الخروجُ من سَورةِ الزّيتِ
[wpcc-script type=”b5416da90ea8df40ac55a24f-text/javascript”]

بلا رئةٍ، وبلا قدَمين
بلا أوكسجينَ،
يساعدُني في التّنفسِ في جَنّةِ الخُلدِ..
بعدَ الخروج
بلا صَلواتٍ،
تساعدُني في التّخلصِ من لَعنةِ الزّيتِ
بعدَ الخروج
بلا أمّهاتٍ
يهيئنّ للخارجينَ الطّعام
خرجتُ مع الآخرين
أجرجرُ آبارَ ذاكرةٍ معتمةْ
غيرَ أنّي تذكرتُ طعمَ السّواد،
تذكرتُ شخصًا يحاولُ أن يقتفي أثرَ الماءِ
ثمّ اختفى
تذكرتُ شخصًا يحاولُ جلبَ المياه،
وقد قيلَ عنه اختفى
تذكرتُ ماءَ السّوادِ
شفيفًا،
ترقرقَ
ثمّ اختفى،
تذكرتُ وجهي،
بلا شفةٍ، وبلا رافدين
ولكنْ خرجتُ
بلا لوحةٍ أرسمُ النّهدَ ينفرُ منها
ففي صُحفي نونُ نهدٍ
تبدّدَ في السّرطان الأخير
بلا دفترٍ يمكثُ الذئبُ مستمعًا فيه
للتّهمةِ الجاهزةْ
ففي لغتي ألفُ ذئبٍ
تردّدُ
تُقسمُ
تاللّه، إنّي بريءٌ منَ الأكلِ، والحربِ، والخطفِ، والقتلِ، والسّلبِ، والفيضانِ الأخير
بلا نجمةٍ
ترشدُ النّاظرين لميلادِ نصّ السّلام
خرجتُ ألملمُ أوراقَ قارئةٍ نَزَفتْ في الكتابِ الأخير،
وأرتقُ أضلاعَ أمّي
فقد هشّمتها الحروبُ
وراودَها الزّيتُ عن نفسِها
وهْي أمّي،
لمَن يَفقهونَ الكِتابَ الخَصيبْ
بلا سُحنةٍ أخرجُ الآنَ
إذ مزّقَ الرّملُ رائحتي
لي حقيبةُ خبزٍ
تعفّنَ مُذ جاءنا الزّيتُ مُستهزئًا بالكُرُوم
ولي قربةٌ من حليبِ البلاد
تسنّن في أوّلِ الخُطواتِ
ولي سَكَرٌ من ثمارِ النّخيل
تفسّخَ مذ قلعَ الزّيتُ ناعورَ أعنابِنا في الجَنوب
ولكنّني قد عَبَرتُ،
عَبَرتُ الحواجزَ
أقبيةَ الحربِ
والسّيطراتِ التي أنشأتها العقائدُ
مجزرةَ الزّيتِ
حتى وصلتُ
على راحتي أحملُ الماءَ
يا ربّ
إنّ الرّمالَ تلاحقُني
تسلبُ الماءَ منّي
وتتركُني شاحبًا،
أصفرَ القلبِ
يا ربّ
إنّ الكلابَ تلاحقني
تسرقُ النّثرَ منّي،
وتتركني شاعرًا خافتَ الجمرِ
يا ربّ
إنّ الحكومةَ تطرُدني
إنّني خارجَ الوزنِ والنّحوِ أكتبُ
لا رئة لي، ولا قدمان.
ولكنّني قد خرجتُ،
رسمتُ،
قرأتُ،
كتبتُ،
بكيتُ …
وأحببتُ سيّدة ًأشربُ الماءَ من كفّها
فبقِيتُ.
٭ شاعر من بابل / العراق