الشاعر المغربي نجيب خداري: تمحى الفواصل بين الذات والآخر كلما نضجت الرؤية
[wpcc-script type=”77880ab557b26ebe4284724a-text/javascript”]

هو شاعر مُقل، نشر نصوصه الأولى منذ أواسط السبعينيات، ولاسيما داخل الأفق الكاليغرافي، بيد أن الوسط الأدبي المغربي عرفه باعتباره واحدًا من وجوه الصحافة الثقافية البارزين، فقد عمل مسؤولا عن القسم الثقافي في جريدة «العلم» منذ بدايات الثمانينيات؛ حيث رعى الكثير من الأصوات في الشعر والقصة والنقد التي تحقق لها حضور في المشهد الأدبي. كما تقلد مسؤولية نائب رئيس اتحاد كتاب المغرب، ورئيس بيت الشعر في المغرب لدورتين متتاليتين.
ولد نجيب خداري سنة 1959 في مدينة القنيطرة. صدر له ديوانان شعريان، هما: «يد لا تسمعني» 2005.. «يبتل بالضوء» 2009. وفيهما يعثر القارئ على خواص تجربته الشعرية، التي رفعت عنايتها باللغة الشعرية إلى مستوى رفيع، وهي لا تعكس أيديولوجيا ما، بقدر ما تعبر عن رؤية وإشراقية ووعي حاد بالذات وبالآخر والعالم. لا تنحو مثل هذه اللغة إلى الإيجاز والتكثيف وحسب، بل إلى استراتيجية التورية والترميز على نحو ما يقلب الدلالة ويدمجها في عالم لا متناهٍ من الصور والأحلام والتفاصيل الحسية الصغيرة، وعلى نحو ما يُشيد بحث المعنى بالرمز ويتوسل بأحلام اليقظة وينفتح على المرجع الصوفي، لاكتناه أغوار الذات وارتيادها لمجاهيل محلوم بها وغُفْل. زد على ذلك، أن فكرة الكتاب الشعري، وسط هذا البحث الدائم، تظل المسعى الرئيس و»أعز ما يُطلب» في المختبر الذاتي ككُل.
■ بدأتَ النشر منذ أواسط السبعينيات من القرن العشرين، بل كنت من الشعراء الذين انخرطوا في تجديد الحركة الشعرية آنئذ، ولك في القصيدة الكاليغرافية إسهام خاص. ومع ذلك، قل أن يجد متتبعو الشعر المغربي الحديث، اسمك يرد بقوة ضمن كوكبة شعراء السبعينيات في الدراسات. هل من تفسير للحجاب الذي طالك، وطال أيضا غيرك؟
□ بدأتُ النشر في سنة 1974 في جريدة «البيان»، ثم أغراني الأديب الراحل مبارك الدريبي بمرافقته لزيارة الكاتب والصحافي الشهير عبد الجبار السحيمي، الذي احتضن تجربتي في جريدة «العلم»، بدءا من محاولاتي في الأفق الكاليغرافي، منذ سنة 1976. واستمرت علاقتي بالقسم الثقافي في الجريدة وبرئيسه، وتوطدتْ سنة 1982 حيث عُينتُ مسؤولا عن هذا القسم بصفحاته المتعددة، وعن الملحق الأسبوعي «العلم الثقافي» بعد إمساك الراحل السحيمي برئاسة تحرير الجريدة. هذا الانخراط وضعني في فوهة الاحتراب الحزبي، الذي اشتد أُواره، في السبعينيات، بين جريدتي «الاتحاد الاشتراكي» و«العلم». وكان من نتائج هذا الاحتراب ما أسميتَهُ بالحجاب، الذي طال معظم من استمروا في اختيارهم النشر في «العلم» وفي ملحقها. حتى من مسهم الذكر آنذاك، من هؤلاء، كان من نوع النقد الأيديولوجي اللاذع، لكن النقد الذي صاحب تجربة الثمانينيات اهتم باسمي ضمنها، وهكذا ارتفع الحجاب، من موقع آخر.
