‘);
}

صِفة حَجّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم

إحرام النبي بالحج

حَجّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في السنة العاشرة للهجرة، وقد نُقِلت العديد من الآثار التي تُبيّن كيفيّة حَجّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ومنها الحديث الطويل الوارد عن الصحابيّ جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-، والذي احتجّ العلماء واستدلّوا به في ما يتعلّق بتفاصيل أحكام الحجّ،[١] إذ بدأ النبيّ حَجّه بالخروج من المدينة المُنوَّرة، والإحرام من ميقات ذي الحليفة، والصلاة في مسجده، والتلبية بقَوْل: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لكَ)،[٢] وطاف بالكعبة سَبعاً، وصلّى خلف مَقام إبراهيم ركعتَين، وسعى بين الصفا والمروة سَبعاً، وبَقِي على إحرامه، وأمرَ مَن لم يأتِ بالهَدْي بالتحلُّل من الإحرام، أمّا هو -عليه الصلاة والسلام- فقد بَقِيَ على إحرامه، وتوجّه إلى مِنى في اليوم الثامن من ذي الحِجّة؛ يوم التروية، وأدّى فيها صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر اليوم الثاني.[٣][٤]

أعمال النبي في يوم عرفة

وفي اليوم التاسع من ذي الحِجّة؛ جُعِلت له خيمةً في نَمِرَة، وخطبَ بالناس خُطبةً بليغةً جامعةً، ثمّ أدّى صلاة الظُّهر والعصر جَمع تقديمٍ، ثمّ توجّه إلى عرفة، مُستقبِلاً القِبلة، مُتوجِّهاً إلى الله -سبحانه بالدُّعاء، والذِّكر، والتضرُّع إلى أن غابت الشمس، ثمّ شَدَّ رِحاله إلى مُزدلفة بخِفّةٍ وسكينةٍ، وصلّى فيها المغرب والعشاء جَمع تأخيرٍ، بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين، واستراح -عليه الصلاة والسلام- في مُزدلفة إلى أنّ أدّى صلاة الفجر[٣][٤].