توقيف درس شرح «بداية المقتصد» للدكتور الروكي في مسجد الإمام مالك بمدينة سلا والأسباب الحقيقية مجهولة

هوية بريس – إبراهيم الوزاني
الجمعة 04 مارس 2016
تفاجأ طلبة العلم والمبكرون للصلاة في مسجد الإمام مالك بحي سيدي موسى بمدينة سلا عند حضورهم بعد صلاة مغرب اليوم الجمعة إلى المسجد لحضور الدرس الثالث للشيخ الدكتور محمد الروكي عضو المجلس العلمي الأعلى ورئيس جامعة القرويين سابقا، والذي خصصه لشرح كتاب “بداية المجتهد ونهاية المقتصد” لابن رشد رحمه الله، بإخبارهم أن الدرس تم إلغاؤه.
وحول أسباب هذا الإلغاء المفاجئ والصادم بقي السؤال مطروحا دون جواب في ظل عدم إمكانية الاتصال بالدكتور، الذي اكتفى بالنشر في صفحته على الفايسبوك “نخبر طلبة العلم أنه سيتوقف شرح “بداية المجتهد ونهاية المقتصد” إلى إشعار قادم..“.
هذا التوقيف الغريب والذي تم ولم تمر سوى حصتان من شرح الدكتور للكتاب المعتبر عند المالكية بل عند كل المذاهب والعلماء لما فيه من قوة علمية كبيرة، وهو مرجع في باب “الفقه المقارن”، معتمد في الجامعات المغربية؛
هذا التوقيف استغربه الحضور والطلبة، والذين لم يستسيغوه مطلقا، فحسب أحد الطلبة، قال رجل جاء رفقة زوجته وأبنائه وهو فرح بأنه أكبر مساجد الحي عاد لدور التعليم وتفقيه الناس في أمور الدين من طرف العلماء، “الحمد لله فرحنا بهذا الدرس وجئت بزوجتي وأبنائي، لأن المسجد بعيد عن كل شبهة، لكن للأسف صدمنا بهذا التوقف!!“.
يذكر أن الطلبة الذين يحضرون هذا الدرس أرادوا يوم انطلاقه أن ينظموا حفلا افتتاحيا، لكن تراجعوا عن ذلك بعد توصلهم بأن أحد المسؤولين طلب إلغاء ذلك.
كما أن أحد الطلبة قام بتصوير الدرس الأول ليتفاجأ بمنعه عندما أراد أن يصور الدرس الثاني، حتى ينشره في “اليوتيوب”، فيوثق الدرس، ثم لتعم الفائدة نشرا للعلم.
بالإضافة إلى أن الدرس الأول والثاني عرفا إقبالا كبيرا من طرف طلبة العلم بمدينة سلا، وهو ما أرجعه البعض سببا أساسيا في المنع.
وذهب آخرون إلى أن الدرس الثاني ربما هو السبب، لأن الدكتور الروكي تحدث فيه عن موضوع الخلاف والاختلاف وأقسامه عند الفقهاء والأصوليين والمذاهب؛ وهو ما يطرح التساؤل عندهم: هل سيصير ذكر الخلاف وأنواعه وأقسامه من الأمور المحظورة على العلماء والدعاة في المساجد، حتى لا يشك الناس قيد أنملة فيما يعرضه وزير الأوقاف ووزارته كنموذج متفرد للإسلام المغربي؟!!
وحسب مصدر قريب قال إن الشيخ هو من أوقف الدرس بسبب بعض الإجراءات التضييقية وغير المشرفة!!!
وكان قد استبشر أهل سلا عموما وساكنة حي سيدي موسى خصوصا بهذا الدرس الذي جاء بعد توقيف الشيخ يحيى المدغري خطيب مسجد حمزة رضي الله عنه، واعتبروه منحة من الله عز وجل بعد محنة التوقيف تلك، خصوصا ما يعرف به الدكتور الروكي من قدم راسخة في الفقه المالكي والفقه المقارن.
Source: howiyapress.com