‘);
}

حقُّ المرأة في الانتخاب

يُعَدُّ الحقُّ في الانتخاب أحد الحقوق السياسيّة التي تكفلتها دساتير الدُّول لمُواطنيها، وهو كذلك مؤشِّرٌ حقيقيّ يدلُّ على تقدُّم الدُّول على سلُّم الديمقراطيّة وبالإضافة إلى كونه حقٌّ ينصُّ عليه دستور دولةٍ ما، فإنَّه يتعدَّى ذلك ليُصبح حقّاً فعليّاً قابلاً للمُمارسة العمليّة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ مُشاركة المُواطنين في الحياة السياسيّة من خلال الانتخاب لها تأثيرٌ كبير في إحساس الشعب بقيمته، وذاته؛ وذلك لأنَّه يُشارك في صُنع القرارات التي سوف تُؤثِّر بطريقةٍ مُباشرة، أو غير مُباشرة في حياته،[١] وعلى الرغم من بديهيّة المساواة بين المواطنين في دولة ما، وعدم التمييز بينهم في الحقوق الممنوحة لهم، ومن بينها حقُّ المواطن في الانتخاب، والواجبات المفروضة عليهم، بغض النظر عن جنسهم، أو دينهم، أو لونهم، إلّا أنَّ هناك دُولاً سبقت الأخرى في مجال مَنْح المرأة حقَّ الانتخاب.[١]

نيوزيلندا أوَّل دولة تمنح المرأة حقَّ الانتخاب

تُعدُّ دولة نيوزيلندا أوَّل الدُّول التي ضمنت حقَّ المرأة في الانتخاب، وكان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر للميلاد، إذ تمت الموافقة على قانون انتخابٍ جديد ينصُّ على حقِّ المرأة النيوزيلنديّة بالمشاركة في الانتخابات البرلمانيّة، وكان ذلك تحديداً في التاسع عشر من أيلول عام 1893م؛ لتكون نيوزيلندا أوَّل الدُّول التي تسمح للمرأة بالمشاركة في الحياة السياسيّة بشكلٍ فاعل عن طريق الانتخاب،[٢] وتلتها بعد ذلك جارتها أستراليا بعد تسعة أعوام؛ أي في عام 1902م، لتلتحق بهما فنلندا عام 1906م، ثمّ النرويج عام 1913م، والدنمارك عام 1915م، وكندا عام 1917م، ثمّ ألمانيا، وبولندا، والنمسا، وروسيا في عام 1918م.[٣]