يعد الإسهال المائي أحد الأنواع الحادة للإسهال، ويصنفونه بالمرتبة الثانية من حيث الإنتشار والشيوع وأعداد الحالات سنوياً على مستوى العالم، بخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتم تصنيفه على أنه المسبب الأول للوفيات بين الأطفال دون عمر الرابعة أعوام.
ماهو الإسهال المائي ؟
هو عبارة عن إلتهابات حادثة بجدار الجهاز الهضمي تتسبب في تقليل الحركة للأمعاء فيمر الطعام من خلال الأمعاء بسرعة دون أن يمتص الجسم للغذاء، ويرافقه حالة من نقص الإمتصاص للماء مما ينجم عنه تكون براز مائي رخو.
أسباب الإسهال المائي :
- تختلف أسباب الإصابة بالإسهال المائي من حيث إنتشارها بالدول والمناطق المختلفة ومن حيث تطور الدولة، فمثلا في الدول المتقدمة يتطور أغلب حالات الإسهال المائي لإلتهابات فيروسية، بينما في الدول الأقل تقدما يكون الإلتهابات البكترية هي المسبب الأكبر بخاصة في المناطق التي فيها ينتشر الوباء، فهناك عدد من الفيروسات التي ترتبط بالإسهال المائي مثل الفيروسة الغدانية والفيروسة العجلية وكذلك الفيروسة الكأسية.
- ومن ضمن الأسباب أيضا تناول عدد من الأدوية المعينة كالأدوية الملينة والأدوية الملينة للحموضة والتي تحتوي على نسب عالية من معدن الماغنسيوم.
- الإصابة بنقص في بعض الفيتامينات.
- الإصابة بحساسية وعدم القدرة على تحمل أنواع معنية من الأطعمة كمشتقات الألبان.
- الإصابة بإلتهابات في الأمعاء.
- الشكوى من إضطرابات وأمراض بعينها في الأمعاء الدقيقة، وغالبا ما تكون مرتبطة بوظيفة الإمتصاص.
- الإسهال عند الأطفال الصغار والذي يكون مرتبطاً بظهور الأسنان.
- الإصابة بإلتهابات في الدم.
أعراضه :
تنقسم أعراض هذا المرض بحسب طبيعة المكان ففي الدول المتقدمة تأتي أعراضه سهلة بسيطة تذهب بزوال المسبب وقد تزول أيضا بدون الإحتياج تناول علاج، وكذلك تختلف أيضاً الأعراض بحسب شدة المرض حيث يتوقف على إختلاف العامل المسبب في المرض والذي في العادة ما يصاحبة الإصابة بالفيروسية العجيلة، فيصاب المريض بقيء وجفاف، أنا عن أكثر الأعراض إنتشاراً لدى المصابين فهي كالتالي:
- الإصابة بجفاف بخاصة لدى الأطفال، حيث يُلاحظ وجود نقص بمرونة الجلد وحدوث إغورار بعيني الطفل.
- فقدان الجسم للعناصر الغذائية المهمة بسبب عدم تمكنه من إمتصاصها.
- الإصابة بآلام بالبطن.
- حدوث إحمرار ملحوظ حول المنطقة الشرجية، وذلك بسبب تكرار خروج البراز.
- سماع صوت قراقرأة وأصوات قرقعة وذلك يرجع سببه للزيادة الملحوظة على حركة الأمعاء.
- التبرز أكثر من مرة خلال اليوم.
كيف يتم تشخيص الإسهال المائي ؟
- أغلب حالات الإسهال المائي يتم تصنيفها على أنها تنتمي للنوع الحاد والذي في الغالب تزول أعراضه بدون حاجة لتناول أدوية، كما أنه من المهم جداً لعملية التشخيص التعرف على طبيعة ابراز من حيث الحجم واللون والتعرف على مدى تماسكه، وهل يصاحب خروج البراز دم أو مخاط؟ وكذلك تحديد مدى تكرار عملية التبرز، فكل هذه المعلومات تساعد على إعطاء التشخيص الأولى للحالة.