ثم إن خط الانفتاح الذي وُفقتُ إلى نهجه في عملي الثقافي والصحافي، أثمر عودة قوية لجريدة «العلم» ولملحقها إلى صدارة المشهد الثقافي المغربي، حيث أضحت المحتضن الرئيس للنتاج الأدبي والنقدي المغربي بمختلف حساسياته وأصواته.
منذ وعيت الشعر، تأكدتُ من أنه مغامرةٌ إنسانيةٌ كبرى في سبيل كشف الذات والآخر والكون. وكل استسهال لمهمة الشعر، أو ابتذال له، أو تهميش له، هو أخطر من الاحتباس الحراري.
■ يلاحظ أنك تأخرت عن نشر أول مجموعة شعرية لك قرابة ثلاثة عقود، بحــيث لم تظــــهر مجموعتك الأولى «يدٌ لا تسمعني» إلا في عام 2005. لماذا ترددت في جمع نصوصك الشعرية بين دفــتي كتاب إلى هذا الوقت؟ هل كنت تتهيب من مواجهة جمهور الشعر ومن تهمة «اقتراف الشعر»؟ أم رأيت أن أسلوبك الشعري لم يستقر بعد على دمغتك الخاصة التي بها يعرفك هذا الجمهور؟
□ التهيب الحقيقي كان لديّ، دوما، من الشعر، وليس من جمهوره. منذ وعيت الشعر، تأكدتُ من أنه مغامرةٌ إنسانيةٌ كبرى في سبيل كشف الذات والآخر والكون. وكل استسهال لمهمة الشعر، أو ابتذال له، أو تهميش له، هو أخطر من الاحتباس الحراري. هو حالة احتباس حضاري مُنْذِر باندثار رسالتنا على هذه الأرض. بهذا الفهم، اعتبرتُ ما كتبت تمرينات على مهمة جليلة، وكنت حساسا إزاء أي استثمار لموقعي كمسؤول في النشر. كان احتفائي بالنشر للآخرين أقوى لديّ من الالتفات إلى مشروعي الكتابي الشخصي. ومن المهم رُبما، لكي تتضح الصورة أكثر، أن أذكر أنه عُرض عليّ النشر في العراق سنة 1980، ثم في مصر وفي سوريا، وفي ليبيا وفي المغرب… لكنني لم أستجب إلا لحصار المحبة الذي أحاطني به غير قليل من الأصدقاء، لأستجمع نصوصا كتبتها سنتي 2003 و2004 في مجموعتي الأولى «يدٌ لا تسمعني»، بعد أن كنت قدمتُ استقالتي من «العلم» أزيد من عام. ويمكن الحديث، بعد الاحتفاء الذي قوبِلتْ به المجموعة، أنها قدمت ما سميتَهُ ـ أخي الشاعر- بـ»الدمغة الخاصة»، وما أسميه – شخصيا بـ»الصوت الخاص». لكن التهيب متأصلٌ داخلي من كتابة الشعر، وسيبقى.
