خاطرة عن الأمل

خاطرة عن الأمل

بواسطة:
محمد السالم
– آخر تحديث:
١٦:١٤ ، ٤ مارس ٢٠٢١
خاطرة عن الأمل

‘);
}

الأمل سر الحياة

الحياة مليئة بالخيبات ومليئة بكثير من الأشياء التي تُسبّب الإحباط، ورغم هذا لا بدّ وأن يتمسّك الإنسان بالأمل، وأن يخرج من دوامة القصص والأحداث التي تدور في الحياة بأقلّ الخسائر، وأن يُحاول كسب المواقف بعزيمة وإصرار، وهذا كلّه لا يتحقق إلّا إذا تمسّك الإنسان بالأمل الذي يكون بمثابة اليد الحانية التي تُشفي الجراح وتُساعد الإنسان على أن يبدأ من جديد وينسى أيّ شيءٍ سبّب له الألم، خاصة أنّ الظروف والأحوال تكون خارج إرادة الإنسان، وإن لم يتأقلم معها ولم يتسلح بالأمل والتفاؤل فل يكون قادرًا على التقدّم ولو خطوة واحدة إلى الأمام، أما الإنسان الذي يضع الأمل في عينيه وقلبه، سيجد أنّ سرّ الحياة كلّها يكمن فيه.

‘);
}

عندما يكون الأمل موجودًا في قلب الإنسان يشعر أنّ الصعاب كلّها تهون، وأنّ الحياة أكثر احتمالًا، ويشعر الإنسان المتسلح بالأمل أنّ طموحه قريبٌ جدًا من التحقيق ولا يمكن لأي شيء أن يقف في وجهه، لأنّه يملك الكثير من الحماس الذي يدفعه للتحدّي مهما كانت الظروف صعبة، فالأمل مقرونٌ دومًا بالتفاؤل الذي يجعل الإنسان يرى الحياة بمنظورٍ جميل لا يركز على السلبيات بل كلّ شيء إيجابي من حوله، فالأمل يُجدّد معاني الفرح في القلب والروح، ويجعل الإنسان منتظرًا قدوم الخير حتى يُحقّق أحلامه التي يسعى إليها، لهذا يجب ألّا يسمح الإنسان لأي شيء أن يطفئ الأمل المتجدد في قلبه كي يقهر جميع الصعاب.

يستطيع الإنسان أن يفعل أشياء كثيرة أكبر من طاقته إذا كان لديه الأمل لتحقيق هذا، لذلك عليه أن يكون قريبًا من الأشخاص الذين يزرعون في أعماقه الرغبة الكبيرة في تحقيق الآمال، وأن يتجنب كل شخص مصاب باليأس ومستسلم للخيبات طوال الوقت، فالأمل مثل نبع الماء الصافي الذي يمدّ كلّ من يرتوي منه بالعزيمة والإصرار والرغبة الكبيرة لتحقيق الشغف.

الأمل وقود الإنجاز

وراء كلّ إنجاز عظيم أمل متجدد يدعو صاحبه إلى السعي والعمل حتى يحققه ويجتهد لأجله، فالإنسان الذي لا يعرف معنى الأمل لا يمكن أن يتقدّم خطوة واحدة، ولن تكون لديه أي رغبة لفعل أي إنجاز، أما الإنسان الذي يعدّ الأمل وقوده اليومي سيبقى متسلحًا به ويراه الشمعة المضيئة التي تُرشده إلى الدروب الجميلة، فيعرف جيدًا كيف يتجنب عتمة الإحباط واليأس، ويبني أحلامه فوق أرضٍ صلبة يحفّها الجدّ والاجتهاد، ويعمل بجدّ لأجل تحقيقه والحفاظ عليه، ولا يركن للأوهام والخرافات التي تدعوه لتحقيق شيءٍ بمجرّد التمني والكسل، وإنما الأمل يجب أن يكون مقرونًا بالعمل حتى يُصبح يقينًا.