- ويتم عمل زراعة للبراز وذلك للوقوف على الأسباب التي تسبب في اإصابة بالإسهال بخاصة إن كان الشخص المصاب يشكو من أعراض واضحة ومرهقة كإصابته بجفاف شديد أو الإعياء.
- من الأمور الضرورية للغاية بخاصة مع الحالات التي يصاحبها حالة من الجفاف الملحوظ القيام بعمل تعداد كامل متكامل لعناصر الدم، والقيام بفحص معدل الكهرليات بالجسم، لأن هذا يساعد على التعرف على وجود أي نقص بأي منهم ومحاولة معالجته بسرعة، وكذلك القيام بخطوة حساب الفجوة الأنيونية والعمل على تصحيح أي خلل موجود بالتوازن الحمضي بجسم المصاب.
كيفية علاجه :
من المعروف أن أغلب الحالات المصابة بالإسهال المائي تزول أعراضها بدون الحاجة إلى تناول علاج، إلا أن هناك بعض الحالات الشديدة أو الحالات الوبائية التي يضطر فيها المصاب الدخول للمستشفى كي يتلقي المضادات الحيوية والسوائل الوريدية وكذلك الأدوية المضادة للإسهال والعناصر الكهرلية، وتكون طبيعة الأودية التي يتلقاها المريض عبارة عن:
- تغذية وريدية وذلك من أجل تعويض النقص في السوائل.
- الأدوية المسكنة للآلام.
- الأدوية التي تساعد علة وقف النزيف.
- الأدوية المضادة للإلتهابات.
كيفية التعايش مع مرض الإسهال المائي ؟
لابد ومن الضروري تناول كميات كبيرة وكافية من الأملاح والسوائل وذلك لتجنب الإصابة بالجفاف، كما أنه من المهم جداً تجنب تناول اللبن ومشتقاته لمدة يوم أو يومين، وذلك لأنه قد يتسبب في زيادة حدة الأعراض بإستثناء الأطفال الرضع إن كانوا يرضعون رضاعة طبيعية، هذا بالإضافة إلى أن حليب الأم ذو قيمة غذائية عالية، وقد أكدت كثير من الدراسات أن لبن الأم ذو قدرة هائلة لمكافحة الإلتهابات بالأمعاء.
وعموماً المريض بالإسهال لا يحتاج إتباع حمية غذائية معينة، إلا أن هناك عدد من الاغذية المعينة التي تساعد على التقليل من أعراض الإسهال المائي كالأرز وصوص التفاح والبطاطس والموز وما غير ذلك من مواد نشوية، بينما في حال إن كان سبب الإسهال حساسية أو وجود مشكلة بالإمتصاص لمادة معينة فلابد من إبعاد هذه المادة عن طعام المصاب لحتى إزالة الأعراض.
كيفية الوقاية :
- القيام بغسل اليدين بشكل جيد قبل تناول الأكل وأثناء تحضيره.
- عدم تناول أي من الأطعمة المعرضة إلى الذباب والتي توجد بالمطاعم الغير نظيفة وفي الشوارع.
- القيام بغسل اليدين بماء وصابون بشكل جيد وذلك بعد القيام بقضاء الحاجة.
- القيام بتغطية الأطعمة وذلك لتجنب توالد الذباب بداخلها مما ينجم عنه الإصابة بإسهال.
- القيام بإختيار الأطعمة التي تساعد على راحة الجهاز الهضمي ولا تتسبب في توعكه أو إرهاقه مع ضرورة عدم تناول الطعام بإسراف وتناول أصناف متعددة.
- القيام بتوفير مصادر مياه للشرب تكون نظيفة ومعقمة مع ضرورة كلورة المياه.
- التأكد من صلاحية الأطعمة المستورده والمعبة وذلك كي لا تتسبب في الإصابة بتسمم غذائي.
- على وزارة الصحة أن تهتم بإجراء كشف طبي على الأفراد العاملين في المطاعم بخاصة في تجهيز الأطعمة وإعدادها ومن حيث الصحة العامة والنظافة.
