانت تسمى بجزيرة صاقز أثناء الحكم العثمانى لها، وذلك لأنها تقع بشمال بحر إيجة قبالة السواحل التركية القريبة من مدينة أزمير، ويفصلها عن ساحل تركيا مضيق، وتضم جزيرة خيوس الكثير من بقايا القرى القديمة، وتضم هذه الجزيرة الكثير من الآثار العريقة مثل دير نياموني والتمتع بمناظر النباتات البرية الجميلة .
جزيرة باروس
أصبحت جزيرة باروس من أشهر المناطق السياحية المعروفة ومحبوبة من قبل السياح فهى تضم منتجع ثقافى للقرى الجبلية، وذلك لأنها تقع بالقرب من تركيا فى بحر إيجة، وهي واحدة من مجموعة جزر سيكلاديز، بالإضافة إلى ذلك تتميز باحتوائها على الرخام الأبيض الذي يتوافر بكثرة في المنطقة الجبلية الداخلية في الجزيرة مما جعل منها جزيرة مزدهرة ، تمتلك جزيرة باروس الكثير من المعالم القديمة كما تجد فيها منحوتات فينوس دي ميلو المصنوعة من الرخام، وقبر نابليون بونابارت المميز.
جزيرة كورفو
ما يميز كورفو عن غيرها من الجزر الأخرى هو تنوع الحياة فيها، وتحمّل ملامح المدن التاريخية القديمة، باليونان كالمباني القصيرة جدا والحرف اليدوية والتي تختلط مع الطبيعة بشكلها الأساسي، وتتوفّر بها المستلزمات السياحية من مطاعم ومقاهٍ وفنادق، وطرق سياحية بين المياه.
جزيرة سكياثوس
بحر إيجة يتميز بوجود جزيرة سكياثوس بداخله، ورغم صغر حجم هذه الجزيرة إلا أنها تعد مقصد سياحى شهير ومحبوب من قبل السياح لجميع الزائرين من حول العالم، لأن جزيرة سكياثوس تتميز بقدرتك على الاستمتاع برؤية الرمال الناعمة التي تميز هذه الجزيرة ، والشواطئ الممتدة على طول الساحل التي يصل طولها الى 44 كيلو متر، بالإضافة إلى النتوءات الصخرية الجميلة.
جزر “الإثنا عشرية”
تعد تلك الجزر التي تقع جنوب شرق بحر إيجة، كبيرة في عدد سكانها إذ يبلغ عددها خمس عشرة جزيرةً كبيرة، ومعظمها تقع إما في ساحل آسيا الصغرى، وأصبحت منذ ذلك الحين وجهةً سياحيةً شعبية، فوفق القانون المنظم لضم الجزر عام 1947م تم ضم أكثر من 150 جزيرة صغيرة لجمهورية اليونان. وتقع الجزر على الحدّ الشرقي لبحر كريت كما تنتمي إلى مجموعة جزر سبوراديس الجنوبية، وبالرغم من ذلك ونظرا لكثرة أعداد الجزر باليونان فهناك 26 جزيرة فقط مأهولة بالسكان، تأتي أهمية هذه الجزر في الأكبر والأكثر تداولا في الدخول لها كونها مقصد سياح مثل “الدوديكانيز أو الدوديكانية؛ جزيرة أغاثنيوس وجزيرة كاليمنوس وجزيرة كاسوس، وجزيرة بطمس وجزيرة رودس وجزيرة كارباثوس”.
جزيرة كيفالونيا
تتمتع الجزر بجمالها الأخاذ وسحرها الخلاب وتبقي جزيرة كيفالونيا إحدى أجمل الجزر اليونانية فهي جزيرة متميزة عن غيرها كونها تضم متاحف أثرية تضم الكثير من التحف النادرة والمنحوتات القيمة ولم يكن ذلك وحده ما تضمه الجزيرة ولكنها تضم الشواطئ الجميلة التي تميزها عن باقي الجزر باليونان مثل شاطئ ميرتوس وهنا تجد لون المياه غريب وتندهش عند رؤيته لأنه ذو لون أبيض حليبي ، وفى هذا الشاطئ تجد الإمكانية لكي تستأجر قارب أسفل المياه الشفافة واستكشاف الحياه والطبيعة البحرية الخلابة، ومن منا لم يهوى الحياة في الكهوف القديمة الاأرية، في جزيرة كيفالونيا سوف تجد الكهوف هناك ذو الظواهر الطبيعية غير تقليدية للبحر.[1]