■ في الديوان نفسه، يعثر القارئ على خواص تجربتك الشعرية، وفي مُقدمتها العناية باللغة الشعرية التي قل أن نكتشفها بين عددٍ من شعراء جيلك. وهذه اللغة ليست وعاء في حد ذاتها، بل هي الشراب نفسه، والساقية نفسها، أي أنها لا تعكس أيديولوجيا ما، بل رؤية عبر وعي الذات بالآخر والعالم. ما هي أهم المصادر التي تمتح منها تجربتك الشعرية في ســـيرورتها وتترك لمعين اللغة أن يتأولها؟
□ قراءتك مضت إلى عمق ما أصدر عنه… أتصور أن مغامرة الشعر لا تفضي إلى مباهج اللانهائي ومجاهيله، إلا حين نمضي باللغة إلى أقصى ممكناتها، أو تجاوز حدودها، أو استعادة بكارتها وطزاجتها، أو بذلك جميعا. فحين يكون سقف الطموح الشعري عاليا، يصبح اختبار اللغة محنة حقيقية، تحديا كبيرا، فإن تمضي بلغة الشعر، بعيدا، خارج المألوف، وخارج المتداول، هي مسؤولية تضع أكبر العبء في الإضافة إلى لغات البشر وتجديدها وتطويرها وتدقيقها، على أكتاف الشعراء أساسا، ولذلك أندهش كثيرا، وأُصدم أكثر، حين تحمل نصوص يُقدمها أصحابها على أنها شعر، وعيا ساذجا وهشا باللغة. وفضلا عن هذا الفهم المنفعل المتفاعل ـ حد الاحتراق- باللغة، شكلت سباحتي الطويلة المشحونة بالأسئلة الكبرى في أهم نصوص التراث الإنساني؛ في الدين، والفلسفة والأدب والفن، أبرز ما أصدر عنه في كتاباتي. كما أن افتتاني بالتأمل، ومطاردة جديد المغامرة الإنسانية في الإبداع والابتكار، وتعميق الوعي بالإنسان والحياة والموت والكون، ذلك كله هواجس تحثني على كتابة الشعر والخشية منها.
■ يتضمن الديوان نصوصا شعرية قصيرة لا تنحو إلى الإيجاز والتكثيف وحسب، بل إلى استراتيجية التورية والترميز على نحو يقلب الدلالة ويدمجها في عالم لا متناهٍ من الصور والأحلام والتفاصيل الحسية الصغيرة. كيف يستطيع الشاعر أن يتحكم بين طرفي اللعبة النصية (الداخل والخارج) حتى لا يضيع المعنى من يد القارئ ويبلغ أثره فيه؟
□ بعد أن جَربتُ، في تمريناتي السبعينية، شعريةَ الرفض، والصوت المرتفع، نَحَوْتُ، بوحيٍ من ممارساتي في التأمل، وفي مرافقة تموجات الحداثة في القصيدة العالمية، إلى أن تشف القصيدة مثل قطرة ماء، بل إلى أن تصبح هي القطرة ذاتها… وحين يتحكمك هذا النوع من الفهم لتجربة الكتابة، سيقودك حتما، إلى امتلائك، وامتلاء نصك، بالصمت والبياض. هنا تكمن لعبة الشعر في اقتناص اللامحدود والجوهري، وفي التقاط المعنى مشحونا بالبساطة المستحيلة وبالعمق الذي يتجدد كل حين. ألوذُ بكل ما ينبغي من تواضع المتأملين، وزهدهم، لأقول إنني أجتهد، فحسب، في تخليص النص من الترهل ومن الزوائد التي تحول بينه وبين ما يبعث على الانفعال، والسؤال واللذة والدهشة… وألا يكون غموض المعنى غموض عجز أو افتعال، بل أن يكون حثا هادئا على كشف طبقاته بغير انتهاء.
■ في مجموعتك الشعرية الثانية «يبتل بالضوء» (2009)، نكتشف أن ثمة عناصر في التجربة تستمر مثل الاهتمام بالرمز والتوسل بأحلام اليقظة والانفتاح على المرجع الصوفي لاكتناه الذات وارتياد مجاهيلها، إلخ، إلا أن ما استجد هو الاشتغال على فكرة الكتاب الشعري، من خلال ثيمة الباب، ولكن ليس أي باب. كيف راودتك الفكرة وعملت عليها نصيا وجماليا؟ وأي بابٍ هذا بصيغة الجمع؟
□ لو تفضلتَ، صديقي الشاعر، بالعودة إلى المجموعتين معا، لاتضح لك أنني ضمنْتُ كل مجموعة منهما كتابين اثنين: في مجموعة «يدٌ لا تسمعني» تُطالعنا أولا مجموعة «يد على يد لا تسمعني»، ونجد، ثانيا، مجموعة «الظل، أشد اشتعالا». أما مجموعة «يبتل بالضوء» فتشتمل على كتابين: «باب يبتل بالضوء»، و«جسد من ماء». ولا شك في أنك لامست، بقراءتك النابهة، ما يَنْظِم نصوص كل مجموعة، لافتا بكثافة مرهفة إلى ملامح كتابتي وهواجسها. أما ثيمة الباب التي شكلت المركز في مجموعة «باب يبتل بالضوء» فيمكن اعتبارها نوعا من التمرين الشعري على الذهاب بعيدا برمز شعري معين إلى أقصى ممكناته، في الدلالة والتأويل. لم أَكْتَفِ باستحضار رمز الباب الذي يحفل به التراث الصوفي في قصدية الحجاب أو العبور نحو المطلق، كما عبر كوكبة من كبار المُتصوفة؛ بل مضيتُ لأرصد حالات الباب وأحواله مُتأملا إياها، من الداخل والخارج، من صبوات الروح واشتعال الجسد معا.
لست ممنْ يستعجــــلون لحظة الكـــــتابة أو يفتعلونها. وأكتب كُلما تَملكـنــي حضـــور القصــيدة، مُتحررا من أي تصور للقارئ أو المتلقي المفترض.
وحتى لا أنساق إلى حصر أفق التلقي، أَلْفِتُ النظر إلى واحدة من أعمق القراءات التي حظيت بها هذه المجموعة، وهي للكاتب والناقد اللبناني جهاد الترك، الذي اعتبر الباب في نصوص المجموعة «خلافا للمتصوفة الذين يستدرج الشاعر إرثهم إلى الكتاب، هو منفذ إلى البدايات الأولى، إلى الذات المتشكلة على إيقاع الهزيمة والتصدع والمرارة. الباب هو الرؤية التي تترقب العبور إلى نفسها، إلى ظلالها، إلى دهشتها التي لم تتكون بعد. الباب، في هذه المعادلة المعقدة، مغلق إلى الأبد. لم ينوجد في الأساس لينفتح. سره في إغلاقه المحكم. وظيفته الوحيدة أن يرد من يطرقه إلى حيث تبدأ في الذاكرة مغامرة الرؤية في تفتحها الأول».
■ في الديوانين معا، نكتشف أن أنا الشاعر إنما كانت تكتب سيرتها الذاتية وتستعيد ينابيع طفولتها وأشياءها الصغيرة، وفق ما يقتضيه فضاء القصيدة من تخيل ومجاز. إلى أي حد تغدو هذه السيرة الذاتية سيرة للآخر؟ أو بمعنى آخر، كيف يضاهي الشخصي فيها اللا شخصي؟
□ أتصور أن النص الشعري الجاد هو نتاج تفاعل عميق بين خبرات الشاعر في الحياة، والوجود، والمعرفة، وكلما نضجت الرؤية، امحت الفواصل بين الذات والآخر، بين الشخصي واللاشخصي. وخارج شرط النضج، تسقط الكتابة في حمأة النرجسية وفي محدودية الأفق.
■ اشتغلت لسنوات طويلة في الصحافة الثقافية، بقدر ما ساهمت في تطويرها من خلال عملك كمسؤول عن القسم الثقافي لجريدة «العلم» وعن ملحقها الأسبوعي. وفي هذا الإطار، رعَيْتَ الكثير من الأصوات الأدبية في الشعر والقصة والنقد تحقق لها حضور في الوسط الثقافي. كيف تنظر اليوم إلى الحركة الثقافية والأدبية في المغرب، من حيث منجزها وإضافاتها قياسا إلى ما سبقها؟ وهل تعتقد أنها توصل اللاحق بالسابق، أم ثمة قطائع وارتدادات؟
□ منذ سبعينيات القرن الميلادي الماضي، بدأ المشهد الثقافي والأدبي، في المغرب، يُحقق تراكُما غير مسبوق، في الكم والنوع معا. وبدأ يُحقق حضورا متصاعدا في المنابر الثقافية العربية. وبعد أن كان التميز المغربي، في المشهد العربي، يكاد يكون محصورا في النقد والترجمة والبحث اللساني والفلسفي، أصبح كذلك للشعراء والروائيين المغاربة حضور لافت ومؤثر استدعى كثيرا من الاحتفاء العربي. وفي أفياء مشهدنا الأدبي الراهن، الفسيح والمتنوع، هناك من يختار الاتصال بالمنجز السابق والتفاعل معه، وهناك من يمضون من غير التفات إلى الوراء، ولكن أفق الإبداع العالمي هو ما يشرئب إليه معظم شعرائنا وكُتابنا اليوم.
