‘);
}

من هم أصحاب الرسول

الصحابي لغة واصطلاحا

الصَّحابيُّ في اللُّغة لفظٌ مشتقٌّ من الصُّحبة، أي: اللُّزوم والانقياد، وكلُّ مَن لازم شيئاً فقد صحِبه، ومصدره: صَحِب يَصحَب: أي لزم وانقاد، ومما يدلُّ على هذا قوله -تعالى-: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)،[١][٢] أمّا في الاصطلاح فقد اختلفت عبارة العلماء في تعريف الصَّحابيِّ؛ فقد عرَّفه ابن الصَّلاح بأنّه: من لقي النَّبيَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- مُسلماً ومات على الإسلام، أمّا من ارتدَّ ومات غير مسلمٍ فلا يُعتبر من الصَّحابة، كابن خَطَلٍ وغيره،[٣] وذهب إلى هذا التعريف أيضاً الإمام البُخاريُّ، أمّا الإمام ابن حجر فيرى أنّ لفظ الصحابيِّ يُطلق على من لقي النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- حتى وإن ارتدَّ بعد ذلك ثمّ رجع إلى الإسلام، ويُراد باللِّقاء: وصول أحدهما للآخر وإن لم يُكلِّمه، ورؤيته سواءً بنفسه أو بغيره؛ فيدخل في ذلك الأعمى كابن أُمِّ مكتوم، ويخرج من هذا التعريف من لقي النَّبيَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- ولكنّه كان على غير دين الإسلام، أو كان مؤمناً بغيره من الأنبياء.[٤]

صحابة رسول الله

لم يشترط العُلماء البُلوغ عند اللِّقاء، ويدخل في ذلك الصَّحابة الكرام غير البالغين؛ كالحَسن، والحُسين، وابن الزُّبير، وغيرهم،[٥] ويخرج من لفظ الصحابيِّ أو الصُّحبة من رأى النَّبيَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- بعد موته وقبل دفنه؛ كأبي ذؤيب الهُذليِّ، بالإضافة إلى من رآه كافراً وأسلم بعد موته؛ كرسول قيصر، وتعدّدت آراء العُلماء فيمن ارتدَّ ثمَّ أسلم؛ حيث يرى الشافعيُّ وأبو حنيفة أن الرِّدة تُسقط الصُّحبة، كقُرَّة بن ميسرة وغيره، ويرى ابنُ حجرَ ببقاء لفظ الصُّحبة له كمن رجع للإسلام في حال حياة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-. كما اختلف العُلماء فيمن لقي النَّبيَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- في حال نبوَّته، أو من رآه قبلها ولكنّه مات على الحنيفيّّة، وقال العراقيُّ في هذا: “لم أرَ من تعرَّض لذلك”.[٦] وذهب جُمهور الأصولييِّن والكثير من العلماء أنّ الصحابيَّ: هو من رأى النَّبيَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام-، مُؤمناً به، وصحِبه مُدَّةً من الزَّمن يُطلق عليها لفظ الصُّحبة، سواءً روى عنه أم لم يروِ عنه.[٧]