سدينا الشِيشاني أصغر قاصة أردنية: حاولُ أن أربطَ الكتابةَ بحياتي وأجعلَها محورًا لها

سدينا عمر الشِيشاني، المولودة في مدينة الزرقاء الأردنية سنة 2002، هي أصغر قاصة في الأردن، حيث شاركت سنة 2012 في أُمسية قصصية للأطفال أقامتها رابطة الكتاب الأردنيين. وبعد ذلك، التحقت بدورات في مجال كتابة القصة القصيرة بإشراف الكاتبتين سحر ملص وحنان بيروتي. كتبت أول قصة قصيرة متكاملة العناصر في عمر الثامنة، وفازت فيها بالمركز الثاني […]

سدينا الشِيشاني أصغر قاصة أردنية: حاولُ أن أربطَ الكتابةَ بحياتي وأجعلَها محورًا لها

[wpcc-script type=”9ca00d8c935e11042aa1b28c-text/javascript”]

سدينا عمر الشِيشاني، المولودة في مدينة الزرقاء الأردنية سنة 2002، هي أصغر قاصة في الأردن، حيث شاركت سنة 2012 في أُمسية قصصية للأطفال أقامتها رابطة الكتاب الأردنيين. وبعد ذلك، التحقت بدورات في مجال كتابة القصة القصيرة بإشراف الكاتبتين سحر ملص وحنان بيروتي. كتبت أول قصة قصيرة متكاملة العناصر في عمر الثامنة، وفازت فيها بالمركز الثاني لمسابقة أطفال إذاعة حياة للقصة القصيرة. كما فازت بعدة مسابقات في القصة، ونشرت قصصها في مجلتي «حاتم» و«وسام» الأردنيتين للأطفال.
تمت استضافتها في عدة برامج إذاعية وتلفزيونية، أردنية وعربية، وشاركت في مجموعة من الأنشطة الثقافية الإذاعية والتلفزيونية والمدرسية، وقدمت بالاشتراك البرنامج الأسبوعي المباشر للأطفال «نعنوع» على إذاعة «حياة إف إم» لمدة خمس سنوات، والبرنامج اليومي المسجل «رسالة من صغير إلى كبير» على مدار دورتين برامجيتين.
أصدرت مجموعتها القصصية الأولى للأطفال «تِك توك» سنة 2016، والمجموعة الثانية «غيمة تمطر سمكًا» سنة 2017. وقد ترجمت قصصها إلى اللغتين الشيشانية والروسية.
ولألقاء الضوء على التجربة المثيرة للقاصة المبدعة سدينا الشيشاني، كان لـ«القدس العربي» هذا الحوار معها:

■ كيف تورطت في لعبة الكتابة الجميلة؟ ولماذا تكتبين؟ ولمن؟
□ هناكَ عدّةُ أسبابٍ وعواملَ حملتني على سَلكِ هذا الدَّربِ المليءِ بالألوانِ والفرحِ، أهمُّها كانَت انطلاقَتُهُ من عادةٍ غرسَها والدايَ فيَّ منذُ الصِّغرِ، حتّى قبلَ أن أتعلَّمَ ألف باء.. حيث واظبَ أبي على إحضار كتب الأطفال والمجلات بشتّى المواضيعِ الَّتي تناسبُ عمري، واعتادَت أمّي على قراءتِها لي، بحيثُ كنتُ أحلِّقُ في الكونِ الهائلِ الّذي يقطنُ بين دفَّتيّ الكتبِ، فتارةً أحاول الهربَ من الذِّئبِ الّذي التهمَ جدَّتي ويسعى ورائي كـ(ليلى)، وتارةً أخرى أعودُ بها مئاتِ السّنينِ إلى الوراء حينَ أقرأُ عن التّاريخِ.. وهكذا دواليك. فنمّت لي القراءةُ معجمًا لغويًّا ما كنتُ لأستطيعَ تصفُّحَهُ عندَ الحاجةِ لولاها، ما شكَّلَ لديَّ أمنيةً بل وهدفًا أن أكتبَ قصصًا خاصَّةً بي. كما أنَّ تصرُّفاتِنا نحنُ الأطفالُ لفتَت نظري، فمعظمُها اتَّخذَ السَّلبيَّةَ شعارًا، وابتعدنا عن محاسنِ الأخلاقِ، ما جعلني أعزِّزُ هدفي، نظرًا لأوضاعِنا السَّلبيَّةِ وسلوكِنا الخاطئ، وبما أنَّنا نحنُ مستقبلُ هذهِ الأمَّةِ وبُناتُها، فإنَّ علينا أن نكونَ خلوقينَ، سليمي الفكر، وذوي عقولٍ مستنيرةٍ، تعي الخطأ والصَّوابَ، حينها، سننهضُ بأوطاننا على أسسٍ سويَّةٍ. واتَّخذتُ الكتابةِ القصصيَّةِ سبيلًا لتحقيقِ ذلك، حيثُ كتبتُ معظمَ قصصي حول قضيَّةِ سلوكٍ سلبيّ معيَّنٍ، وأخفيتُ نصيحتي للأطفال القرّاء بينَ طيّاتِ السُّطورِ، بحيثُ يدركونَ مساوئ تصرُّفِهِم وما الصَّحيحُ منهُ.

