هل يجوز أكل لحم التمساح؟
٠٧:٢٨ ، ١٩ يناير ٢٠٢١

}
هل يجوز أكل لحم التمساح؟
اختلف علماء المسلمين في حكم أكل لحم التمساح؛ إذ أجمع الجمهور من الشافعيّة والحنابلة والحنفيّة على تحريم أكله وهو القول الراجح، بينما ذهب المذهب المالكي إلى جواز أكله، وقد استشهد من أباحه من أهل العلم بقوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ}[١]، وبقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (هو الطَّهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيتَتُه)[٢] كدليل على جواز أكل جميع ما وُجِدَ في البحر من دواب سواء كانت حيّة أو ميّتة دون استثناء، كما استشهد الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- بذات الآية عندما سُئل عن أكل لحم التمساح، وقد أجاب بجواز أكل جميع صيد البحر حيّها وميتها دون استثناء.
أمّا عن تحريم أكله فقد ورد في الروض المربع “يُباح حيوان البحر كله” استنادًا لما تقدّم قوله من سورة المائدة، لكن يُستثنى من ذلك التمساح لأنَّ له ناب يفترس به، والضفدع لأنّه مُستخبث وكل مستخبث مُحرّم، كما قال المحب الطبري الشافعي: “أنه حُرّمَ أكل التمساح للضرر والخبث، ولكونه من الحيوانات التي لها ناب تفترس به”، إضافةً إلى أنّ التمساح من البرمئيات لكونه قادرًا على العيش على اليابسة لمدّة طويلة؛ إذ كان رأي المذهب المالكي تحريم أكل الحيوانات التي تعيش في البرّ والبحر[٣][٤][٥].
‘);
}
لحوم لا يجوز للمسلمين أكلها
ذَكَرَ الله عز وجل في سورة المائدة أصناف من لحوم الحيوانات التي حُرِّم أكلها على عباده المُسلمين، وفيما يلي توضيح لهذه الأصناف[٦][٧][٨][٩]:
- لحم كل ذي ناب من الحيوانات، منها: لحوم القطط والكلاب والأسود والذئاب والنمور والسباع.
- لحم كل ذي مخلب من الطيور: ألا وهي الطيور الجارحة التي لها مخلب تصطاد به فريستها، منها: الصقر والعقاب والباز.
- لحم المنخنقة: المقصود بالمنخنقة: هي الدّابة التي تموت بالخنف سواء كان الخنق عن قصد بأن يخنقها شخصًا ما، أو أن يلتف الحبل حول رقبتها فيخنقها حتى الموت.
- لحم المتردية: هي الدّابة التي تسقط من ارتفاع شاهق كالجبل أو الحائط فتموت، أو التي تسقط في البئر فتموت، وكل ما شابه ذلك من الارتفاعات بمعنى أنّها تسقط من أعلى إلى أسفل.
- لحم الموقوذة: هي الدّابة التي يضربها أحد بشيء ثقيل كالحجر أو العصا فتموت نتيجة هذه الضربة وهذا الفعل من أفعال أهل الجاهلية؛ إذا كانوا يضربوا دوابهم حتى الموت، فإنّ ماتت أكلوها.
- لحم ما أكله السبع: أيّ الدابة التي هاجمها سبع كالكلب أو الأسد أو النمر أو الفهد أو الذئب فأكل جزء منها وماتت، فما تبقى من لحمها حرام أكله وهذا بإجماع علماء المُسلمين، والواجب فيها التذكية بقطع المريء والودجين، وقد كان أهل الجاهلية يأكلون اللحم المُتبقي من الدّابة التي هاجمها السبع، فعندما جاء الإسلام حَرَمَ ذلك.
- لحم النطيحة: هي الدّابة التي نطحتها دابة أخرى فأردتها قتيلة، أمّا إنّ نطحتها دابة لكن ما زال بها رمق الحياة فأدركها أحدهم وهي ما زالت تُحرّك قدمها أو يدها حتى لو كان الدم قد خَرَجَ منها ولو من مذبحها فجائز تذكيتها، ورد في قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ}[١٠].
- لحم الميتة: هي الدّابة التي ماتت بغير ذكاة شرعيّة، ويُستثنى من ذلك السمك والجراد.
- لحم الخنزير: لأنّ الخنزير معروف بالقذارة لذلك حَرَمَ الله أكله؛ وذلك لما في لحمه من جراثيم وأمراض خطيرة.
هل توجد كفارة عند أكل لحم غير حلال؟
لا يترتب على المُسلم إثم إنّ أكل نوع من أنواع اللحوم التي حرّمها الله وهو غير متعمّد، لقوله عز وجل: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}[١١]، فقد تجاوز الله عن عباده الخطأ غير المُتعمد، أما إنّ تعمّد المُسلم أكل هذا اللحم المُحرّم فعليه المسارعة بالرجوع إلى الله بالاستغفار والتوبة الخالصة والندم على ما اقترفه من أثم، ولم يذكر علماء الأمة وجود كفارة لهذا الفعل كصيام 3 أيام[١٢].
المراجع
- ↑سورة المائدة، آية:96
- ↑رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:69، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑“هل يجوز أكل لحم التمساح؟”، طريق الإسلام، 17/8/2009، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑“حرمة أكل الفيل والتمساح”، إسلام ويب، 4/12/2012، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑“حكم أكل التمساح والضبع”، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑“الأطعمة المحرمة”، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑“تفسير قوله تعالى: {والمتردية والنطيحة وما أكل السبع}”، طريق الإسلام، 27/11/2017، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑“حكم أكل النطيحة المذكاة قبل موتها”، إسلام ويب، 14/12/2004، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑“تفسير: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير}”، طريق الإسلام، 1/12/2006، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.
- ↑سورة المائدة، آية:3
- ↑سورة البقرة، آية:286
- ↑“كفارة من أكل شيئا محرما عامدا أو غير عامد”، إسلام ويب، 24/5/2005، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2021. بتصرّف.