خمسُ قصائد لحُزنٍ قديم

أركلُ العالمَ بقدمي

خمسُ قصائد لحُزنٍ قديم

[wpcc-script type=”9a02a95bcd589e435bdc91d7-text/javascript”]

أركلُ العالمَ بقدمي
وأجلسُ تحتَ شمسِ أبريل
مُنتظرةً من يُعيدُ ركلهُ لي مرّةً أخرى
وإن لم يحدثْ ذلك
أركلُ قلبِي للهاوية أيضاً
وأضحكُ لطائرٍ يأكلُ من جثتي
فلا نوافذَ لعتمةِ جسدي
أنا الشّمسُ العالقةُ بمنخلِ الهجران
كلُّ النوافذِ أُغلقَت
بغبارِ الجنودِ الذاهبين إلى الحرب
وحدَها النافذةُ التي تطلُّ على الذكرى
مفتوحةٌ للشمس

أُربّي الحزنَ
في أصصِ الزهورِ الفارغةِ على شرفةِ منزلِي
فالأخضرُ هجرَ منزلي
منذ آخر صرخة طفل
جائع ٍ من بلادي

أُوصي بأشيائِي الحبيبة
لمتحفِ الأشياءِ القديمة
لأزورَها بعدَ أعوامٍ طويلةٍ
سائحةً بشعرٍ أبيضَ وقلبٍ أخضر
أفتحُ عيني من دهشةٍ عاشت يوماً على هذه الأرض
أشيائي الحبيبةُ
تذكارات اليومِ لغدٍ يكبرُ
تحتَ جلدِ الغياب
الغياب
الذي سنموتُ بحسرةِ تذكاراتهِ بعدَ عشرينَ عاماً.

لم أعرف أين يذهبُ الحُب
حينما ينتهي
كأنَّ الضباب يبتلعهُ خلف ناطحة سحابٍ في نيويورك
لا يعودُ للأغنيات القديمة من أثرٍ سوى
صدى موهن صادر من آلة تسجيل رديئة
حتى بقايا القهوة على طاولاتِ الماضي
تُصابُ بالعفونةِ والصدأ
لن أعرفَ أين يذهبُ الحُب حينما ينتهي
لن يعرف أحدٌ أبداً

أُغني مع المطربةِ التركيّة
بلغةٍ لا أفهمُها
عن المكانِ الأوّلِ الذي وُلدْت فيهِ
ومن بعيدٍ
أبعد من الأغنية
وراءَ جدرانِ حياتِي الصّاخبة
صدى حزنٍ قديم
يُشبهُ طفولتي التي نسيتُها في درجٍ المقعدِ المدرسيّ
في الغرفةِ الطينيّةِ الصغيرةِ التي سُميت.. مدرسة.

شاعرة سورية

وداد نبي

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *