‘);
}

جبل نيبو

يقع جبل نيبو في محافظة مأدبا جنوب العاصمة الأردنية عمان ويبعد عنها إحدى وأربعين كيلومتراً، ويُعتبر من أكثر الأماكن قدسية حيث يحج إليه ألاف المسيحيين سنوياً، فيما ازدادت أهميته بعد زيارة بابا الفاتيكان الراحل يوحنا بولص الثاني له في عام 2000،[١] حيث اعتمده الفاتيكان كأحد المواقع الدينية الخمسة للحج المسيحي، وتتمثل أهميته أيضاً بوجود مقام سيدنا موسى عليه السلام فيه كما يوجد به كنيسة تحمل اسمه، فيما يقوم المعهد الفرنسيسكاني للأثار التابع لحراسة الأراضي المقدسة بصيانته منذ عام 1933، ويعود اسمه إلى نبو إله التجارة في بابل حيث كان أحد معابر القوافل من البادية الشرقية إلى الغرب.[٢]

جبل نيبو والكثيب الأحمر

يعتبر العديد من العلماء جبل نيبو أنه الكثيب الأحمر والذي ذكره الرسول صلّى الله عليه وسلّم حيث قال “(أُرْسِلَ مَلَكُ الموتِ إلى موسى عليهما السلامُ ، فلما جاءَهُ صكَّهُ ، فرجع إلى ربهِ ، فقال : أَرْسَلْتَنِي إلى عبدٍ لا يريدُ الموتَ ، قال : ارجع إليهِ ، فقل لهُ يضعُ يدَهُ على متنِ ثورٍ ، فلهُ بما غطَّتْ يدُهُ بكلِّ شعرةٍ سَنَةٌ ، قال : أي ربِّ ، ثم ماذا ؟ قال : ثم الموتُ ، قال : فالآنَ ، قال : فسأل اللهَ أن يُدنيهِ من الأرضِ المقدسةِ رميةً بحجرٍ ) . قال أبو هريرةَ : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( لو كنتُ ثَمَّ لأريتكم قبرَهُ ، إلى جانبِ الطريقِ تحت الكثيبِ الأحمرِ)”[٣]، والكثيب يُفسّر أحياناً بأنه جبل لقوله تعالى “(يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا)”[٤]، وفي حديث آخر قال رسول الله “(مررتُ على موسى ليلةَ أسريَ بي عند الكثيبِ الأحمرِ . وهو قائمٌ يصلي في قبرِه)”[٥]، والفهم من الحديثين الشريفين أن الكثيب الأحمر قريب من القدس والمسجد الأقصى المبارك بحيث كانت هذه الأرض الطاهرة محرّم دخولها على بني إسرائيل لمدة أربعين عاماً فقد أطلّ عليها النبي موسى عليه السلام من على الكثيب الأحمر وتوفي هناك ودفن بجانب الطريق أسفل ذلك الجبل، وقد ذُكر في التوراة أن الجبل مُطل على الأرض المقدسة حيث وقف موسى في أرض مؤاب على جبل نبو لرؤية الأرض المقدسة في حين أمره الله أن لا يدخلها، فأغلب الظن أن جبل نيبو هو الكثيب الأحمر الذي ذكره الرسول صلّى الله عليه وسلّم.[٦]