‘);
}

شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم

حسّان بن ثابت

الصحابي حسَّان بن ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن النجّار، كان من الأنصار، ويُكنَّى بأبي الوليد،[١] وكان -رضي الله عنه- من الشعراء الذين استحسن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- شعرهم، حتَّى سمِعته السيدة عائشة -رضي الله عنها- يقول: (هَجاهُمْ حَسّانُ فَشَفَى واشْتَفَى)،[٢][٣] فقد كان تأثير شعره على الأعداء شديداً؛ لِما فيه من إلهاب العاطفة والمشاعر القوية، وهكذا فإن الشعر يكون نصرةً للإسلام إذا كان يدافع عن رسول الله ورسالته، وإذا كان يُعين على رفع الهمم، وتقريب المُسلمين من الله -تعالى-،[٤] ويُروى أنَّه كان لحسَّان بن ثابت منبرٌ في آخر المسجد، يصعد عليه ويُلقي شعره المُشتمل على الدِّفاع عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- وعن دين الإسلام،[٥] وقد كان يقول الشِّعر من غير تحضيرٍ مُسبق، وإنَّما يلقيه ارتجالاً واسترسالاً على المنبر.[٦]

عبد الله بن رواحة

الصحابي عبد الله بن رواحة بن امرئ القيس، شهِد هذا الصحابي الجليل يوم بدر، واستُشهد في غزوة مؤتة،[٧] وكان من شُعراء النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكان من الصحابة الذين أُمروا بمواجهة المُشركين يوم مؤتة بعد الأُمراء الذين عيَّنهم النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ وهما زيدٌ وجعفر، فلمّا استُشهدا أنشد أبياتاً من الشِّعر يحثُّ نفسه فيها على الإقدام والمواجهة،[٨] ومن أشعار عبد الله بن رواحة: “يَا رَبِّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا، إِنَّ الْكُفَّارَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا”، فقال له النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (اللَّهمَّ ارحَمْه)،[٩] وقال عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-: “وَجَبت”،[١٠] وقد كان عبد الله بن رواحة من الصحابة الذين بايعوا النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في بيعة العقبة الأولى والثانية، وتميَّز بدفاعه عن الإسلام بالشِّعر والقتال في ساحة المعركة إذا لزم الأمر.[١١]