من هو أبو هريرة
١٢:٣٣ ، ٣١ مارس ٢٠٢١
‘);
}
من هو أبو هريرة؟
هو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر بن ثعلبة بن سليم الدوسي اليماني، جاء من قبيلة الأزد التي تعد من أشهر القبائل العربية وأعظمها؛ فهي تنسب إلى الأزد بن الغوث الذي ينتهي نسبه مالك بن كهلان بن العرب القحطانية، وكان اسم أبو هريرة قبل إسلامه عبد شمس، وقيل كان غير ذلك، ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو من غير اسمه إلى عبد الرحمن، وأمه هي أميمة وقيل ميمونة بنت صخر، وهو من الصحابة الذين اشتهروا بالكنية، وقد تكنّى بأبي هريرة؛ لأنه كان قد وجد هرّة وحملها بكمّه.[١]
‘);
}
ولمعرفة القصة التي كانت سببًا في تسميته بأبي هريرة يرجى الاطلاع على هذا المقال: لماذا سمي أبو هريرة بهذا الاسم
نشأة أبي هريرة رضي الله عنه
أين ولد أبو هريرة رضي الله عنه؟
ولد أبو هريرة -رضي الله عنه- في بلاد اليمن ونشأ بها، وكان يعين أهله ويخدمهم ويقوم على مصالحهم كرعي الغنم وغيره، وكانت نشأته عربية شديدة؛ فقد عاش في البادية وبين قبيلة كبيرة، كما كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يتيم الأب فقد توفي والده وهو في سن صغيرة، فقاسى الحياة حتى أكرمه الله تعالى بالإسلام.[٢]
حياة أبي هريرة رضي الله عنه
كيف أمضى أبو هريرة حياته بعدما أسلم؟
قضى أبو هريرة حياته في خدمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما أمضى وقته في تعلم القرآن الكريم وباقي العلوم الشرعية، وكان قد عيّنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، عريفًا على أهل الصفّة، وقد كان يعتني بشؤونهم،[٣] وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- لين القلب يحب المرح والمزاح، فكان إذا رأى أطفالًا يلعبون يلاطفهم، فقد ذكر أنه رأى ذات مرة مجموعة من الأطفال يلعبون ليلًا، فيدخل بينهم من غير أن يشعرهم بذلك، فيرمي نفسه بينهم ويبدأ يضرب الأرض بأقدامه ليضحكهم، فيضحك الصبية ويهربون منه وهم يضحكون.[٤]
كما كان أبو هريرة عفيف النفس لا يبدي فقره لأحد، فكان يربط بطنه بحجر من شدة الجوع، وقد وصف حاله بأنه لا يلبس اللبس الناعم ولا يأكل الطعام الفاخر، ولم يكن له خدم وغيره، وكان يخرج للصحابة رضي الله عنهم، فيستقرئهم القرآن ويبقى معهم لكي يطعمه أحد منهم بعض الطعام.[٥]
إسلام أبي هريرة وهجرته
متى هاجر أبو هريرة إلى المدينة؟
كان إسلام أبي هريرة -رضي الله عنه- على يد الطفيل بن عمرو الدوسي؛ وذلك لما جاء إلى قريش ذات مرة ونزل فيها، وبدأت قريش تلتف حوله لكي لا يدخل في الدين الإسلاميّ، فعزم على أن لا يلقى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إلى أن وجده مرة في الكعبة يصلي، فلما سمع كلام الله انشرح صدره للإسلام وآمن، وعاد الطفيل إلى قومه ودعاهم للإسلام فلم يستجب له أحد سوى أبو هريرة رضي الله عنه، وبقي الطفيل يدعو قومه حتى استجابوا له، وقد أسلم أبو هريرة -رضي الله عنه- قبل الهجرة، وقد هاجر من اليمن إلى المدينة في أيام فتح خيبر.[٦]
علاقة أبي هريرة رضي الله عنه بالنبي
كم سنة لازم أبو هريرة النبي عليه الصلاة والسلام؟
كان أبو هريرة قريبًا من النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ملازمًا له، وكان قد نذر حياته لخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ عنه الكثير من العلوم الشرعية، كما كان يرافقه في كل مكان وفي كل وقت،[٧] وقد لازم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم- مدة أربع سنوات، كما كان شديد الحب لرسول الله.[٨]
صفات أبي هريرة
بماذا اتصف أبو هريرة من الفضائل؟
اتصف أبو هريرة -رضي الله عنه- بالعديدِ من الصفات الخُلقية والخَلقية، وصفاته الخُلقية كثيرة، فمن فضائل أبي هريرة ما يأتي:
- التزامه هدي النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقد كان حريصًا أشد الحرص على اتباع سنة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وكان كثيرًا ما يدل الناس إلى الحق ويحذرهم من الباطل.[٩]
- الصبر وحب التطهير، فكان يخشى الله تعالى في أمره كله، وكان حريصًا على صون نفسه عن المعاصي.[١٠]
- الورع والتقوى، فكان أبو هريرة -رضي الله عنه- يحرص على طاعة الله تعالى ورسوله، ويبتعد عن المعاصي والجدل وغيره.[١١]
ومن صفات أبي هريرة -رضي الله عنه- الخَلقية؛ فقد وصف بأنه كان أبيض الوجه ذو لحية حمراء، وهو بعيد ما بين المنكبين، وله ضفيرتان، وكان يغير بياض شيبه باللون الأحمر، كما وصف بأنّه رجل آدم أفرق الثنيتين.[١٢]
زوجات أبي هريرة رضي الله عنه
من هي زوجة أبي هريرة؟
تزوج أبو هريرة -رضي الله عنه- بعد وفاة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من بُسرة بنت غزوان، وهي أخت الأمير والصحابي عتبة بن غزوان، وكان دائمًا ما يشكر الله تعالى على زواجه بها، وأنجبت له ثلاثة من الذكور وهم المحرر وبلال وعبد الرحمن، كما أنجبت له ابنة واحده، وقد تزوج بها التابعي المعروف سعيد بن المسيب.[١٣]
رواية أبي هريرة للحديث النبوي
بماذا شهد الصحابة لأبي هريرة؟
كان أبو هريرة -رضي الله عنه- حريصًا على حفظ حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد شهد له رسول الله بذلك، كما قد شهد له الصحابة بجرأته في سؤال رسول الله، فكان يسأله عن أمور لا يسأله إياها أحد غيره، وقد روى أبو هريرة الكثير من الأحاديث النبوية.[١٤]
ولمعرفة عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة يرجى الاطلاع على هذا المقال: عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة.
عمن روى أبو هريرة رضي الله عنه الحديث؟
روى أبي هريرة -رضي الله عنه- الحديث عن أبي بكر الصديق رضي الله، وذلك في باب الإيمان والحج، كما روى عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها-، في باب الصلاة، وروى عن الفضل بن عباس رضي الله عنه في باب الصوم.[١٥]
من روى عن أبي هريرة رضي الله الحديث؟
روى عن أبي هريرة – رضي الله عنه- الكثير من الصحابة فروى عنه ابن عباس -رضي الله عنه- في الصلاة، وروى عنه جابر بن عبد الله في الوضوء، كما روى عنه أبو زرعة بن عمرو، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعبد الرحمن بن يعقوب، وأبو صالح، وأبو كثير، ومحمد بن سيرين، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عطاء بن يسار، حميد بن عبد الرحمن، ومالك بن أبي عامر، وعروة بن الزبير، وحفص بن عاصم، ويزيد الأصم، عطاء بن رباح.[١٦]
وعطاء الليثي، محمد بن زياد، وأبو عبد الله سالم مولى شداد، وعبد الله بن إبراهيم بن قارظ، وأبو علقمة، ومحمد بن عائشة، وطاوس، وثوبان ونافع بن جبير، وأبو الشعثاء، وموسى بن يسار، وعبد الرحمن بن أبي نعيم، وعبد الله بن الحارث، وغيرهم الكثير مما لايسع لذكرهم.[١٧]
هل جاهد أبو هريرة مع النبي صلى الله عليه وسلم؟
كان أبو هريرة قد وصل إلى المدينة المنورة والنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يغزو خيبر، فكانت هي أول جهاده في سبيل الله تعالى حيث لحق به هو ومن جاء معه من قبيلته، ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستبشر لحضورهم وجعلهم في ميمنته، ولم يترك أبو هريرة بعد ذلك غزوة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد شهد معه جميع غزواته، كما كان يرسله رسول الله في بعوثه، وفي سراياه.[١٨]
ولم يترك الجهاد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل استمر بذلك فشهد حروب الردة، وكان ممن أشاروا على أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بالقتال، كما شهد معركة اليرموك، وشهد الفتوحات في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما حمل الراية في معركة قزوين، وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- محبًا للجهاد في سبيل الله، ويسعى لنيل الشهادة.[١٩]
مواقف من حياة أبي هريرة
لأبي هريرة رضي الله عنها الكثير من المواقف منها:
أبو هريرة وفتنة عثمان
لما كان حصار عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان يجتمع عنده في منزله أبو هريرة مع بعض الصحابة رضوان الله عليهم، ومنهم عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، والحسن والحسين، وكانوا كلهم مستعدين للقتال لولا أن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- استحلفهم أن لا يقاتلوا أحدًا، وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- يوافق عثمان في رأيه فلم يقبل بالقتل وإراقة دم المسلمين، وهو من الصحابة الذين دافعوا عن عثمان -رضي الله عنه- وهو في أوج ساعات الفتنة، وحتى آخر لحظة فيها، ولما توفي أبو هريرة رضي الله عنه، حمل أولاد عثمان بن عفان سريره حتى بلغوا البقيع، وذلك لوقفته وحسن رأيه مع عثمان.[٢٠]