الأمل هو البوّابة التي يُطلُّ بها الإنسان على تحقيق أحلامه ويجعله يراها حقيقة وأمرًا واقعًا، فيراها تكبر أمام عينيه وتتحقّق مع مرور الأيام، فهو بمثابة وقود الإنجاز والدافعية التي تضع في قلب الإنسان الرغبة الكبيرة للوصول، ويمكن للإنسان أن يصنع الأمل بنفسه إن لم يكن موجودًا في حياته، ويكون هذا بأن يبحث عن مواهبه وقدراته ويُحاول اكتشافها لينميها ويطوّرها ويُساعد نفسه على أن يجعل منها شيئًا مميزًا، فالأمل يوجد في الأشياء البسيطة التي قد لا ينتبه إليها الإنسان، فقد يراه الإنسان من خلال وردة تتفتح رغم قساوة فصل الشتاء، وقد يراه في نملة ضعيفة تقطع مسافات طويلة وهي تحمل طعامها.

الأمل يُساعد الإنسان على تحقيق ذاته وتجديد إيمانه بنفسه بغض النظر عن الظروف التي تدور من حوله، لهذا يجب أن يلمح الإنسان في كلّ شيءٍ من حوله، فقد يلمحه في عيون طفلٍ صغير أو في نجمة تلمع في السماء، وقد يراه في خيوط الشمس وهي تشرق في الصباح معلنةً نهاية ليلٍ طويل، فالأمل شيءٌ مسكونٌ في الأشياء من حولنا، وما علينا إلّا التقاطه في كلّ لحظة.

الأمل أساس النجاح والاستمرار

الأمل بمثابة المطر الذي يهبط على الأرض الجافة فيُحيي بها البذور فتصبح خضراء يانعة ينتشر فيها الخير والعطاء، وهو السبب في نجاح الإنسان واستمرار تألقه وتميزه، فالمهم ليس أن تبدأ، بل المهم أن تستمرّ في تحقيق النجاحات وألّا تسمح لبريق الأمل في قلبك أن ينطفئ أبدًا، فعندما تنجز الكثير من الأشياء وتنسحب في آخر لحظة قد تخسر الكثير من الفرص المتاحة لك، لأنّ الكنز قد يظهر في آخر لحظة، لهذا كلما حافظ الإنسان على الأمل كلما وصل إلى النجاح أسرع، وضمن استمرارية تفوقه ومضيّه في إنجازاته غير آبهٍ بما يقوله الآخرون ولا بما يقف أمامه من عراقيل، فإشراقة النهار تأتي بعد الظلمة الحالكة، والمطر الغزيز المبشر بالخير يأتي بعد الصيف الملتهب، ودفء الصيف يأتي بعد برد الشتاء القارس، ولا بدّ للإنسان من تحمّل كلّ شيء في سبيل الأمل وتحقيق ما يُريد.

الأمل يجب أن يكون مقترنًا بالشجاعة والثقة بالنفس والشغف، كما يجب أن يتعب الإنسان على نفسه وألّا يكتفي بأملٍ بلا عمل، كما يجب أن يُحافظ على الصبر الذي يوصله إلى مبتغاه في النهاية، لأنّ الأمل بلا صبر يعني أن يشعر الإنسان بأنه يملك أملًا لا فائدة منه، كما يجب أن يؤمن الإنسان بيقين إجابة الله لدعائه وتحقيقه لآماله وطموحاته، فالأمل كلمة صغيرة لكنّها تختصر كل المعاني الإيجابية في حروفٍ قليلة وكأنه يريد أن يزرع فينا التجدد ورغبة الازدهار والانطلاق، ومن عاش فاقدًا للأمل في حياته فقد فقدَ الكثير من طعم الحياة، ولن يستطيع أن يُواكب تجدّدها وتغيّر ظروفها وأحوالها، خاصة أنّ لكلّ شيءٍ في هذه الحياة خطة مرسومة، ولتحقيق هذه الخطة يجب أن يُعدّ الإنسان نفسه ليكون قائدًا متمسّكًا بالأمل الذي لا ينضب ولا ينتهي في قلبه وروحه أبدًا، ومؤمنًا أنّ القادم دائمًا أجمل.

لقراءة المزيد، انظر هنا: موضوع تعبير عن الأمل.

Source: sotor.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *