الشيخ يحيى المدغري يرد على قرار بلمختار ويعتبره خيانة لاستقلال المغرب

هوية بريس – إبراهيم الوزاني
الجمعة 13 نونبر 2015
بعد خطبته الأولى التي خصصها للحديث عن الأمانة كشرط لتحمل المسؤولية بالإضافة إلى القوة المعينة على ذلك، لقوله تعالى: “إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين“.
تحدث الشيخ يحيى المدغري في الخطبة الثانية اليوم الجمعة عن قرب احتفال المغاربة بذكرى الاستقلال (18 نونبر) التي ينبغي أن تكون محطة للعظة والمراجعة.
فالأجداد الذين ضحوا بالغالي والنفيس -حسب مدير معهد ابن القاضي للقراءات والرسم- من أجل دحر جيوش المحتل الفرنسي، لم يكن يدر بخلدهم أن أبناءهم وأحفادهم والأجيال التي ستأتي من بعدهم، ستقدم على اتخاذ مواقف وإصدار قرارات تدعم الاحتلال الأخطر، وهو الاحتلال الثقافي والفكري والقيمي.
وردّ على قرار وزير التعليم بلمختار الداعي إلى فرنسة تدريس الرياضيات والعلوم الفيزيائية، معتبرا أنه لا يصدر إلا عن عقول تفكر وتتحرك وفق أجندة محتل الأمس.
ثم أسهب القول في بيان أن نهضة الأمم والدول لا يمكن أن تكون من خلال إقصاء اللغة الأم، رافعا التحدي بأن من أثبت له خلاف ذلك فهو مستعد للتخلي عن منبر الخطبة، ثم مثل بدولة اليابان التي نفضت غبار خسارتها الكبيرة في الحرب العالمية الثانية، موظفة لغتها الأم لنشر العلم والمعرفة في أبنائها الذين بنوا نهضة جعلتهم في مصاف الدول المصنعة الكبرى في العالم، حسب خطيب مسجد حمزة رضي الله عنه بمدينة سلا.
بعد ذلك حكى الشيخ يحيى عن تجربة سوريا، التي زارها عام 1986، وقد عربت الطب، وأعجب بوصفة الطبيب التي كتبها له باللغة العربية، وقارن ذلك بورقة وصفة أطباء المغرب التي لا يقدر على قراءة فرنسيتها إلا بصعوبة مع إمكانية غلط الصيدلاني في قراءة الاسم الصحيح للدواء، وهو ما قد ينتج عنه خطأ قد يودي بصحة أو حياة المريض.
معتبرا فرض هاته الفرنسية على المغاربة احتقارا لهم وللغتهم العربية، التي هي لغة العلوم كلها، اللغة الغنية بمفرداتها، والقادرة على استيعاب أي علم من العلوم.