أبو هريرة وبرّه بوالدته
لما استخلف مروان بن الحكم أبا هريرة -رضي الله عنه- على ذي الحليفة، كان عندها هو في بيت وأمه في بيت آخر، فإذا خرج من عندها يقول لها: السلام عليكم يا أمتاه ورحمة الله وبركاته، فترد عليه أمه: وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول لها عندها: رحمك الله كما ربيتيني صغيرًا، فترد عليه أمه: رحمك الله كما بررتني كبيرًا، وكان عند دخوله يحادثها بنفس الصيغة، كما كان كثير الاستغفار لأمه، فيستغفر لها في المجالس، ليستغفر لها من كان في مجلسه أيضًا.[٢١]
أبو هريرة والكرم
ومن فضائل أبو هريرة -رضي الله عنه- أنه كان كريمًا وكثير الإنفاق في سبيل الله تعالى، حتى ذكر الطفاوي أنه نزل في المدينة ستة أشهر فلم يرَ من هو أكرم للضيف منه، ومن كرمه وحسن سريرته وطيب أخلاقه أنّه تصدق لمواليه بدار له كانت في المدينة المنورة.[٢٢]
وبعث إليه ذات مرة مروان بن الحكم بمبلغ من المال إلى أبي هريرة رضي الله عنه، ومقداره مائة درهم، ولما جاء الغد بعث إليه كتابًا آخر يخبره به أنه كان قد أرسل إليه المال إلى أحد غيره ووصلت إليه بخطأ منه، فقال له أبو هريرة رضي الله عنه: “قد أخرجتها، فإذا خرج عطائي فخذها منه”، وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- قد تصدق بالمال، والذي فعله معه مروان بن الحكم إنما كان من سبيل الاختبار له.[٢٣]
وفاة أبي هريرة رضي الله عنه
في أي عام توفي أبو هريرة رضي الله عنه؟
قيل إن أبا هريرة -رضي الله عنه- توفي في العام الذي توفيت فيه عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أي في عام 57 للهجرة، وقيل إنه توفي سنة 58 هجرية، وقيل إنه توفي سنة 59 هجرية، وهو يبلغ من العمر ثمان وسبعين سنة، وكان قد صلى على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، في رمضان سنة ثمان وخمسين، وقيل صلى على أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، في شهر شوال من سنة تسع وخمسين وتوفي بعد ذلك.[٢٤]
وكان الوليد بن عتبة واليًا على المدينة المنورة عند وفاته فصلى عليه، وشهد جنازته ومعه جمع من الصحابة، منهم أبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، كما حضر جنازته مروان بن الحكم، ودفن أبي هريرة -رضي الله عنه- في البقيع، وكتب الوليد بن عتبة بعد وفاته إلى معاوية أن يدفع لورثته عشرة آلاف درهم وأن يكرمهم ويحسن إليهم.[٢٥]
المراجع[+]
- ↑محمد عجاج الخطيب، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 67. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 68. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 72. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 96. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 80. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 69. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 70. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 72. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 73. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 75. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 75. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 68. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 102. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 106. بتصرّف.
- ↑ابن منجوية، رجال صحيح مسىم، صفحة 403. بتصرّف.
- ↑ابن منجوية، رجال صحيح مسلم، صفحة 404. بتصرّف.
- ↑ابن منجويه، رجال صحيح مسلم، صفحة 404. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 92. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 92. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 88. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 97. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 85. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 85. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 101. بتصرّف.
- ↑محمد عجاج الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 101. بتصرّف.