■ تحملتَ مسؤولية نائب رئيس اتحاد كتاب المغرب، ومسؤولية رئيس بيت الشعر في المغرب لدورتين، كيف تجد الشعر المغربي راهنا؟ وهل تثق في حضوره وأداء رسالته داخل التحولات الوطنية؟ ثم ما مستقبل الثقافة في المغرب؟
□ يمكن أن أُسجل، باعتزاز، أن غواية الشعر اندلعت في المشهد الثقافي المغربي بقوة، منذ أواخر القرن الماضي، وهي غواية ماضية إلى مزيد الاتساع. وبعد أن كانت القصيدة المغربية لا يتجاوز سقفها المنجز العربي، أصبح لها أفق أكثر انفساحا، تتفاعل فيه مع المشهد الشعري العالمي وتحظى بمظاهر عديدة من الاحتفاء، بدءا بجوائز مغربية وعربية وأوروبية مرموقة، وانتهاء بجائزة الغونكور الشهيرة في الشعر، التي توجت أعمال الشاعر عبد اللطيف اللعبي. واستطاعت الشعرية المغربية، بمختلف حساسياتها وأصواتها، أن تحتجز مقاعد دائمة في معظم مهرجانات الشعر، في العالم. ولعل لبيت الشعر المغربي، بما أطلقه من مبادرات مضيئة، داخل المغرب وخارجه، أكبر الإسهام في توسيع دائرة تلقي الشعر وإبداعه في بلادنا، وفي تأكيد ضرورته القصوى في كل فعل جمالي وحضاري. ورغم التراجع المؤسف في مستوى الفعل السياسي لدينا، وفي دعم الفعل الثقافي، أستطيع أن أؤكد أن المشهد الثقافي في المغرب يتوهج بمشاريع أدبية وفكرية وفنية قوية، أكثرها تجاوز حدود الوطن، وذلك ما بوأ المغرب ليصبح أحد أبرز مراكز الثقافة العربية، بعد أن كان هامشا خافت الضوء. وأظن أن الدولة ستخسر كثيرا حين تستمر على نهجها في عدم الاكتراث بضرورة استثمار حركيتنا الثقافية والإبداعية العالية، واعتبار تشجيعها وتطويرها اختيارا استراتيجيا وحضاريا لا رجعة فيه.
■ ما هي طقوسك الخاصة أثناء الكتابة؟ وهل تعود إلى تنقيح ما تكتبه؟
□ أستحضر، في لحظات الكتابة، الهدوء ما أمكن. وأكثر مراقباتي لغروب الشمس في البحر تكون مُلْهِمة. وما زلت مُخْلصا للقلم في الكتابة، وخاصة الأزرق. وأتعمد التنقيح والتشذيب، غير ما مرةٍ، بعد أن تنطفئ فورة الكتابة الأولى للنص.
■ لماذا تكتب؟ ولمن تكتب؟
□ لست ممنْ يستعجــــلون لحظة الكـــــتابة أو يفتعلونها. وأكتب كُلما تَملكـنــي حضـــور القصــيدة، مُتحررا من أي تصور للقارئ أو المتلقي المفترض.