■ متى بدأت محاولاتك في كتابة القصة؟ ومتى كتبت أول قصة مكتملة فنياً؟
□ ابتدأتُ منذُ صغري بمحاولةِ الكتابةِ، حيثُ باشرتُ بمحاولاتي حالما تعلَّمتُ في المدرسةِ تركيبَ الحروفِ لأكوِّنَ كلمةً، فتركيبَ الكلماتِ لأخلقَ جملةً.. إلا أنَّها باءت بالفشلِ، ولا أزالُ أذكرُ دفتريَ الأزرقَ الّذي خططتُ عليهِ اسم قصص الخيال للأطفال وكتبتُ اسمي تحتَهُ كمؤلِّفتهِ ـ تقليدًا للكتبِ الّتي ملكتُها ـ وما انفكَّ قلمي عن محاولةِ كتابةِ قصصِ مكتملةٍ فيهِ، إلّا أنّني كنتُ أجهلُ عناصر القصّةِ وعدمَ اكتمالِ عناصرِ قصصي، وظللتُ على ذلك المنوالِ حتّى كتبتُ أوَّلَ قصَّةٍ صحيحةِ البناءِ في الغرفةِ الصَّفيَّةِ حينَ كنتُ في الثّامنةِ من عمري، وسعدت المعلِّمةُ بها سعادةً عظيمةً، وأذكرُ أنَّني عدتُ إلى المنزلِ وقد وقعت مديرةُ المدرسةِ قصَّتي، وكتبت عليها رجاءً لأمّي بمتابعةِ ميولي في الكتابةِ أكثر.. ثمَّ التحقتُ بدورةٍ لكتابة القصصِ للأطفالِ في مركز الأميرة سلمى التابع لوزارة الثقافة.

■ من هم أصحاب الفضل عليك في مسيرتك الإبداعية؟
□ لا أبالغُ حينَ أقولُ إنَّ معظمَ من قابلتُهم في حياتي هم مشجِّعونَ وداعمونَ لي، حتّى أنَّ لديَّ عددًا هائلًا من المتابعينَ على صفحاتِ التّواصلِ الاجتماعيّ الّذينَ لا أعرفهم ولم نلتقِ قبلا، إلا أنَّهم يدعمونني في كلِّ خطواتي. لكنني أخصَّ بالذِّكرِ أصحاب الفضل الأعظم عليّ، ابتداءً بوالديّ، فلكما جزيلُ الشُّكرِ وأعظمُهُ يا من رعيتماني وربّيتماني ولا تزالان، يا من حفَّزتماني ودفعتماني إلى الأمام، فلولاكما لكنت لا شيء، بلا هدفٍ أو رغبةٍ أو نجاحٍ. ثمَّ أشكرُ أستاذتي سحر ملص المبدعة الّتي علَّمتني عناصرَ القصَّةِ وبعضًا من أساليبها. كما أشكرُ الشاعر راشد عيسى الّذي كان بمثابةِ أبٍ روحيٍّ لي، ولا أنسى الأستاذ محمد جمال عمرو لدعمهِ الدّائمِ لي منذ أن أتاحَت لي الفرصُ الجميلةُ معرفةَ شخصِهِ الكريمِ. وأوجّهُ الشكرَ لمديرة مدرستي هند بنت عتبة العزيزة زينب الطيراوي التي تشد على يدي وتدعمني بكل ما في الكلمة من معنى، هي وكادر مدرستي التعليمي وصديقاتي.

■ بمَنْ مِن الكُتَّاب تأثرت سدينا في مسيرتها الإبداعية؟
□ تأثَّرتُ بجميعِ الكُتّابِ الّذينَ قرأتُ ما جادَت بهِ أيديهم من كتبٍ وقصصٍ، مثل أيمن العتوم ومحمود أبو فروة الرَّجبي، والرّوائيَّةِ أجاثا كريستي.

