إن كل البشر مختلفين و لا يوجد قوالب متشابهة حتى التوائم مختلفين و لكل شخص مفاتيحه الخاصة التي إن ملكها أو عرفها شخص أخر سيدخل له بكل سهولة , و هذا شئ ليس بالهين فمعرفة مفتاح كل شخص تحتاج بذل مجهود كبير لمعرفة شخصيته و نقاط قوته و ضعفه و ما يحب و ما يكره , و الوالدين في أحيان كثيرة يحتاجوا أثناء تعليمهم و تربيتهم للطفل أن يدخلوا له من مدخل معين أو إستخدام مفتاح الطفل الذي يوصل إلى الأستجابة التي يحتاجونها في التوجيه , ولمعرفة مفتاح أطفالكم عليكم أولا التقرب منهم.
فمعرفة مفتاح أي شخصية و كذلك شخصية الطفل يحتاج جهد و تقرب إلى الطفل و التعامل معه في مواقف مختلفة و بأنماط تعامل مختلفة و متنوعة , فبسبب إختلافانا جميعا و إختلاف شخصياتنا نختلف في ردود أفعالنا و تقبلنا للأمور المختلفة , فلو توصل الوالدين لمفاتيح شخصية الطفل و معرفة أكثر شئ يفضله و أكثر شئ يكرهه لأصبح التعامل مع الطفل أسهل و لأصبح الوصول إليه أسرع و كذلك إقناعه أصبح مضمون.
المداخل المختلفة:
فهناك طفل يكون مدخله من خلال الطعام و أثناء الطعام و الحديث عن الطعام يستجيب لأي نصيحة و يطيع و يكون هادئ أثناء النصح , و طفل أخر يكون مدخله القصص و يحبها جدا فيمكن للوالدين إدخال أي قيمة أو نصيحة أو سلوك جيد من خلال القصة , و طفل أخر مدخله لعب الكرة و يتابع الأندية المختلفة بشغف و أثناء الحديث عن الكرة يمكن للوالدين إدخال أي نصيحة أو توجيه أثناء اللعب بالكرة أو التحدث عنها , و طفل أخر يحب العطف و الحضن و يمكن للوالدين تعليمه أو إرشاده أثناء حضنهم له و سيستجيب لأن النصيحة جاءت إليه من شخص يمده بالحضن الذي هو شئ هام جدا لديه و يفضله جدا فيشعر أن الشخص الذي يعلمه أو ينصحه يحرص فعلا على مصلحته فيستجيب سريعا.
و ننصح بعض الأباء و الأمهات بعدم التسرع في تحديد مفتاح شخصية طفلهم أو تخمين ذلك فربما كانوا خاطئين في ذلك و هم لا يدرون , مثل: الأم التي جاءت لها طفلتها و شكرتها على تحقيق أكبر أمنية تمنتها في حياتها , فالأم ظلت تخمن ما هذه الأمنية هل هي اللعبة التي اشتريناها بالأمس؟ أم زيارة الجد و الجدة أول أمس؟ أم هي التدريبات الرياضية بالنادي التي اشتركوا فيها مؤخرا؟ , لكنها تفاجأت بإجابة الطفلة حين قالت لها أنها طالما تمنت يوم بدون صراخ و غضب من الأم و هذا حدث فقط في هذا اليوم , فشكرتها و ذهبت للنوم , فربما يكون مفتاح أحد أطفالنا الهدوء و عدم الصراخ و الغضب و العصبية و ربما لو تحدثنا مع أطفالنا بهدوء و نصحناهم بحب لكان هذا مدخل من مداخل شخصيتهم.
تكوين شخصية الطفل:
إن أغلب الإحصاءات تقول أن شخصية الطفل ينتهي تشكيلها بين سن ثلاث إلى خمس سنوات , فتخيلوا أن الطفل يحدد شخصيته و ملامحها العريضة و التي ستظل معه طوال العمر في اول خمس سنوات من عمره , فعلى الوالدين مساعدته على تكوين شخصية سوية و كذلك عليهم التقرب إليه بإستمرار حتى يعرفوا شخصيته جيدا و يعرفوا مفتاح شخصيته الذي يدخلون منه إليه و يساعدهم هذا في توجيهه و نصحه .
ولا شك أن معرفة مفتاح الطفل سيفيد جدا عندما يصبح هذا الطفل مراهق و لديه مشكلات المراهقة التي يقف معظم الأباء و الأمهات عاجزين أمامها , فلو حدث هذا الإتصال العميق بين كل طفل و والديه لحل هذا مشكلات عديدة الآن و في المستقبل. ونحن في النهاية نتمنى لكل الأطفال شخصية سوية و سليمة و على الوالدين التقرب لأطفالهم لمعرفة مفتاح شخصيتهم , واستمروا في متابعتنا لمعرفة المزيد عن شخصيات أطفالكم و نسعد بتعليقاتكم و إستفساراتكم.