محمد الخير حامد: الأجيال الجديدة فتحت آفاقا واسعة للرواية السودانية

الخرطوم ـ «القدس العربي»:فاز الكاتب والشاعر والإعلامي محمد الخير حامد بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي، الدورة السابعة عشرة. عن رواية «دائرة الأبالسة» 21 أكتوبر/تشرين الأول 2019. والتي ينظمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في كل عام .في هذا الحوار يتحدث لنا الكاتب عن فوزه بهذه الجائزة وعن محاور أخرى ذات صلة بالأدب والفن الروائي والنشاط […]

محمد الخير حامد: الأجيال الجديدة فتحت آفاقا واسعة للرواية السودانية

[wpcc-script type=”7e33a8713e224881fb5a6d91-text/javascript”]

الخرطوم ـ «القدس العربي»:فاز الكاتب والشاعر والإعلامي محمد الخير حامد بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي، الدورة السابعة عشرة. عن رواية «دائرة الأبالسة» 21 أكتوبر/تشرين الأول 2019. والتي ينظمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في كل عام .في هذا الحوار يتحدث لنا الكاتب عن فوزه بهذه الجائزة وعن محاور أخرى ذات صلة بالأدب والفن الروائي والنشاط الفكري.

نقطة تحوّل مهمة

يقول محمد الخير إن فوزه بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي نقطة تحول مهمة في مسيرته الإبداعية، وهي تتويج لمجهودات طويلة في الكتابة عموما، وفي مجال السرد على وجه التحديد. ويضيف: الفوز بجائزة تحمل اسم الروائي العظيم الطيب صالح؛ شرف عظيم لي، ومصدر افتخار كبير. أعرف قيمة الجائزة الفنية والأدبية في السودان وفي وجدان المثقفين والمهتمين بالقراءة، وسعيد بأن ينضم اسمي إلى قائمة المتوجين بها».

دائرة الأبالسة

ويحدثنا عن العمل الفائز ويقول: «الرواية اشتغلت بشكل أساسي على ثيمة الفساد، وتناولت ظاهرة الفساد في المؤسسات الخاصة والحكومية. حاولت أن تجسد البيئة الخاصة بأجواء العمل، وشكل العلاقات بين الموظفين، خلال الفترة الأخيرة الماضية وآمل أن تكون روايتي إضافة حقيقية ونوعية للمكتبة السودانية».

قرار لجنة التحكيم

وجاء قرار لجنة التحكيم وأسباب فوز رواية دائرة الأبالسة على النحو التالي: «عالجت الرواية ظاهرة الفساد في مؤسسة خاصة، وارتباطها بما يدور في الراهن السوداني. وفّق الكاتب في بناء الشخصيات بناء فنيا محكما، وامتاز النص بالتدفق والحيوية، واللغة السليمة. كما وظف ضمير الغائب، وضمير المتكلم، وتنقل بينهما بسلاسة ويسر». وأضافت اللجنة أن الرواية تميزت عن بقية الأعمال المشاركة بقوة الحبكة، وعدم الترهل والحشو، وأشارت اللجنة إلى التوفيق الكبير في اختيار العنوان المعبر عن الرواية.

أجيال بعد الطيب صالح

الطيب صالح هل أصبح سقفا سرديا بعيد المنال، وهل جاء جيل من بعده في السودان يحمل بصمة خاصة؟ يقول حامد: «هناك أقلام سردية سودانية استطاعت أن تخلق لنفسها وللرواية السودانية أرضية ثابتة وذيوع كأديبنا الطيب صالح، وفي الفترة الراهنة حدثت بعض الفتوحات، والنجاحات المبشرة من خلال أسماء سودانية كأمير تاج السر، وحامد الناظر، وحمور زيادة، وعمر فضل الله، وعاطف الحاج، ومناهل فتحي، كل هؤلاء فتحوا آفاقا جديدة للرواية السودانية وأكسبوها قراء جددا».

الكتاب والروائيون السودانيون قدموا بعضا مما عندنا من بيئات وثراء مدهش كما ذكرت، لكنهم لم يقدموا كل شيء حتى الآن.

تنوع وثراء مدهش

يرى البعض أن الفن والأدب على وجه الخصوص لم يستطع التعبير حتى الآن عن التنوع المدهش الموجود في البيئة السودانية المادية والمعنوية، ولا يختلف عنهم محمد الخير كثيرا إذ يقول: «الكتاب والروائيون السودانيون قدموا بعضا مما عندنا من بيئات وثراء مدهش كما ذكرت، لكنهم لم يقدموا كل شيء حتى الآن. السودان مليء ومشحون بالثراء السردي، وفي كل مكان تجد ألف حكاية ومئات الأساطير والغرائبيات والمحكيات، وحتى ما يسمى بـ(حُجا الحبوبات) يمثل مادة خصبة للسرد، وكل ذلك مدهش للآخرين لأنهم لم يقرأوه أو يسمعوا عنه. السرد السوداني في ظني ما زال بكرا وسيظل مدهشا إلى حين».

جمعية الروائيين السودانيين

نشطت مؤخرا جمعية ثقافية تعنى بأمر الراواية ويقول محمد الخير الذي يشغل منصبا في مكتبها التنفيذي:»جمعية الروائيين السودانيين جمعية وليدة، تم تأسيسها قبل شهور، لكن جهد تأسيسها أخذ زمنا أطول، ويرجع الفضل في تأسيسها إلى مجموعة من الروائيين السودانيين، على رأسهم أساتذتنا: العباس علي يحيى، والحسن محمد سعيد، ومحمد عمر هارون، وغيرهم. أنا أمين العلاقات الخارجية في الجمعية ولدينا أفكار كثيرة حول استقطاب الأقلام السودانية المهاجرة والانفتاح على الآخر».

طموح وخطط مستقبلية

ويضيف محددا بعض برامج الجمعية: «نعمل على الوصول إلى القارئ حيثما كان، والتعاون مع دور النشر العربية، ولدينا توجه نحو ترجمة الروايات والأعمال السودانية، نفكر حاليا في تنظيم المسابقات بالتعاون مع دور نشر كبرى لنشر الأعمال الفائزة. ونطمح كذلك إلى إنشاء جائزة جمعية الروائيين السودانيين للرواية، بفرعيها: (المنشور، وغير المنشور)، وسنجتهد في تنظيم مؤتمرات الرواية باستقطاب أدباء الخارج وغير ذلك من البرامج والفعاليات التي تهم أمانة العلاقات الخارجية».

مسابقات وجوائز

وفي سؤال له حول الجوائز السابقة التي فاز بها يقول الخير: «فزت بجائزة نادي القصة السوداني (جائزة الكاتب نبيل غالي للقصة القصيرة 2010)، عن مجموعة (لعنة الساعة التاسعة) القصصية. وكذلك، جائزة القصة القصيرة للشباب السودانيين، مسابقة صحيفة «أخبار اليوم» السودانية للقصة القصيرة للكتاب السودانيين الشباب. وجائزة القصة القصيرة في جامعة الخرطوم 2004».

شعر وأغان

إضافة لكتابة القصة والرواية يكتب محمد خير حامد الشعر، وحاز عدة جوائز في هذا المجال منها: جائزة الشعر على مستوى جامعات ولاية الخرطوم 2004. والجائزة الثانية في مجال الشعر الفصيح للشباب السودانيين. والجائزة الثانية في مجال الشعر في جامعة الخرطوم 2003. وألّف مجموعة من الأغاني السودانية التي يؤديها عدد من المطربين والمطربات وتتنوع بين الأغاني العاطفية والاجتماعية والرياضية التي تحث على تشجيع المنتخب الوطني السوداني.

أفضل الباحثين العرب

ويقول الخير إن جهوده لم تقتصر على الشعر والأدب فقط فهو باحث في مجالات فكرية مختلفة وسبق له الفوز بجائزة أفضل الباحثين العرب، في مجال السياسة والعلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية لعام 2017/2018، مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات (بيروت- لبنان)، عن بحث بعنوان: (مستقبل المنطقة العربية بعد الربيع العربي) يوليو/تموز 2018.
كما قدم ورقة بحثية محكمة بعنوان: (الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في حرب يونيو/حزيران وجهد الدفاع العربي)، في مؤتمربعنوان: خمسون عاما على حرب حزيران، المركز العربي – الدوحة، قطر. وورقة بحثية محكمة أخرى بعنوان (الوجود الإسرائيلي في منطقة القرن الافريقي وأثره على مستقبل الصراع في المنطقة) وذلك ضمن المؤتمر الثامن للجمعية السودانية للعلوم السياسية.

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *