‘);
}

نبي الله شُعيب

هو نبيّ الله شعيب بن ميكيل بن يشجر بن مدين، من نسل إبراهيم عليه السلام، وقيل هو ابن بنت نبيّ الله لوط، وقيل غير ذلك، وهو من الأنبياء العرب كما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، اشتُهر بالفصاحة والبلاغة، وقد كلّفه الله -تعالى- بحمل الرسالة إلى قومه، فدعاهم إلى الإيمان، والتوحيد، وأمّا قبيلته فهي مدين، وهم قوم عرب سكنوا بلاد الحجاز، ممّا يلي جهة الشام، قريباً من خليج العقبة، قريباً من أرض معان، وهي كذلك قريبة من أرض قوم لوط عليه السلام، حيث ذُكر ذلك في القرآن الكريم بقول الله تعالى: (وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ).[١][٢]

كان قوم شعيب -عليه السلام- على دين إبراهيم عليه السلام، موحّدون، يعبدون الله تعالى، لكنّهم ما لبثوا أن غيّروا دينهم، وانحرفوا عن طريق التوحيد، فقد كانوا أصحاب تجارةٍ عظيمةٍ، وأموالٍ كثيرةٍ، يتنقّلون بقوافلهم التجارية بين اليمن والشام، وبين العراق ومصر، فانشغلوا بذلك عن دينهم، وعبادة ربّهم، وسيطر حبّ المال والربح على تفكيرهم وأولويّاتهم، وبلغ بهم ذلك إلى أن يطفّفوا المكيال، ويغشّوا بيعهم؛ طمعاً في تحقيق المزيد من الأرباح والأموال، فأكلوا الحرام وهم يعلمون، ثمّ فسدت أخلاقهم أكثر فصاروا يقطعون الطرق على تجارة غيرهم، يسرقونها، ويخيفون أصحابها، ثمّ زادوا على ذلك أن زاغوا عن عبادة ربّهم إلى عبادة شجر الأيك، فكانوا أصحاب الأيكة كما قال فيهم الله تعالى، فكان هذا حالهم حين بُعث فيهم نبيّ الله شعيب عليه السلام.[٢]