‘);
}

أسباب غزوة تبوك وتاريخها

أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بالجهاد ضد الروم، وقد تعدّدت أسباب غزوة تبوك، ومنها ما يأتي:[١]

  • أمْر الله -تعالى- لرسوله الكريم بالجهاد واستجابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لذلك الأمر، قال -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا قاتِلُوا الَّذينَ يَلونَكُم مِنَ الكُفّارِ وَليَجِدوا فيكُم غِلظَةً وَاعلَموا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ المُتَّقينَ).[٢] واختار الرسول -صلى الله عليه وسلم- الروم وذلك لأنَّهم الأقرب إليه، وأوْلى الناس بدعوتهم إلى الإسلام لقربهم من الإسلام وأهله، قال -تعالى-: (قاتِلُوا الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّـهِ وَلا بِاليَومِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمونَ ما حَرَّمَ اللَّـهُ وَرَسولُهُ وَلا يَدينونَ دينَ الحَقِّ مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ حَتّى يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صاغِرونَ).[٣]
  • وصول أخبار للمسلمين أنَّ أهل الشام قد عزموا على أن يغزو المدينة المنورة، وهذا ما دفع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يستنفر المسلمين للخروج لهذا العدوّ والاستعداد لاستقباله قبل أن يأتيهم في أرضهم، وهذا ما قاله المؤرّخون، وقال كعب بن مالك -رضي الله عنه-: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قَلَّما يُرِيدُ غَزْوَةً يَغْزُوهَا إلَّا ورَّى بغَيْرِهَا، حتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، فَغَزَاهَا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في حَرٍّ شَدِيدٍ، واسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا ومَفَازًا، واسْتَقْبَلَ غَزْوَ عَدُوٍّ كَثِيرٍ، فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أمْرَهُمْ، لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ عَدُوِّهِمْ، وأَخْبَرَهُمْ بوَجْهِهِ الذي يُرِيدُ).[٤]

وقد كانت هذه الغزوة في السنة التاسعة للهجرة، في شهر رجب، يوم الخميس،[٥] وهي آخر غزوةٍ غزاها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لما رواه كعب بن مالك -رضي الله عنه- قال: (لم أتخلَّفْ بعدُ عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ وهي آخِرُ غزوةٍ غزاها).[٦][٧]