‘);
}

الصحابة

يعرف الصحابي بأنه الذي لقي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وآمن به، ومات على الإيمان، نظراً إلى فضل الصحبة، ومنزلة النبي، فرؤية النبي لها مكانة خاصة، فمن يراه يكون طائعاً مستقيماً على نهجه، فرؤية الصالحين من العباد لها الآثار الإيجابية العديدة، وللصحابة فضلاً كبيراً ونزلة خاصة عند الله تعالى، حيث أثنى عليهم في العديد من الآيات القرآنية، منها قوله: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)،[١] كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام أثنى على أصحابه، وبيّن ألّا أحد يبلغ ما بلغوه من العبادة والتقوى، ومما يدل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن الصحابي أبي موسى الأشعري أن النبي قال: (أنا أمنةً لأصحابي . فإذا ذهبتْ أتى أصحابي ما يوعدون . وأصحابي أمنةٌ لأمتي . فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعدون)،[٢] ووردت الكثير من الأحاديث أيضاً التي تبيّن فضل الصحابة، وجمعها الإمام أحمد بن حنبل في كتاب بيّن فيه أفضال الصحابة رضي الله عنه، وقال ابن حزم في فضلهم: (ولو عُمِّر أحدُنا الدهرَ كلَّه في طاعاتٍ متصلة، ما وازَى عملُ امرئ صَحِبَ النبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – ساعةً واحدةً فما فوقَها)، وبثناء اله تعالى وثناء الرسول على الصحابة، فقد ثبتت عدالتهم جميعاً، إلا إن ثبت أن أحدهم ارتكب فعلاً ما يقصد به المعصية، وكل الثناء الذي حصلوا عليه ما هو إلا بسبب ما قدّموه من الهجرة والجهاد في سبيل الله، ونصرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وتقديم الأنفس والأموال والعيال في سبيل ذلك.[٣]

عمار بن ياسر الطيب المطيب

أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم على الصحابي عمار بن ياسر رضي الله هنه لقب الطيب المطيب، ودليل ذلك ما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قال: (أَنَّ عمَّارًا استأذن على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال الطَّيِّبُ المُطيَّبُ ائذنْ له)،[٤][٥] وفيما يأتي بيان جانبٍ من حياة الصحابي عمار بن ياسر رضي الله عنه:[٦]