■ لمن تقرأ سدينا؟
□ بصراحةٍ، لا أخصُّ مكتبتي بكاتبٍ معيَّنٍ، بل أحبِّذُ قراءةَ الكتبِ بكلِّ أنواعِها، فلا أخصُّ مجموعةَ كتّابٍ وإنّما أحبُّ الاطّلاعَ على أساليب وأفكارِ وإبداعاتِ الجميعِ قدرَ الإمكانِ.

■ كاتب تتطلعين أن تصلي إلى مستواه فنياً وشهرة.
□ أودُّ الوصول إلى مستوى كلِّ كاتبٍ رامَ أهدافًا نبيلةً ولم يأبَه للأموالِ أو الشُّهرةِ، وإنّما رغبَ بنشرِ رؤيتِه وأفكارِهِ بينَ النّاسِ، وكم أحبّذُ الوصولَ إلى العالميَّةِ؛ حتّى تتاح الفرصة لترجمة أعمالي إلى لغاتٍ أخرى، كي أنشرَ ثقافتنا وأفكارنا بينَ الشُّعوبِ، ولأزرعَ الأخلاقَ الحسنةَ في ذاتِ كلِّ طفلٍ أينما كانَ.

تأثَّرتُ بجميعِ الكُتّابِ الّذينَ قرأتُ ما جادَت بهِ أيديهم من كتبٍ وقصصٍ

■ ما أهم الموضوعات التي ترين أنها تلح عليك، ولم تكتبي فيها بعد؟
□ هناكَ العديدُ من المواضيعِ الّتي تلحُّ عليَّ لكتابتِها ليلَ نهار، منها أحوالُ الأمَّةِ المتردية، عن القلوبِ الّتي تحجَّرَت فما عادَ في أشخاصِها الرَّحمةُ، عنِ الظُّلمِ الّذي شاعَ بينَ البشرِ، عنِ سعادةِ الأطفالِ الّتي خنقَتها الحروبُ، عن التّقليدِ الأعمى الّذي يقتل الإبداع والقيم، وعن تلكَ الأجهزةِ الإلكترونيَّةِ الّتي انمحى بسببها مفهومُ اللَّعبِ لدينا نحنُ الأطفال.

■ تكتبين قصصك باللغة العربية. هل كتبت أو حاولت الكتابة باللغة الشيشانية أو الإنكليزية؟
□ كتبتُ قصَّةً ذاتَ مرَّةٍ باللُّغةِ الإنكليزيَّةِ، وأقوم بينَ الفينةِ والأخرى بكتابةِ خواطر بتلكَ اللُّغةِ، إلا أنّني أجدُ اللَّذَّةَ في الكتابةِ باللغةِ العربيَّةِ، ذاتِ الدُّرَرِ الّتي غاصت في أحشائهِ. أمّا اللُّغةُ الشّيشانيَّةُ، فما زلتُ أتعلَّمُ الكتابةَ بها ولا أنوي أن أباشرَ بالتّأليفِ بها حتّى أتقنَ قواعدَها.

■ نشاطاتك الأخرى، هل تؤثر على إبداعك الكتابي سلباً أم إيجاباً؟
□ لا أسمحُ لشيءٍ أن يؤثِّرَ على الكتابةِ، وإنَّما أحاولُ أن أربطَ الكتابةَ بحياتي وأجعلَها محورًا لها، وغالبُ نشاطاتي تقترنُ بالكتابةِ القصصيَّةِ، ولذا تؤثِّر عليها بطريقةٍ إيجابيَّةٍ.

■ نصيحة توجهينها للأطفال الذين يحبون أن يسلكوا درب الكتابة.
□ لا نصيحةَ تعلو على القراءةِ، فكلَّما قرأنا كتابًا، ارتفعَ مستوى معلوماتنا وثقافتنا، وازدادَ منسوبُ بئرِ مفرداتنا اللّغويَّةِ. أمّا عن نصيحتي الشَّخصيَّةِ، فعليهم أن يضعوا هدفهم نصبَ أعينهم، ولا يتخلّوا عنهُ مهما عاندتهمُ الظُّروف.
■ أمنية أو حلم ثقافي تتمنين أن يتحقق.
□ أتمنّى من كلِّ قلبي أن تعود أمَّةُ اقرأ تقرأ، فالقراءةُ سبيلٌ للمعرفةِ، وللتسلية كذلك.. بالقراءةِ نرتقي، وبها نمضي وقتنا، وأقتبسُ هنا قولَ عباس محمود العقاد: «القراءة وحدها هي الّتي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب».

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *