‘);
}

ولادة النبي صلى الله عليه وسلم

ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الإثنين الثاني عشر أو التاسع من ربيع الأول في عام الفيل، وفي الليلة التي ولدته أمه آمنة بنت وهب رأت كأنما خرج منها نور أضاء قصور الشام، وفي يومها يروي حسان بن ثابت رضي الله عنه- أنّه سمع رجالاً من اليهود ينادي بعضهم بعضاً يقول أحدهم: يا معشر يهود، حتى إذا اجتمعوا إليه، قالوا له: ويلك، ما لك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي وُلِد به. ولقد ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- يتيم الأب بعد أن توفي والده وهو في بطن أمه، فنشأ في كنف جدّه عبد المطّلب الذي كان سيداً في قومه، وصاحب مكانة رفيعة، وأراد أن يرسله إلى البادية كما كانت عادة العرب قديماً أن يأخذوا أطفالهم إلى البادية ليتمتعوا بصحة النفس وفصاحة اللسان. فكان قدر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينزل منزل مرضعته حليمة السعدية، ومن الجدير بالذكر أنّ أمه آمنة بنت وهب أرضعته، وكذلك فإنّ ثويبة أرضعته.[١] وفيما يأتي ذكرٌ لنسب حليمة السعدية وحديث حول دخولها في الإسلام وغير ذلك.

حليمة السعديّة

هي بنت أبي ذؤيب، وأبو ذؤيب هو عبد الله بن الحارث من قبيلة بني سعد بن بكر من هوازن.[٢][٣] وتقع بنو سعد -قرية حليمة السعدية- جنوب مدينة الطائف بحوالي 70 كيلو متراً،[٤][٥] وقيل إنها تقع في شرق مكة المكرّمة،[٦] ورجّح العلماء إسلامها، وهو قول أغلبية العلماء، فقالوا أنها أسلمت هي وزوجها وعُدّت من صحابة رسول الله عليه السلام، فقد ذكرها أبو القاسم الطبراني في معجمه مع النساء اللواتي روين أحاديث عن النبي عليه السلام. وذكرها الحافظ ابن الجوزي في الصحابيات في أكثر من كتاب له، فقال عنها في كتابه الحدائق: قدمت حليمة ابنة الحارث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدما تزوج خديجة فشكت إليه جذب البلاد، فكلم خديجة فأعطتها أربعين شاة وبعيراً، ثم قدمت عليه بعد النبوة فأسلمت وبايعت وأسلم زوجها الحارث. ولقد ذُكرت في الإصابة وفي كتب الصحابة لأبي نعيم وابن مندة وغير ذلك.[٢]