الإعجاز العلمي في فرض الحجاب
٠٨:٣٧ ، ٢٨ مارس ٢٠١٩
‘);
}
الحجاب
الحجاب في الإسلام جزءٌ لا يتجزّأ من كينونة المرأة المسلمة وشخصيّتها منذ عهد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حتّى قيام الساعة، وهو عبارةٌ عن اللباس الشرعيّ الساتر لمفاتن المرأة في حضرة غير المحارم من الرجال، وقد أجمعَ علماء المسلمين من مختلف الفِرق الإسلامية على وجوب الحجاب على المرأة البالغة وإن اختُلِّف في هيئته وطريقته خاصةً فيما يتعلَّق بإظهار الوجه والكفيْن، ومع الانفتاح والعولمة التي هبت رياحها على العالم الإسلامي تضاربت الآراء بين المسلمين حول ضرورة أو إلزامية الحجاب كعبادةٍ دينيّةٍ أو جزءً من عادات المجتمعات العربية والتي تُحتِّم على المرأة الاحتجاب، وهذا المقال يسلط الضوء على الإعجاز العلمي في فرض الحجاب.
حكم لبس الحجاب
فُرض الحجاب على النساء بنزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}[١] على النبي -صلى الله عليه وسلم- على اختلافٍ بين أهل العلم في سنة نزولها لكن أرجح الأقوال أنها في السنة الرابعة للهجرة.
‘);
}
الحجاب واجبٌ على كلّ فتاةٍ مُكلَّفةٍ، أيْ وَصَلت سنّ البلوغ، وعلامات البلوغ عند الأنثى بلوغ سن الخامسة عشرة أو الاحتلام أو نمو شعر العانة أو الحيض، فأيّها كانت الأولى وَجُب عليها ارتداء الحجاب مع اختلافٍ بين العلماء في ماهية الحجاب الواجب، فمنهم من قال: بوجوب ستر كامل الجسم بما فيه الوجه والكفيْن، وقولٌ آخر: سَتر كامل الجسم مع جواز إظهار الوجه والكفيْن من غير تبرُّجٍ محتجين بقوله تعالى:{وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}[٢]، وستر كامل الجسم عن الرجال الأجانب وغير المحارم من الأقارب كابن العم وابن الخال وأخو الزوج وغيرهم من الأقارب فكلاهما سيّان. [٣][٤]
الإعجاز العلمي في فرض الحجاب
تطرّقت عدّة آياتٍ في القرآن الكريم إلى مسألة فرض الحجاب على المسلمات متمثِّلةً بتوجيه الأمر إلى نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- وبناته ونساء المؤمنين وينسحبُ الأمر على كلّ امرأةٍ مسلمةٍ، ووردت جميع آيات فرض الحجاب في سورة النور وسورة الأحزاب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}[١]، والجلابيب جمع جلبابٍ، والجلباب في لغة العرب الثوب الساتر لجميع البدن من الرأس إلى أخمص القدميْن كالعباءة وما شابهها بحيث تكون فضفاضةً خاليةً من الزينة المُلفتة للنظر.
وجاء فرض الحجاب وتوالت في العصر الحديث الدراسات والآراء الطبية حول جدوى الحجاب للمرأة خاصةً في ظل تصاعد العدائية في العالم الغربي ضدّ الحجاب والمرأة المحجّبة، فقد أثبتت الدراسة التي أجرتها جامعة وستمنسنر البريطانية على عددٍ من النساء المحجبات وغير المحجبات أنّ ثقة المرأة المحجبة أكبر بنفسها وأن احترامها لذاتها يتزايد في ظل الإحساس بالتقدير واحترام الآخرين وإحساسها بالأمان، إذ إنّ معدل تحرش الرجال بالمرأة المحجبة والمرتدية لغطاء الرأس على الأقل أقل بعشر مراتٍ من تلك غير المحجبة؛ وذلك بسبب نظرة الاحترام من الرجل للمرأة المحجبة المحتشمة في لباسها، بمعنى آخر أن معدّل الجريمة ضد المرأة غير المحجبة يتزايد خاصةً في المجتمعات التي تفتقر إلى الأمن والانضباط وفي المجتمعات أو التجمعات الفقيرة والعشوائية.
ومن أوجه الإعجاز العلمي في فرض الحجاب هو وقاية المرأة من الإصابة بسرطان الجلد نتيجة التعرُّض المباشر ولفتراتٍ طويلةٍ لأشعة الشمس خاصّةً الأشعة فوق البنفسجية قصيرة ومتوسطة المدى بسبب سماكة الطبقة الدهنية تحت الجلد عند المرأة دونًا عن الرجل، كما تتسبّب هذه الأشعة في الإصابة بأمراض الجلد المختلفة كالتقيحات والالتهابات وتشقق الجلد وجفاف البشرة والأكزيما، كما يتسبب الكشف عن الساقيْن في الإصابة بتقوس الساقيْن وتضخمهما بسبب تغيُّر لون وملمس البشرة نتيجة التعرض المتكرر لأشعة الشمس، كما أدى ذلك إلى زيادة نمو الشعر غير المرغوب فيه في أماكن التعرض للشمس.
كما أكّد العديد من الأطباء وخبراء التجميل في أكثر من مناسبةٍ أنّ تغطية المرأة شعرَها لا يتسبّب في إلحاق الضرر به أو تقصفه بل وعلى العكس يساعد حجاب الرأس على حماية الشعر من تأثير العوامل الخارجيّة كأشعة الشمس والرياح والهواء والغبار وهذه العوامل هي المسؤولة عن جفاف الشعر وتساقطه لكن قد تحدث المشكلة بسبب نوعية القماش المصنوع منه الحجاب خاصةً لمن ترتديه لفتراتٍ طويلةٍ، كما أثبتت الدراسات أنّ الشعر يأخذ الأكسجين من الدم وليس من الهواء الخارجي أي أنّ كشف الرأس بحجة تهوية فروة الرأس والشعر لا أساس لها من الصحة. [٥][٦][٧][٨]
صفات الحجاب الشرعي
تأتي الأوامر الإلهيّة للناس في صورةٍ واضحةٍ مانعةٍ لحدوث الالتباس إلا ما سُكت عنه رحمةً بالعباد، فعندما أمر الله تعالى النساء بارتداء الحجاب وضّح الغاية من ذلك وهي صون المرأة وحمايتها من الأشرار والطامعين في المقام الأول إلى جانب العديد من الفوائد المترتبة على ارتدائه، كما حدّد صفات هذا الحجاب ليتوافق وتعاليم الإسلام، وهي: [٩]
- ستر كامل مفاتن الجسم إلا ما تمّ استثناؤه -الوجه والقدمين- ويشمل الستر ستر الزينة التي ترتديها المرأة كالحلي والمجوهرات وأشكال اللباس الأخرى.
- ألّا يكون الحجاب أو الجلباب أو العباءة زينةً في نفسها بحيث تجذب الأنظار إليها.
- أن يكون الحجاب سميكًا لا يشف ما تحته.
- أن يكون الحجاب واسعًا لا يصف ما تحته.
- أن تبتعد المرأة عن تبخير الحجاب أو تعطيره عند الخروج.
- ألّا يكونَ ثوب شهرةٍ أو فيه تشبُّهٌ بالرجال أو فيه مشابهةٌ للباس غير المسلمات.
اليوم العالمي للحجاب
تتعرّض النساء المحجّبات لحملةٍ شرسةٍ في العديد من الدول الأوروبية والدول العلمانية لحظر ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات والمؤسّسات العامة والأماكن العامة، كما وتواجه المرأة المحجبة العنف والتنمر من قبل العديد من الأشخاص في ظل عدم وجود قوانين تحترم التعدد والحرية الدينية للمسلمين خاصةً في تلك البلدان، وفي ظل هذه الحرب على الحجاب والمحجبات ظهرت الناشطة البنغالية ناظمة خان ودعت في سنة 2013 إلى اعتبار الأول من فبراير من كل سنةٍ يومًا للحجاب العالمي، ومنذ ذلك الحين يتم الاحتفال بهذا اليوم في أكثر من 140 بلدًا حول العالم من نساءٍ من مختلف الأعراق والديانات تضامنًا مع المرأة المسلمة المحجّبة. [١٠]
المراجع[+]
- ^أب{الأحزاب: الآية 59}
- ↑{النور: الآية 31}
- ↑متى تحتجب الفتاة؟, “www.islamqa.info”، اطُّلع عليه بتاريخ 10-02-2019، بتصرف
- ↑حكم لبس الحجاب،, “www.binbaz.org.sa”، اطُّلع عليه بتاريخ 10-02-2019، بتصرف
- ↑تأثير استعمال غطاء الرأس على الشعر وتنفسه،, “www.islamweb.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 10-02-2019، بتصرف
- ↑تساقط شعري بعد لبسي للحجاب مما سبب لي هما شديدا …فما الحل؟،, “www.islamweb.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 10-02-2019، بتصرف
- ↑المقصود بالجلباب من الناحية الشرعية واللغوية،, “www.islamweb.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 10-02-2019، بتصرف
- ↑أشعة فوق بنفسجية،, “www.marefa.org”، اطُّلع عليه بتاريخ 10-02-2019، بتصرف
- ↑صفات الحجاب الصحيح،, “www.islamqa.info”، اطُّلع عليه بتاريخ 10-02-2019، بتصرف
- ↑الحرب على الحجاب!،, “www.islamweb.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 10-02-2019، بتصرف