‘);
}

ولادة ونشأة سيدنا موسى عليه السلام

وُلد موسى -عليه السلام- بعد أن أصدر فرعون قراراً بقتل من يُولد من الذُكور، لذلك فقد أخفته أمّه عن أعين الناس بعدما حملت به؛ لِكي لا يعلم به جُند فرعون، ولمّا وَلَدَته ألهمها الله -تعالى- بوضعه في صُندوقٍ في البحر أمام بيتها، فَفعلت ذلك وهي صابرة، وذهب به البحر إلى قصر فرعون، قال الله -تعالى- واصفاً ذلك في كتابه الكريم: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ* فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ).[١][٢]

ولمّا وصل الصُندوق لبيت فرعون رأت زوجته الطّفل فحنّت عليه، وقالت لزوجها: لعلّنا نتّخذه ولداً، وعندما أراد -عليه السلام- الرّضاعة؛ رَفض قبول كلّ المراضع، فذهبوا به للسوق وعرضوا عليه المراضع، فرأته أُخته وقالت لهم: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ)،[٣] فرجع إلى أُمّه وأرضعته، فَقَبِلها وفرحت به فرحاً شديداً، وصرفوا لها مالاً مُقابل النّفقة والكِسوة،[٤] وقد نشأ موسى -عليه السلام- في بيت فرعون وتربّى فيه، ولكنّه كان ساخطاً من معاملة فرعون لقومه، حيث كان يضطهدهم ويعذّبهم، وكان موسى -عليه السلام- يُدافع عنهم باستمرار.[٥]