ماذا تعني الإمبريالية

‘);
}

نشأة الإمبريالية

يعتقد البعض أنّ الإمبريالية نشأت في القرن التاسع عشر بالتزامن مع ظهور الاحتلال العسكريّ ونشوء الفكر الاشتراكيّ، والصحيح أنّها نشأت منذ نشوء الحضارة الأولى، إلّا أنّها تبلورت مع التطوّر الحضاريّ للإنسانية.

نشأت الإمبريالية مع نشوء المجتمع المدنيّ الأول كإحدى النتائج العرضية للعلاقات السائدة في ذلك المجتمع، والمؤدية إلى ظهور الطبقات المتمثلة في الملوك والعبيد، إنّ هذه الطبقات هي المحرّك الأول لتشكيل مفهوم الإمبريالية وظهورها، ثمّ توسّعت الإمبريالية لتنتقل من مفهومها الضمنيّ للمجتمع وتصل إلى المفهوم الخارجيّ الذي يسيطر على العلاقات بين المجتمعات، بحيث تكون العلاقات السائدة بينها هي علاقات إمبريالية قائمة على النفع والمصلحة من طرف واحد عن طريق استغلال القوّة والانتهازية وضعف الطرف الآخر.

الإمبريالية قديماً وحديثاً

قديماً شارك رجال الدين والسلطات الاستعمارية في تغيير المفاهيم العقائدية للشعوب الضعيفة؛ أمّا حديثاً فقد أصبحت وسائل الاتصال الجماهيريّ، ونظام التعليم العالي، والمنظمات غير الحكومية المموّلة من قبل الإمبراطورية ودعاية الفاتكان جميعها تنشئ النموذج السياسيّ الذي يُطلق على الخضوع وصف التحديث، ويطلق على الاستعمار الجديد مفهوم العولمة.

حديثاً وبعكس الماضي تستولي السلطة الإمبريالية على جميع المناطق الجغرافية ومظاهر الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وأصبحت الشركات متعددة الجنسية والبنوك لا تسيطر على أسواق البضائع، والأسواق المالية، والشبكات التجارية المحلية والعالمية فقط، إنّما تسيطر أيضاً على الصناعة الوراثية للأغذية، وإنتاج المنتجات الثقافية وتسويقها للجمهور.

تطور الإمبرالية

إنّ الإمبريالية أصبحت أكثر قوةً وانتشاراً مع تطوّر الرأسماليين العالميين، فقد أصبحت الدول الإمبريالية تستخدم المزيد من الموظفين لإنشاء الأسواق وجمع مبالغ هائلة لتمويل زبائنها من الدول التي تُعاني من أزمات اقتصادية، وتُرسل أفضل خبرائها البنكيين للتفاوض حول الديون وزيادة الأموال المخصصة لهم لتعزيز قدراتهم العسكرية والتجسسية وتدمير الأعداء، كما تقدّم الدول الإمبريالية مساعدات للجيوش الصغيرة من المفكّرين أو الأيديولوجيين الذين لا ولاء وطنيّ لديهم.