الإعجاز العلمي في ليلة القدر

الإعجاز العلمي في ليلة القدر

بواسطة:
محمد شودب
– آخر تحديث:
٠٨:٣٧ ، ٢٨ مارس ٢٠١٩
الإعجاز العلمي في ليلة القدر

‘);
}

تعريف الإعجاز العلمي

مرَّت السنوات الطوال وتتابعت الأحداث وتطوّر العلم وأصبح الفارق العلميّ واضحًا بين الفترة التي نزل فيها القرآن الكريم على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهي فترة القرن السابع الميلاديّ وبين العلم الذي وصلَ إليه الإنسان اليوم، ومن هنا جاءت فكرة الإعجاز العلمي في كتاب الله، فقد أخبر كتاب رب العالمين بحقائق علمية كثيرة لم يكن البشر على علم بها في تلك الفترة، ولم يعلمْها البشر حتَّى السنوات الأخيرة من القرن الماضي، وهذا إعجاز إلهيّ علميّ ودليل عقليّ مرئي على صدق هذا الدين وقَداسة كتاب الله، وهذا المقال سيتناول الحديث عن الإعجاز العلمي في ليلة القدر.

ما هي ليلة القدر

يمكنُ تعريف ليلة القدر على أنَّها ليلة من ليالي أواخر شهر رمضان، وهي ليلة مباركة، أنزل الله -سبحانه وتعالى- فيها القرآن الكريم على رسوله -صلّى الله عليه وسلَّم-، ويُشير الله -تبارك وتعالى- في القرآن الكريم إلى أنَّ ليلة القدر ليلة مباركة، العمل فيها يُغني عن العمل ألف شهر، تنزل فيها ملائكة الرحمن بالخير والبركات والرحمات من السماء حتَّى مطلع الفجر، وهي ليلة سلام وأمان، قال تعالى في سورة القدر: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ” [١]، وقد جاء في السنة النبوية الشريفة أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال لأصحابِه: “تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ” [٢]، والله تعالى أعلم. [٣]

‘);
}

سبب تسمية ليلة القدر

يتساءل كثير من المسلمين عن سبب تسمية ليلة القدر باسمها الحالي، ومن أين جاء اسمها، وجدير بالقول إنَّ هذا الاسم وردَ في الكتاب والسنة، فسُمِّيت سورة من سور كتاب الله باسم هذه الليلة المباركة، وتحدثت عنها، كما جاء ذكرها في صحيح سنة النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وقد كثرت الأقوال والآراء حول سبب تسمية هذه الليلة بهذا الاسم، فقيل: سُمِّيت ليلة القدر بهذا الاسم لأنَّ الله تعالى قدَّر أرزاق الناس وآجالهم فيها، وقد قال قتادة: “يُبرم في ليلة القدر في شهر رمضان كل أجل وعمل وخَلْق ورِزق، وما يكون في تلك السنَة”، وقِيل: إنَّ اسمها يرجع إلى عظم القدر والشرف، وقيل: سُميت ليلة القدر بهذا الاسم لأنَّ عمل الإنسان فيها له قدر عظيم، وقيل أيضًا: سُميت بهذا الاسم لأن الله تعالى قدَّر على الناس أن ينزل القرآن الكريم في هذه الليلة، وقال الإمام النووي -رحمه الله-: “وسُميَت ليلة القدر، أي: ليلة الحكم والفصل، هذا هو الصحيح المشهور”، والله تعالى أعلم. [٤]

الإعجاز العلمي في ليلة القدر

يقول تعالى في سورة القدر: “تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” [٥]، نُشرت كثير من المقالات العلمية التي تتحدث عن الحقيقة التي أخفتها وكالة ناسا الفضائية عن الناس، وهي إنَّ وكالة ناسا رصدت نزول عشرة آلاف إلى عشرين ألف شهب في اليوم الواحد من السماء، ومع حركة الرصد المتكررة لليالي العشر الأخير من رمضان، تبيَّن لوكالة ناسا إنَّ ليلة من هذه الليالي لا ينزل فيها أي شهاب، وهذا تفسير جلي لقوله تعالى: “سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” [٦].

وهذا دليل جديد على عظمة هذا الدين، وإعجاز جديد يُضاف إلى سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، فقد وردَ المعنى نفسه في سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حيث قال: “إنَّ أمارةَ ليلةِ القدرِ أنَّها صافيةٌ بلْجاءُ كأنَّ فيها قمرًا ساطعًا، ساكنةً لا بردَ فيها ولا حرَّ، ولا يحِلُّ لكوكبٍ أن يُرمَى به فيها حتَّى يُصبِحَ، وإنَّ أمارةَ الشَّمسِ صبيحتَها تخرُجُ مستويةً ليس فيها شعاعٌ مثلُ القمرِ ليلةَ البدرِ ولا يحِلُّ للشَّيطانِ أن يخرُجَ معها يومئذٍ” [٧]، والله أعلم. [٨]

فضل ليلة القدر

تعدّ ليلة القدر ليلة من أفضل الليالي في الإسلام على الإطلاق، العمل فيها خير من ألف شهر من العمل؛ لأنَّها الليلة التي قدَّرها الله تعالى لتكون الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقد قال تعالى في سورة الدخان: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ” [٩]، وقال تعالى: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” [١٠]، قد جاءت السنة النبوية المباركة بعدد من الأحاديث الشريفة التي تبين وتظهر أهمية ليلة القدر وأهمية العمل فيها، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [١١]، إنَّما قيام هذه الليلة يكون بالصلاة والذكر والدعاء والعبادة.

وقد جاء عن رسول الله أيضًا فيما قالت السيدة عائشة: “كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ” [١٢]، والعشر أي الأيّام العشر الأواخر من رمضان، إنَّما رسول الله خير أسوة، قال تعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ..” [١٣]، والله تعالى أعلم. [١٤]

المراجع[+]

  1. {القدر: 1–4}
  2. الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 2020، حكم المحدث: صحيح
  3. ليلة القدر, ، “www.wikiwand.com”، اطُّلِع عليه بتاريخ 10-03-2019، بتصرّف
  4. ليلة القدر, ، “www.marefa.org”، اطُّلِع عليه بتاريخ 10-03-2019، بتصرّف
  5. {القدر: الآية 4-5}
  6. {القدر: الآية 5}
  7. الراوي: عبادة بن الصامت، المحدث: ابن عبدالبر، المصدر: التمهيد، الجزء أو الصفحة: 24/373، حكم المحدث: حسن غريب
  8. مفهوم ليلة القدر, ، “www.m.ahewar.org”، اطُّلِع عليه بتاريخ 10-03-2019، بتصرّف
  9. {الدخان: الآية 3-4}
  10. {القدر: الآية 3-4-5}
  11. الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 1901، حكم المحدث: صحيح
  12. الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 1174، حكم المحدث: صحيح
  13. {الأحزاب: الآية 31}
  14. ليلة القدر هي أفضل الليالي, ، “www.binbaz.org.sa”، اطُّلِع عليه بتاريخ 10-03-2019، بتصرّف
Source: sotor.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *