هل الاستفراغ يبطل الصيام

هل الاستفراغ يبطل الصيام

بواسطة:
محمد شودب
– آخر تحديث:
١١:٣٨ ، ٦ نوفمبر ٢٠٢٠
هل الاستفراغ يبطل الصيام

‘);
}

هل الاستفراغ يبطل الصيام

قبل الإجابة على هذا السؤال لا بدّ من تعريف الاستفراغ في الشّرع، حيث يُعرّف على أنّه إلقاء ما أُكل أو شُرب من المعدة عن طريق المريء ومن ثمّ الأنف أو الفم،[١] وأمّا بالنسبة للإجابة على سؤال: إذا كان الاستفراغ يبطل الصيام، فإنّها تتمحور على إن كان الاستفراغ بالعمد أم لا، وفيما يأتي بيان ذلك:[٢]

‘);
}

الاستفراغ عامدًا

إنّ حكم الاستفراغ عمدًا يبطل الصوم، ويكون ذلك من خلال إدخال الأصبع إلى نهاية الحلق أو نحوه؛ لاستدعاء تحرك ما في بطنه ليستفرغ، فبهذا الفعل يُعدّ مفطرًا وعليه قضاء هذا اليوم إذا كان الصيام واجبًا، وهذا باتفاق المذاهب الأربعة، وأمّا حكم القيء في صيام القضاء فإنّه يبطل.

الاستفراغ غير عامد

إذا غلب الإنسان الاستفراغ، أيْ استفرغ بدون عمد، كالذي يرى شيئًا تشمئزّ نفسه منه فيستفرغ ونحو ذلك، فصيامه صحيح ولا قضاء عليه بإجماع الفقهاء، وخلاصة الحالتيْن هي: إذا استفرغ بعمد؛ فصيامه باطل ووجب القضاء، وإذا لم يكن بعمد فصيامه صحيح ولا شيء عليه، والدّليل على ذلك قول الرّسول -عليه السّلام-: مَن ذَرَعَهُ القَيْءُ و هو صائِمٌ فلَيسَ عليه قَضاءٌ، ومَنِ اسْتَقَاءَ فلْيَقْضِ.[٣]

ماذا يترتب على استفراغ الصائم عامدًا؟

قبل الإجابة على هذا السؤال، جدير بالذّكر إلى أنّ إبطال الصوم بسبب الاستفراغ تدور حوله عدة أسئلة، ومنها: هل القيء يبطل الصيام في غير رمضان؟ وهل الاستفراغ يبطل الصيام للحامل؟ وهل الاسترجاع يبطل الصيام؟ وهل القيء يبطل صيام النوافل؟ كلّ ذلك يُعدّ مبطلاً للصّيام، وفيما يأتي سيتمّ التعرّف على الآثار المترتبة على هذه المبطلات:

من حيث القضاء

إذا أفطر متعمدًا بسبب الاستفراغ فعليه قضاء هذا اليوم إذا كان في شهر رمضان المبارك أو كان قضاءً؛ لأنّ قضاء الصّيام ديْن وأداءه واجب شرعي، وأمّا حكم القيء في صيام التطوع، فيبطل الصيام ولا قضاء عليه.[٤]

من حيث الكفارة

لا كفارة على من استفرغ عامدًا في نهار رمضان، ممّا يعني وجوب القضاء فقط، ومن الجدير بالذّكر أنّ الكفارة فقط لمن جامع في نهار رمضان، وخلاصة الحديث أنّ من استفرغ عامدًا وجب قضاء هذا اليوم فقط ولا كفارة عليه.[٥]

هل الاستفراغ يبطل الوضوء؟

سؤال يستوقف الكثير من النّاس، ولا سيّما بعد معرفة حكم من قاء أثناء صيامه، فاختلف الفقهاء في الحكم على هذه المسألة، فهل الاستفراغ يبطل الوضوء؟:[٦]

لا ينقض الوضوء

ذهب بعض الفقهاء؛ كالمالكية والشافعية ورواية عن أحمد، إلى عدم انتقاض الوضوء كثيرًا كان أم قليلًا، حيث قالوا أنّ الأدلّة الواردة في عدم انتقاض الوضوء ضعيفة، وعللّوا رأيهم بعدم خروج القيء من السبيليْن، فالناقض للوضوء عندهم هو كل ما خرج من السّبيليْن.

ينقض الوضوء

ذهب بعض الفقهاء؛ كالحنفية والمشهور عند الحنابلة إلى أنّ القيء إذا كان كثيرًا ينقض الوضوء، وإذا كان قليلًا لا ينقض، واختلفوا في مقدار الكثير؛ فمنهم من قال يحدد بالعرف، ومنهم ومن قال إذا امتلأ الفم بالقيء يعدّ كثيرًا، ودليل القائلين بانتقاض الوضوء هو: أنَّ النبيَّ -عليه السّلام- قاء فتوَضَّأ”.[٧]

المراجع[+]

  1. قاسم بن عبدالله القونوي، أنيس الفقهاء (الطبعة 1)، بيروت:الكتب العلمية، صفحة 10. بتصرّف.
  2. محمد المختار الشنقيطي، شرح زاد المستنقع، صفحة 3، جزء 104. بتصرّف.
  3. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:8654، صحيح.
  4. التويجري، محمد بن إبراهيم، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 183. بتصرّف.
  5. عبد الواحد الروياني (2002)، بحر المذهب (الطبعة 1)، لبنان:إحياء التراث، صفحة 292، جزء 4. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 467. بتصرّف.
  7. رواه الإمام أحمد، في كشاف القناع، عن أبو الدرداء وثوبان، الصفحة أو الرقم:125، ثابت.
Source: sotor.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *