عزيزة علي

عمان- صدر لمدير البحث والتوثيق بوزارة الأوقاف الفلسطينية محمد ذياب أبوصالح كتاب بعنوان “مدينة الخليل- وجوهرتها المسجد الإبراهيمي الشريف”، الذي قامت بطباعته ونشره وتوزيعه جمعية خليل الرحمن في مدينة العقبة الأردنية من أجل الحفاظ على إرث المدينة والمسجد الإبراهيمي.
يقول أبو صالح “إن جميع الأسماء التي أطلقت وسميت بها مدينة الخليل هي أسماء تعود في أصولها إلى اللغة الكنعانية، التي هي من اللغات السامية القديمة قبل ظهور بني إسرائيل على مسرح الأحداث. وإن بلاد فلسطين كانت ذات شعب وحضارة ومدن عامرة قبل آلاف السنين”.
جاء الكتاب في ثلاثة أبواب وفصول، الباب الأول أفرده المؤلف للحديث عن هذه المدينة وجذورها التاريحية القديمة وأنها مدينة عربية منذ نشأتها الأولى؛ أي قبل ما يربو على خسمة آلاف وخمسمائة عام والحضارات التي مرت عليها ومجيء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام إليها قبل أربعة آلاف عام ودفنه وزوجه وأولاده المكرمين وأزواجهم في المغارة السرمدية الواقعة تحت المسجد الإبراهيمي الشريف.
ويتحدث عن الأسماء وكيف أطلقت على هذه المدينة وما هي إلا أسماء عربية موغلة في القديم ولا لأحد شأن في أن يجيرها لأمة غير العرب، كما بينت الحالة السياسية التي مرت على هذه المدينة.
وفي الباب الثاني، يتناول فيها المسجد الإبراهيمي الشريف، وهو جوهرة هذه المدينة، ولولا هذا المسجد وبما يحويه من أحداث المفضولين من الأنبياء والمرسلين لما كان لهذه المدينة من أثر يذكر فكان هذا المسجد هبة هذا البلد، مبينا أن كل حضارة إسلامية مرت على هذا المسجد تركت فيه من إرث حضاري منذ الفتوحات الإسلامية حتى وقتنا الحاضر، مبينا ما يحوي هذا المسجد من كنوز، ومصليات ومؤسسات تابعة له.
وللحديث عن المسجد وملحقاته جاء الباب الثالث؛ حيث أشار الى ملحقات المسجد وما يتبعها من زوايا وتكايا وحمامات ومقامات وآبار؛ حيث إن جميع هذه الملحقات كانت وما تزال تابعة لهذا المسجد المبارك. وهناك فصل كامل عن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد منذ اللحظة التي اجتاح فيها الكيان الصهيوني هذه المدينة وما جرى عليه من تغييرات تكللت بالمجزرة الرهيبة التي ارتكبها المجرم جولودشتاين في العام 1994، والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء داخل المسجد ليلة الجمعة في 15 رمضان، وهم ركع سجود وما اتخذته السلطات الإسرائيلية من إجراءات تم على إثرها تقسيم هذا المسجد زمانيا ومكانيا، وتحول الجزء الأكبر منه إلى كنيس يهودي وللمرة الأولى في تاريخ الإسلام والمسلمين يتحول جزء من مسجد إسلامي إلى كنيس يهودي.
ويبين المؤلف أن الحضارة العربية الإسلامية استمرت متواصلة العطاء في مدينة الخليل خاصة “التي تعد من أقدم مدن التاريخ”، وفي فلسطين بشكل عام منذ عصور موغلة في القدم ولم يكن لأي أمة أخرى أي أثر أدى إلى طمس هذه الحضارة العريقة فبقيت متواصلة العطاء، موفورة الازدهار تنبض في ثناياها روح الإسلام العريق، لافتا الى ثبوت هذه الحقيقة بالوثائق التاريخية والأدلة الأثرية والحقائق الواقعية، أن شعب فلسطين عاش في بلاده منذ آلاف السنين وبقي اسمه علما على هذه البلاد.
ويتحدث أبوصالح عن الشعب الفلسطيني الذي عاش في بلاده كبقية شعوب الأرض حتى ظهر الفكر الصهيوني المدعوم من قبل الإمبريالية العالمية، فعمدت الى زرع دولة الكيان الإسرائيلي مكان الشعب الفلسطيني واجتثاثه من أرضه وتشتيته في بقاع المعمورة، وتغيير معالم الأرض وسحق الإنسان وتدمير المقدسات وحرق الأقصى والهجوم بشكل مسعور على الأرض وذبح المسلمين في المسجد الإبراهيمي الشريف.
ويذكر أن المؤلف محمد ذياب أبوصالح هو عضو الهيئة الإسلامية العليا/ القدس، وعضو اتحاد الكتاب والشعراء الفلسطينيين، وعضو المؤرخين الفلسطينيين في القرن العشرين، صدر له اثنا عشر كتابا، حاصل على جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للإبداع والتميز.