جماليّة تقنية الكولاج في أعمال المغربي توفيق السائح

سيظل الفن التشكيلي فنا رحبا يستوعب المستجدات التجريبية من هذا الفن أو ذاك، وبالتالي الأجدر على تجسيد الرؤى الإبداعية، وفق اجتهادات الفنانين قديما وحديثا، وعبر خامات تتعدد بدورها لتعاضد هذا الفن الجميل في أبعاده الرائعة. وتأتي تقنية (الكولاج) ـ قص ولصق خامات متنوعة للحصول على ملمح تشكيلي محدد ـ لتؤكد قدرة المخيلة الفنية على الابتكار […]

جماليّة تقنية الكولاج في أعمال المغربي توفيق السائح

[wpcc-script type=”bfa9afd653fdaf1013ed71c7-text/javascript”]

سيظل الفن التشكيلي فنا رحبا يستوعب المستجدات التجريبية من هذا الفن أو ذاك، وبالتالي الأجدر على تجسيد الرؤى الإبداعية، وفق اجتهادات الفنانين قديما وحديثا، وعبر خامات تتعدد بدورها لتعاضد هذا الفن الجميل في أبعاده الرائعة. وتأتي تقنية (الكولاج) ـ قص ولصق خامات متنوعة للحصول على ملمح تشكيلي محدد ـ لتؤكد قدرة المخيلة الفنية على الابتكار والإبداع حد الدهشة.
وقد برع فنانون غربيون وعرب وغيرهم، في الإبداع عبر الكولاج، ومن هؤلاء التشكيلي المغربي توفيق السائح الذي جرّب الكثير من الاتجاهات الفنية في المجال التشكيلي، قبل ان يرسو به مساره الإبداعي في اتخاذ الكولاج طريقة وأسلوبا في التعبير، إضافة إلى أنه يوفر للفنان الألوان، التي قد لا يجدها بسهولة وهو يخلط بين هذا اللون أو ذاك، وقد لا يفلح في مسعاه.

جماليات تقنية

يبدو على لوحات توفيق السائح أنها دقيقة الاختيارات في القص لجزئيات الجرائد، التي يشتغل على قصاصاتها، جزئيات ينجز بها الظلال والأشكال والقسمات والخلفيات، وكل الفضاءات التي يختارها لمفردات أعماله، كذلك ومن خلال هذه التقنية تتنوع أعمال الفنان، فقد أنجز لوحات في مجال البورتريه، والمعمار، والتجريد والطبيعة الصامتة وغيرها من المجالات، وكلها تبرز بصمته الخاصة في هذا الميدان.

المونتاج التصويري

وتأتي لوحات وأعمال السائح من خلال ما يمكن أن يطلق عليه (المونتاج التصويري) بناء على معطيات يبحث عنها في هذه الصورة أو تلك، أو في هذا اللون أو ذاك، وإذا كان «الكولاج» فنا منفتحا إزاء الكثير من الخامات (الأشرطة، القماش، الزجاج، الخشب، الطين) فإن الفنان اقتصر في هذه المرحلة من تجاربه الفنية على الورق، وربما في مرحلة آتية سيجرب غير الورق من الخامات، بحثا وتحقيقا لمزيد من الاكتشاف الإبداعي في مجال «الكولاج». وما يلاحظ على أعمال هذا الفنان عدم اتجاهه في جل إبداعاته اتجاها تجريديا علما بأن «الكولاج» كفن، كان في بدايته مرتكزا على التجريد، فبابلو بيكاسو الذي يعتبر أول من لجأ إلى إدخال الكولاج في الفن التشكيلي، كانت أعماله في ذلك تجريدية وسيريالية، وقد سار على منواله فنانو السيريالية. فتوفيق السائح لا يرسم سوى المفردات المألوفة في الواقع (بنايات، سفنا، فواكه، وجوها) وهو في ذلك يبرز تمكنه في اختيارات موضوعاته وتقنيات تنفيذها من خلال مخيلة إبداعية رحبة.

٭ تشكيلي مغربي

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *