‘);
}

نبي الله هود

جرت العادة أن يبعث الله -تعالى- حيناً بعد حين نبيّاً إلى البشر، يهديهم سبيل ربهم، ويذكّرهم بالتوحيد الذي كان عليه من قبلهم، فبعد نجاة نوح -عليه السلام- ومن آمن معه في الفلك، مكث الناس موحدين لله -سبحانه- فترةً من الزمن، ثمّ حين ظهر فيهم الفساد والشرك أرسل الله -تعالى- نبيه هود عليه السلام، ليُعيد الناس إلى التوحيد، وقد ورد أنّ نبي الله هود -عليه السلام- أصله عربيّ، واسمه هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عَوص بن إرم بن سام بن نوح، وورد عنه غير ذلك، ولقد ذُكر هود -عليه السلام- في القرآن الكريم سبع مرّاتٍ، في سورٍ مختلفةٍ لخّصت قصة دعوته في قومه، قال الله تعالى: (وإلى عادٍ أخاهُم هُودًا قالَ يا قومِ اعبُدوا اللهَ ما لكُم مِنْ إلهٍ غيرهُ أفلا تتَّقون)،[١] فكان قد حمل مسؤولية الدعوة على عاتقه بحقّها، فأكثر من المحاولات والأساليب لدعوة قومه، وصبر على كفرهم حتى أذن الله بإهلاكهم، وأمّا في موقع قبر هود -عليه السلام- فاختلف في ذلك، فقيل إنّه في حضرموت باليمن، وقيل في دمشق في الشام، وقيل في مكة، وقيل غير ذلك.[٢][٣]

سكن قوم عاد

جاء ذكر مساكن قوم عاد في القرآن الكريم، بقول الله تعالى: (واذكر أخا عادٍ إذ أنذَرَ قومهُ بالأحقافِ وقدْ خَلتِ النُّذُرُ مِن بينِ يديهِ ومن خلفهِ ألا تعبُدوا إلا اللهَ إنِّي أخافُ عليكم عذابَ يومٍ عظيمٍ)،[٤] وقوم عاد هم من القبائل العربية التي سكنت اليمن، وفي الأخصّ في أرض الأحقاف، والأحقاف تحديداً هي الرمل فيما بين عُمان وحضرموت من أرض اليمن، بأرضٍ يقال لها الشحر، ولقد ورد أنّ قوم عاد كانوا ثلاثة عشرة قبيلةً، قد آتاهم الله مدداً، وقوة عظيمةً في البدن والخِلقة، وبسط لهم في عظامهم وأجسامهم، حتى قيل إنّ أطولهم كان طوله مئة ذراعٍ، وأقصرهم بلغ ستين ذراعاً، وبسبب تلك الخلقة العظيمة والقوة الباهرة فقد تميّزوا بالعمران الضخمة المتينة، والقصور الشامخة العالية، قال الله -تعالى- في وصف قوتهم وعمرانهم: (واذكروا إذ جَعَلَكُم خُلفاء من بعدِ قومِ نوحٍ وزادكُم في الخَلقِ بسطةً)،[٥] وقال أيضاً: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ*إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ*الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ)،[٦] لكنّ قوم عاد مع جزيل عطاء الله -تعالى- لهم طغوا وبغوا في البلاد، وأشركوا بالله سبحانه، ولم يمتثلوا لأمر نبيهم هود عليه السلام، وبقوا على ذلك حتى نزل فيهم العقاب من الله سبحانه.[٢]