‘);
}

الرسل والأنبياء

لا يستطيع العقل البشريّ عبادة الله تعالى على الوجه الذي يريده، وتنظيم المجتمع وأفراده على التشريع المناسب الذي أقرّه الله تعالى، ولكن ليتمّ ذلك أرسل الرسل والأنبياء وأنزل معهم الكتب لتكون حجة على صدقهم، كما أراد الله -تعالى- أيضاً أن يجمع الناس على رجل واحد ودين واحد، ليكونوا متماسكين ومترابطين على عقيدة راسخة وإيمان قويّ، ليحصل الصلاح للناس، وحتى يُصدّقوا الأنبياء أيّدهم الله تعالى بالمعجزات، والأدلّة، والبيّنات التي تبيّن صدق الأنبياء والرسل، فهي من أعظم الآيات التي يُؤيَّد بها الأنبياء ما شاع في عصرهم من مهارات أو قدرات يمتلكها الناس، وعليه فيمكن تعريف المعجزة على أنّها اصطلاح على أمر مخالف للعادة الكونيّة، خارق لعادة الناس، بحيث يكون سالماً من المعارضة، يجريه الله تعالى على أيدي الرسل تأييداً وتصديقاً لهم، وبياناً بقدرة الله تعالى، الأمر الذي يشعرهم بالأمان والاطمئنان لصحة وصدق الرسالة دون أيّ شك، ويشار إلى أنّ رحمة الرسل تعدّ من الحكم العظيمة لمعجزات الرسل، لتساعد على تقبّل الرسالة، وإقناع الناس دون معارضة منهم إلا أن تكون معارضتهم كفراً وجحوداً.[١]

صحف إبراهيم عليه السلام

الصحف اسم جمع والمفرد منه صحيفة، وتُطلق أيضاً على الكلام الذي في الصحيفة، تدل على الشيء المبسوط من الجلد، أو من الورق، أو من أيّ شيء آخر يُستخدم للكتابة عليه،[٢][٣] أمّا صحف إبراهيم عليه السلام فهي ما أنزله الله تعالى على نبيه إبراهيم، أُطلق عليها اسم الصحف، امتلأت بالكثير من الحكم، والعبر، والمواعظ كما نص على ذلك أهل العلم، وقد ورد ذكرها كثيراً في القرآن الكريم إمّا بشكل مجمل، أو بشكل بيّن وواضح، أنزلها الله تعالى في أول ليلة من ليالي شهر رمضان، حيث روى الصحابيّ واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أُنزلتْ صحفُ إبراهيمَ أولَ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ)،[٤][٥] ومن الجدير بالذكر أنّ صحف إبراهيم عليه السلام تعدّ من الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى للناس، لتكون له دليل الهداية والصلاح ممّا يوجب الإيمان بها دون البحث عن طبيعتها من حيث صناعتها والمادة التي صنُعت منها؛ حيث تعدّ من الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله، علماً أن ذلك لا يؤثّر في الإيمان بها.[٣]