مؤامرة التجند لجيش الاحتلال

مؤامرة التجند لجيش الاحتلال تكشفت في الأيام الأخيرة مؤامرة جديدة للمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة وذراعها العسكرية تهدف إلى إحداث شروخ في مجتمع فلسطينيي 48 بالاستفراد بنفر قليل جدا من الشبان العرب وتشجيعهم على التجند في جيش الاحتلال مستندة إلى بعض العكاكيز العميلة التي لا ثبات لها على الأرض ولا في الساحة الوطن

مؤامرة التجند لجيش الاحتلال

تكشّفت في الأيام الأخيرة مؤامرة جديدة للمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة وذراعها العسكرية، تهدف إلى إحداث شروخ في مجتمع فلسطينيي 48، بالاستفراد بنفر قليل جداً من الشبان العرب، وتشجيعهم على التجند في جيش الاحتلال، مستندة إلى بعض “العكاكيز” العميلة التي لا ثبات لها على الأرض ولا في الساحة الوطنية.

وكانت المؤامرة “مناسبة” جديدة للتأكيد على الأجواء الوطنية الرافضة، حد شبه الإجماع، للانخراط في المؤسسة العسكرية بتسمياتها المختلفة.فقد تبين أن وحدة ما يسمى “الدعم الاجتماعي” في وزارة الحرب الإسرائيلية، بادرت في منتصف الشهر الماضي إلى عقد ما سُمّي “مؤتمراً”، في مستوطنة بجوار مدينة الناصرة، تحت عنوان “أوضاع المسيحيين في إسرائيل”.
وكانت هذه التسمية تورية لحقيقة اللقاء الذي بحث في إمكانيات تجنيد الشبان العرب المسيحيين في جيش الاحتلال.

المؤتمر كان تحت رعاية رئيس بلدية مستوطنة “نتسيرت عيليت”، المعروف بمواقفه اليمينية الصهيونية المتطرفة، وبحضور نفر قليل، بينهم بضع عشرات الشبان الصغار في مقتبل العمر، من الذين ينوون الإيقاع بهم وتضليلهم، إلى جانب بعض العملاء الذين خدموا أو يخدمون في جيش الاحتلال، وكاهنين اثنين، أحدهما أعلن لاحقا أنه لم يكن على علم بهدف اللقاء، وأنه غادره مبكرا، مؤكدا التزامه بالموقف الشعبي العام الرافض للخدمة.

وسعت وتسعى “إسرائيل” الرسمية، على مدى عشرات السنين، إلى إحداث تشققات وشروخ في مجتمع فلسطينيي 48، بهدف الاستفراد به كمجموعات متفرقة وليس كجمهور شعب واحد.

وفي هذا الإطار، فرضت في العام 1956 قانونا جائراً، يفرض الخدمة العسكرية على الشبان العرب الدروز. وقد ظهرت المعارضة له في داخل الطائفة منذ الأيام الأولى، وهي مستمرة على مدى عشرات السنين. واليوم، بالكاد 50% من أبناء الطائفة ينصاعون لهذا القانون، والنسبة تتقلص سنويا، بينما يرفضه آخرون، ويدفعون ثمناً باهظاً من سجن وملاحقات.

كما استفردت المؤسسة العسكرية منذ سنوات الخمسينيات الأولى ببعض العشائر في الشمال والجنوب، بدون أن تفرض قانون ملزماً على “البدو” (وفق التصنيفات الإسرائيلية التي نستخدمها اضطرارا للتوضيح). ولهذا، فإن التجند من بين هذه العشائر كان رسمياً “تطوعاً”، ولكن بعد ممارسة ضغوط كبيرة على الشبان الصغار.

وهذه الظاهرة انحسرت مع السنين بفضل تنامي الوعي، وخاصة بين عشائر الجنوب، والغالبية الساحقة جداً من شبان العشائر رفضت وترفض خدمة الاحتلال.

كذلك، فإن المساعي الإسرائيلية للاستفراد بالعرب المسيحيين ليست جديدة، وهي أيضاً بدأت في سنوات الخمسينيات، واستأنفتها في سنوات الستينيات. وكانت كل المؤامرات، كما الحالية، تولد ميتة وهي بين أيدي واضعيها. وككل المجتمعات، هناك استثناءات، وأصوات نشاز خارجة عن السرب، ولكنها تبقى قليلة جداً.
ولو قبلنا بكل المعطيات الإسرائيلية المضخمة، لتبين لنا أن عدد “المتطوعين” بالكاد يتجاوز نسبة 1%، من دون العرب الدروز.

لقد ظهر الوجه المشرق لفلسطينيي 48 مع تكشف الفضيحة، رغم محاولات الأجهزة الاستخباراتية ترهيب وسائل إعلام عربية خاصة، لمنعها من كشف الموضوع، حتى خرقت الحصار صحيفة “الاتحاد” الفلسطينية العريقة الصادرة من مدينة حيفا منذ العام 1944، وكشفت القضية للرأي العام.

وصدرت على التو بيانات من هيئات دينية ورجال دين مسيحي تستنكر اللقاء التآمري، وتندد بالمشاركين. وكان أول البيانات قد صدر عن مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة، وهو أكبر هيئة علمانية منتخبة.

وتضمن البيان سلسلة من الإجراءات، أبرزها منع كاهن من المدينة، وهو ليس كاهن رعية، من مزاولة أي نوع من الكهنوت في كنيسة المدينة التاريخية.
وهذا ما قاد إلى تهديدات وتحقيقات استخباراتية مع رئيس المجلس الدكتور عزمي حكيم، الذي رفض كل محاولات الترهيب، مؤكداً على الموقف الوطني للمجلس والجمهور الذين يمثله، كجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الواحد.

كما يبدو أننا أمام موجة جديدة من المؤامرات السلطوية، في السعي إلى تفتيت وحدة فلسطينيي 48.

وجديد هذه الموجة، أن التحركات باتت علنية ووقحة أكثر، مقارنة مع ما كان يجري في الماضي. ولكن، كما هو حال فلسطينيي 48 دائماً، فإنهم أيضاً يصعّدون نضالهم ومواجهتهم، بموجب متطلبات المرحلة.
والنتيجة الدائمة، وعلى الرغم من بعض الاستثناءات الهزيلة، هي أن جميع هذه المؤامرات يتم وأدها حتى قبل أن تخرج من أوكارها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة الغد الأردنية
 

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *