‘);
}

أهمية موقع مكة المكرمة

امتازت مكة المكرمة بميزات عدّة جعلت لموقعها أهميةً كبيرة، حيث تقع في قلب العالم وهي نقطة التقاء بين جميع الدول، فجعل الله البيت الحرام فيها؛ حتّى يسهل على الحجاج القدوم إليها، ولكونها تقع على الطريق الرئيسي الذي تعبره القوافل بين اليمن والشام، لم ينافسها أيّ موقع آخر في شبه الجزيرة العربية، وهي تمثل الحضارات الشمالية والجنوبية، كما تُعدّ بوابةً طبيعيةً ومدخلاً لوسط شبه الجزيرة العربية، وهي تصل بين الخليج العربي شرقاً، والبحر الأحمر غرباً، لذلك كان لها أهمية كبيرة في حياة قريش التجارية، حيث إنّهم استطاعوا الاتصال بالمناطق الداخلية لشبه الجزيرة العربية من ناحية، وبموانئ ساحل الخليج العربي من ناحية أخرى.[١]

النشاط العلمي والثقافي في مكة المكرمة

تميزت مكة المكرمة بنشاطها العلمي والثقافي والحضاري عبر العصور الإسلامية، فكان الحرم الشريف مدرسةً وجامعةً تخرج منها العديد من العلماء والشيوخ الكبار الذين تعلموا منذ بداية العصر الإسلامي على يد كبار الصحابة والتابعين، وظهرت في مكة أسر عريقة أخذت مناصب علمية كبيرة، ومن هذه الأسر آل النويري ومن أشهر رجالها شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب القرشي التيمي البكري، صاحب كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب، وأبو القاسم محمد بن محمد النويري الفقيه المالكي المعروف، وأسرة آل ظهير في العصر الحديث ومن أشهر رجالها أبو السعادات محمد بن محمد بن ظهير، والفقيه والأديب المؤرخ محمد جار الله بن ظهير، وأيضاً آل الطبري، إضافةً لذلك افتتحت في مكة مدارس ومعاهد شارك الأغنياء والأمراء في بنائها.[٢]