‘);
}

ما اسم ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم

كان للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ناقةٌ اسمُها القَصواء، وأقصى الشيء في اللغة آخره، وأصل هذا الاسم في اللغة العربية يعني ما كان مقطوع الطّرف من الأُذُن، ولم تكن ناقة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كذلك، وإنَّما سُمّيت بهذا الاسم لسُرعتها في الجري، وقد اشتراها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من صاحبه أبي بكرِ الصّديق -رضي الله عنه- وهما في مكة المكرَّمة،[١] كما يُطلق عليها اسم العضباء؛ أي التي في أُذنها شقّ، أو في قرنها كسر، لكنّها لم تكن كذلك على الصحيح، ويُقال: العضب بمعنى القطع، أو السيف القاطع، لِذا سمّيت بالعضباء لذات السبب الذي تسمَّت به بالقصواء، وهو أنَّها شديدة السُرعة، وقيل إنها سمّيت بالعضباء أيضاً لذكائها ونباهتها،[٢][٣] وسمّاها بعض العلماء في كتبهم بالجدعاء كذلك؛ كابن إسحاق، وابن جرير، وابن سعد، وغيرهم، وهي بذات معنى القصواء والعضباء.[٤]

وقد هاجر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عليها عندما أذِن الله -تعالى- له بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المُنورة مع رفيقه أبي بكر الصّديق -رضي الله عنه-، وقد ركِبها زيد ن حارثة في يوم بدر، وجاء إلى المدينة المنورة يُخبر أهلها بخبر الحرب، وأعلمهم حينها بمن مات ومن أُسِر، وركِبتها امرأة أبي ذرٍّ كذلك، وقالت للنّبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنَّها قد نذرت إن نجّاها الله عليها أن تقوم بذبحها والأكل من كبدها وسنامها، فتعجّب النبّي -صلَى الله عليه وسلّم- وقال لها: (بئسَ ما جزيتِها، ليسَ هذا نذرًا، إنَّما النَّذرُ ما ابتُغِيَ بِهِ وجهُ اللَّهِ)،[٥] وقد عاد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى مكة المكرمة في يوم الفتح راكباً عليها، وكانت تبرُك وتقعُد إذا نزل الوحي عليه وهو راكباً عليها؛ وذلك لشدّة الوحي، وقال عبد الوهاب الثقفي عنها: “وهي ناقة مُدّربة”، وعندما توفّي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لم تأكل ولم تشرب حتى ماتت.[٦]