التجريدية العفوية في لوحات الطفلة المغربية فاتنة بازين

■ تتمتع الطفلة فاتنة بازين بقدرات إبداعية خاصة، وموهبة في فن الرسم. وقد قادها شغفها بفن الرسم لأن تتفاعل مع القماش، وتمارس عليه حبها للألوان بنوع من التعبير والتجريد، ليتأكد من خلال متابعتها أنها تسوي عملية بناء الفضاء على نحو من الفاعلية الفنية، والتوظيف التشكيلي، وفق علاقات الربط للواقع المرئي والحسي مع المتخيل؛ وهي تجسد […]

التجريدية العفوية في لوحات الطفلة المغربية فاتنة بازين

[wpcc-script type=”ea21be5b527be499a679e4b5-text/javascript”]

■ تتمتع الطفلة فاتنة بازين بقدرات إبداعية خاصة، وموهبة في فن الرسم. وقد قادها شغفها بفن الرسم لأن تتفاعل مع القماش، وتمارس عليه حبها للألوان بنوع من التعبير والتجريد، ليتأكد من خلال متابعتها أنها تسوي عملية بناء الفضاء على نحو من الفاعلية الفنية، والتوظيف التشكيلي، وفق علاقات الربط للواقع المرئي والحسي مع المتخيل؛ وهي تجسد ذلك بزخم لوني وشكلي، لتدخل في تعبير كثيف، مليء بالرمزية والعلامات اللونية، ذات المعالم الإيحائية، وتدجج المساحة بمزيج من العناصر التي تتقارب أحيانا، وتتفارق أحيانا أخرى حسب رغبتها، وهي بذلك تشكل مساحة لونية بأبعاد جمالية تؤطرها السيولة اللونية والتلقائية المطلقة، باعتمادات كبيرة للطلاء والضربات الصباغية، التي تستحوذ على معظم الفضاء، لتغلق كل منافذه، بكثافة لونية يغلب عليها التنوع، وبتركيبة فنية تتناغم فيها مقومات العمل الإبداعي، الذي يوحي بالحركة، ويبعث موسيقى تتماشى وإيقاع الحركات اللونية. ويتمظهر هذا بعمق في الطبقات الخفيفة، وفي الأشكال المتنوعة التي تملأ كل الفضاء، وفي الكتل اللونية التي تضمر العديد من التعابير، بصياغة تأخذ بعين الاعتبار المكونات الفنية، فتحرك تلك الكتل عن طريق بعث الحرارة النابعة من الألوان الدافئة أحيانا؛ وبنوع من الهدوء والسكينة توظف الألوان الباردة أحيانا أخرى. وبذلك تتمظهر لوحاتها انعكاسا لمخيلتها التي تبعث مجموعة من التعابير بانسيابية وعفوية وتلقائية، لتشكل مساحة إبداعية ذات جماليات مليئة بالألغاز والتعابير.
إنها طريقتها في التعبير، وهي في سن مبكرة جدا، فمن خلال رصد القيمة التشكيلية تتمظهر الأبعاد الجمالية، وتتبادر المضامين المضمرة في أعمالها. وبذلك فهي تتغيا تلقائيا مسلكا تشكيليا متوهجا تبسط من خلاله مجموعة من العلاقات اللونية، والأشكال التعبيرية، والتداخلات الرمزية، وتروم الكثافة اللونية، فتبني مجالا تشكيليا مثقلا بالإيحاءات، بتجريدية عفوية، وانصهار كامل في التعبير بمفردات تشكيلية تلقائية، وهو ما يجعل منها ظاهرة تشكيلية.

٭ كاتب مغربي

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *