‘);
}

تعريف التخطيط الماليّ

يسعى الإنسان باحثاً عن الطُرق المُؤدِّية إلى حالة الاستقرار في مختلف شُؤون حياته، بدءاً بالأساسيَّات، كالصحَّة، والتعليم، والأمان، وضمان الحُرِّيات، والحقوق، والمُستوى المعيشيّ الكريم، والمكانة الاجتماعيّة، وانتهاءً بالكماليّات المُتنوِّعة، عِلماً بأنَّ هذه المُكوِّنات كلّها تُشكِّل سلسلة مُترابِطة لا تنفكُّ حلقاتها، ولا تتعارض، ومن الجدير بالذكر أنَّ بعض نواحي الحياة مُرتكزٌ على بعضها الآخر، ولعلَّ حجر الأساس في هذا السياق هو ضمان الدَّخل المُمتاز على المُستوى الشخصيّ، والأُسَريّ، والسَّعي المُستمِرّ لزيادته، وترشيد استهلاكه؛ ولذلك فإنَّ التخطيط الماليّ يتطلَّب أوّلاً المعرفة في قوانين الإدارة الماليّة، ومهارات التخطيط، واتّخاذ القرار بحكمة، ومَسؤوليّة، وتأنٍّ.[١][٢]

إنّ التخطيط الماليّ ليس ضرباً من ضُروب الترَف المعرفيّ، وليس خُطوَة اختياريّة للوصُول إلى النجاح الماليّ على المُستوى الشخصيّ، أو الأُسَريّ، بل إنَّه بمثابة الملفّ الشخصيّ الذي يضع الشخص في صُورة وضعه الماليّ حاليّاً، وهو يسير به نحو تطوير المُستوى الماليّ مُستقبلاً بمُؤشِّرات، وأهداف واضحة، وقابلة للقياس ضمن جدول زمنيٍّ مُحدَّد، وبذلك يكون التخطيط الماليّ أشبه ما يكون بخارطة واضحة المعالِم من نقطة بدايتها في الحاضر حتى نهايتها في المستقبل المُحدَّد بموعد تحقيق أهدافها، مروراً بنقاط التقييم، والقياس الدوريّ لحجم المصروفات، ونسبة الدَّخل، والمُدَّخرات، والديون، ومن الجدير بالذكر أنَّ تطبيق مفهوم التخطيط الماليّ هو أساس نجاح كلّ استثمار نراه من حولنا.[١]