تعريف الأسلوب الأدبي
٠٨:٢٧ ، ٢٧ فبراير ٢٠٢١
‘);
}
الكتابة
إنّ الكتابة مهارة من مهارات اللغة، وهي عمليّة عقلية عدّها ابن خلدون في مقدّمته صناعة شريفة؛ فالله -عزّ وجلّ- كرّم الإنسان وميّزه عن الحيوان بها، وهي وسيلة للاطلاع على ما يثير النفس من عواطف ومشاعر، وفي المقابل يُطّلع بها على المعارف والعلوم والتاريخ، ولها قوالب تُصاغ بها؛ فالكتابة التي تتجه نحو العلوم لها قالب يختلف عن الكتابة التي تتجه نحو إثارة المشاعر والعواطف، وهذا القالب هوما يعرف بالأسلوب، وسيتمّ تناول أنواع هذه الأساليب، وتاليًا تعريف الأسلوب الأدبي وبيان الفرق بينه وبين الأسلوب العلميّ.[١]
تعريف الأسلوب الأدبي
يُعرّف الأسلوب أنّه المعنى الذي يتم حبكه، وصياغته على شكل ألفاظ ومفردات منسوجة بطريقة تخدم المعنى المطلوب، والمقصود فهمه وهذه الطريقة والصياغة يجب أن تكون مصوغة بشكل يلفت انتباه السامع أو القارئ ويجذبه لما بعده من كلام.[٢]. إذًا المعنى سابقًا للألفاظ، والألفاظ نُسِّقت خدمةً لهذا المعنى[٣]
‘);
}
وللأساليبِ ثلاثةُ أنواع تختلف فيما بينها باختلاف الموضوع، فهناك الأسلوب العلمي والأسلوب الخطابي وأخيرًا الأسلوب الأدبي
ويُعدّ الأسلوب الأدبي أحد أنواع الأساليب المستخدمة في الكتابة، ويُعرّف بأنه تلك الطريقة التي ينتهجها الكاتب للتعبير بطريقة فنيّة يتم من خلالها كتابة مختلف الأجناس الأدبيّة، من قصة ومسرحية وخطبة ومقالة وغيرها من الأجناس الأدبيّة التي يهدف من خلال هذا الأسلوب استمالة مشاعر القارئ والمتلقي من خلال ما يضفيه هذا الأسلوب من مشاعر وعواطف فيحقق بذلك عنصري الفائدة والمتعة.[٤]
فالأسلوب الأدبي لا يهدف إلى الإفهام فقط، بل بالإضافة إلى الإفهام فإنّ مَغزاه جذب القارئ والمستمع فيتأثر ويقتنع، وهذا يُلاحَظ عند الخطيب أثناء إلقائه لخطبته، فهناك معنى يريد إيصاله للمتلقي فيستخدم أسلوبه الأدبي؛ ليجذبهم ويستميلهم فيتأثرون بما يقول ويقتنعون، وبما أنَّ كل إنسان له خلجاته ومشاعره وعواطفه التي تختلف عن غيره فيترتب على ذلك اختلاف الأساليب الأدبية لدى الكتّاب فمنهم من ينظر إلى الحياة من زاوية واقعية وآخر ينظر لها نظرة مثالية فيتنوع الإنتاج الأدبيّ.[٥]
كما أنّ الأسلوب الأدبي يصبح كهويّة يتميز بها كل كاتب، فيكشف ثقافة الكاتب، وذلك من خلال مدى احترامه ومراعاته لجمهور المستمعين والقارئين لنصّه؛ فيتجنّب الأفكار الجازمة والآراء المتعصبة والحقائق المطلقة وهو بذلك يفتح المجال للتفكير والاستنتاج فالكاتب المجيد هو من يجعل نصّه حيًّا يتقبل قراءات متعددة وجديدة، كما يقول توفيق حكيم:” أنّ الأديب الحق هو الذي يجعلك تدرك عمقا جديدًا، كلّما أعدت قراءة كتابه”.[٦]
الفرق بين الأسلوب الأدبي والعلمي
يعدّ الأسلوب العلمي طريقة تعبيريّة تُكْتَبُ به البُحوثُ والمقالات العلمية لأجل إذاعة المعارف وإنارة العقول، وبذلك هو يختلف عن الأسلوب الأدبي، ولكلّ من الأسلوب الأدبي والأسلوب العلمي خصائص وميزات تختلف عن بعضهما ومن هذه الخصائص:
- غاية الأسلوب العلمي إظهار الوقائع والأحداث العلمية وتأديتها، أمّا الأسلوب الأدبي فهو يسعى إلى إثارة المشاعر والعواطف من حب أو كره أو غيرهما.[٤]
- طابع وسمة الأسلوب العلمي المباشرة والبُعد عن الزخارف الفنية، بينما يقوم الأسلوب الأسلوب الأدبي على العناية بالألفاظ بطريقة فنيّة فيستخدم المباشرة أو بطريقة ملتّفة حتى يوصل غايته.[٤]
- من يسلك الأسلوب العلمي أي العالم يتسم بالحيادية والموضوعية، أما الأديب سالك الأسلوب الأدبي فيصعب عليه الحيادية في موضوعه.[٧]
- يقوم الأسلوب العلمي على المصطلحات والمفاهيم العلمية وتكثر فيه لغة الأرقام، بينما يقوم الأسلوب الأدبي على الصور الفنية والأخيلة والتشبيهات، والصنعة البديعية.[٤]
- عبارة الأسلوب العلمي تقوم على التحديد والدقة والألفاظ مساوية للمعنى فلا إيجاز ولا إطناب، أمّا الأسلوب الأدبي فيقوم على المبالغات في التّصوير، والإيجاز والإطناب في المواطن التي تطلب أيًّا منهما.[٨]
المراجع[+]
- ↑“تعريف الكتابة ومفهومها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-07-2019. بتصرّف.
- ↑مصطفى أمين، علي الجارم (1999)، البلاغة الواضحة: البيان والمعاني والبديع (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار المعارف، صفحة 12،13. بتصرّف.
- ↑نجم الدين إشولا راجي (2009)، أسلوب الكتابة في اللغة العربية (الطبعة الأولى)، القاهرة: شمس للنشر والتوزيع، صفحة 10. بتصرّف.
- ^أبتث“الأسلوب الأدبي والأسلوب العلمي”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2019. بتصرّف.
- ↑أحمد أمين (1967)، النقد الادبي (الطبعة الرابعة)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 36. بتصرّف.
- ↑صاحب الربيعي، تقنيات و آليات الإبداع الأدبي، صفحة 48،50. بتصرّف.
- ↑رئيف خوري (2013)، الدراسة الأدبية (الطبعة الخامسة)، بيروت: الساقي، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑عمر إدريس عبدالمطلب (2009)، حازم القرطاجني: حياته ومنهجه البلاغي، السعودية: الجنادرية، صفحة 254. بتصرّف.