- غسل الأطعمة التي يتم تناولها طازجة بشكل جيد، بخاصة الفواكه والسلطات والمانجو لأنها تعتبر من أهم مصادر التلوث والإسهال.
- تجنب جعل الطعام مجرد عادة، فعلى الشخص أن يتناول الطعام حينما يشعر بالجوع، مع ضرورة الحفاظ على عدم ملء المعدة كثيراً بالطعام.
- تجنب إعطاء الأطفال الصغار المأكولات البضيئة هضمها، مع ضرورة إعطاؤه لمياه نقية ونظيفة تخلة من أية أملاح زائدة أو جراثيم.
- لابد من عزل الاشخاص المصابين بالإسهال المائي بخاصة إن كان سبب الإسهال هو إصابتهم بالكوليرا التي تعد من أخطر الحالات الوبائية التي قد تقتل المصاب بها.
- القيام بتكوين لجنة من أجل تقصي الحقائق عن أسباب الإصابة بالإسهال ومحاولة إيجاد حلول.
علاجات منزلية للإسهال المائي :
- الموز :
ومن أكثر ما يميز الموز هو إحتوائه على البكتين هذا العنصر عبارة عن ألياف تساعد على إمتصاص السوائل من الأمعاء مما يساعد بشكل قوي على تصلب قوام البراز، بالإضافة إلى كون الموز من العناصر الغنية بالبوتاسيوم مما يعوض ما فقده الجسم من بوتاسيوم بسبب الإسهال، وبالتالي يقل المضاعفات الناجمة عن الإسهال بخاصة نقص نسبة البوتاسيوم؟
- قشر فاكهة البرتقال :
فيمكن القيام بغسل ثمرة برتقال بشكل جيد ثم القيام بتقشيرها، وفرم القشر جيداً ووضعه بكوب به ماء ساخن ثم يُترك بعض الوقت حتى يبرد، بعدها يُصفى ويمكن تحليته بالسكر أو العسل.
- خل التفاح :
ويعتبر خل التفاح من أقوى المطهرات المعوية وذلك لأنه يساعد على التخلص من البكتريا الضارة وقتل الجراثيم بالأمعاء، فيمكن إضافة ملعقتين منه لكوب ماء وتناوله مرة بالصباح وأخرى بالمساء.
- البطاطس :
فمن الممكن تناول البطاطس المهروسة أثناء الإصابة بنوبات الإسهال إذ أن هذا يساعد بشكل كبير على إنتظام حركة الأمعاء وإمتصاص الماء، كما أنها تعد من الأطعمة التي لابد من تناولها لمعالجة الإسهال سريعاً.
أهم الأعشاب التي تستخدم لعلاج البراز المائي :
- البابونج :
فهو أحد الأعشاب الفعالة التي تساعد على التخلص من مشكلة الغثيان والتوتر، وعلاج الإسهال المائي.
- الكمون :
ويستخدم لعلاج المغص وعلاج حالات الإسهال لدى الكبار والصغار.
- الزيزفون :
ويمكن تناوله من أجل تسكين الألام ومعالجة الإسهال، كما أنه يساعد على إنتظام عملية الهضم وتحسين حركة الأمعاء.
- الزنجبيل :
ويعد من الأعشاب القوية التي يتم إستخدامها لمعالجة الإسهال المائي وعلاج درجات الحرارة المرتفعة وعلاج أمراض البرد والغثيان والتخلص من وجع البطن لدى الكبار والصغار.
- الحلبة :
وتحتوي بذور الحلبة على نسب صمغ عالية وحين بلع الحلبة فإنها تصل للفضلات السائلة التي توجد بالأمعاء مما يساعد على زيادة صلابتها وكثافتها مما يقلل من شدة الإسهال، فيمكن تناولها مخلوطة مع ملعقة لبن كبيرة، أو خلطها مع بذور الكمون المحمض، فهي تساعد كثيراً على القضاء على الإسهال المائي بشكل فعال بخاصة الأطفال الصغار.



