الكاتب المصري محمد نجار الفارسي: لا أشغل نفسي بالجوائز والعمل الجيد سيفرض نفسه
[wpcc-script type=”60e56ab879806fd78d8b8fb3-text/javascript”]
القاهرة: الكاتب محمد نجار الفارسي ــ محمد محمود أمين ــ أحد الذين أثروا حياتنا الأدبية بأعمالهم، وآثروا البعد عن الأضواء، والتركيز في تجربته الإبداعية التي أسفرت حتى الآن عن عدة أعمال، ما بين المجموعات القصصية، مثل .. «الفوارس»، «النّسّاب» و»حط النوى»، وكذلك الرواية، مثل «جنوبًا شرق النهر»، «القاهرة.. روما»، و»بحيرة الكبريت» الصادرة مؤخراً. عن مسيرة الرجل وإبداعاته كان هذا الحوار ..
■ كيف بدأت القصة مع الكتابة؟
□ كانت بدايتي مع الكتابة، منذ كنت في الصف الخامس الابتدائي، كنت عاشقًا لسماع الحكايات مثل الشاطر حسن وغيرها، فكنت أكتب هذه الحكايات في وريقات بعد تبديل وإحلال فيها، ولكم كنت أطرب عندما أكتب عليها تأليف (محمد محمود) الذي عُرف في ما بعد بمحمد نجار الفارسي. والأهم في بداياتي، كنت أقرأ مجلة أطفال، أظنها «ميكي» فيها حكاية مرسومة ومكونة من أربع صور غير مرتبة، وكان المطلوب ترتيب الصور في حدود خمس دقائق، حينها قمت بترتيبها في أقل من نصف المدة، وعندما راجعت الإجابة الصحيحة كتب تحتها سوف تكون كاتبًا رائعًا إن رتبتها هكذا، منذ تلك اللحظة وطنت نفسي لأكون كاتبًا.
■ ما بين مجموعات قصصية وأعمال روائية، ما هي أهم القضايا التي تشغلك ونجد ظلالها في هذه الأعمال؟
□ أنا واقعي أو قل إنني رومانسي، سمها كما تشاء. واقعي ولست معنيًا بواقعية فلوبير وإميل زولا؛ ولا واقعية المنظرين لأدب الواقعية؛ ورومانسي ولا أهتم برومانسية المنفلوطي، أنا مهموم بالحياة ومن فيها، يشغلني ظلم الإنسان للإنسان، الموت، السلام النفسي. فأنا مهموم بالإنسان.
ما يحدث الآن من مناقشات وحفلات توقيع الكتب هو مضيعة لوقت المبدع.
■*ما المعوقات التي واجهتك خلال تجربتك مع الكتابة، وكيف تغلبت عليها؟
□ المعوقات كثيرة بداية من الداخل (العائلة) إلى الخارج (المجتمع) لكن أهم ما يعوق الكاتب شيئان، أولهما: أن الإبداع الأدبي في أوطاننا العربية لا يسمن ولا يغني من جوع، لذا على الكاتب أن يعمل أي عمل آخر حتى يحيا كريمًا ومن يعول. وثانيهما: النشر، لاسيما لو كان الأديب لا ينضم لشللية من الشلليات، أو ينضوي تحت تأثير فكر معين. حقيقة لم أتغلب على هذه المعوقات حتى الآن فنحن في صراع دائم.
■ اللغة الشعرية من أهم ملامح نصوصك، ما علاقتك بالشعر؟
□ علاقتي بالشعر قديمة ككل عربي، فالعربي الأول أول ما فتح عينيه وجد الصحراء والسماء بنجومها والخيل والظباء، وأنا كذلك فتحت عينيَّ على الصحراء والنهر والجبال والمراعي والنخيل والبيوت الطينية، وكل ذلك من أهم مكونات الشاعر الوجدانية، فكانت بدايتي قارضًا للشعر وحصلت فيه على جائزتين. ونحن أمة شعر قبل أن نبحر في فنون القصص.
■ الجوائز الأدبية من القضايا الشائكة التي يشكو أغلب الأدباء من تخطيها لهم، وأن بعضها مسيس، ما رؤيتك لهذه القضية؟ وما علاقتك بالجوائز؟
□ لا أشغل نفسي بهذا الموضوع، لأن العمل الجيد حتمًا سيعتلي الزائف يومًا ما؛ ما يشغلني، عملي الفني فقط، فهو الأهم وهو الأبقى، ولكن ليس معنى هذا أنني لا أهتم بالمسابقات الأدبية، فهي مهمة، لاسيما في غياب دور النقد، فأنت باشتراكك في تلك المسابقات تعلن للجميع، أنني هنا أكتب، خذ عندك مثالًا، روايتي «جنوبًا شرق النهر» رفضت من إحدى دور النشر، وعندما تقدمت بها لجائزة ربيع مفتاح الأدبية، حصلت على المركز الثاني على مستوى الوطن العربي، وكذلك قصتي للطفل «مشاكسات نميلة» عندما حصلت بها على جائزة أدب الطفل في الجمهورية، قامت قصور الثقافة مسرعة بطباعتها، بعدما ظلت حبيسة أدراجهم سبع سنوات؛ فالجوائز لها وعليها، فلا نعمم، ولا يمنع هذا أن تكون ثمة جوائز مسيسة، وعلى رأسها مثلاً نوبل التي منحت جائزتها نكاية في الشيوعية للروسي بوريس باسترناك الذي رفضها.
■ «بحيرة الكبريت» أحدث أعمالك التي صدرت مؤخرًا ماذا أردت أن تناقش في هذه الرواية؟
□ ناقشت هذه الرواية أسباب وإرهاصات ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، وأكدت أن مصر قوية بشبابها، وأن المحن التي تحاك ضدها من هنا وهناك تقويها لا تضعفها، وأن مصر مجدو، ومصر حطين، ومصر عين جالوت، ومصر أكتوبر/تشرين الأول ستقف على قدميها.
■ لماذا لا تقبل الظهور في الإذاعة والتلفزيون، أو عمل مناقشات لكتبك؟
□ نعم، لأنني مؤمن بأن الكاتب كاتب فقط، فمن أراد معرفته فعليه بكتبه؛ أما ما يحدث الآن من مناقشات وحفلات توقيع فهو مضيعة لوقت المبدع.
■ وما جديدك المقبل؟
□ إن شاء الله مجموعة قصصية بعنوان «أشياء لا تذكر» وكتاب عبارة عن مقالات بعنوان «مجرمون بلا عقاب ــ الصهيونية في الوطن العربي».