«لحظات مسروقة» للعراقي يمام نبيل… فوتوغرافيا المنفى وحكايات عن الناس والمكان

«لقد كان طريقا وحيدا ــ الطريق إلى الأسرة ــ كتب أبي، لكنه لم يود بنا إلا إلى فراغ المنفى» أقيم مؤخراً في غاليري After Nyne في لندن معرض للمصور الفوتوغرافي يمام نبيل، وهو معرضه الثالث بعد معرضين أقامهما في لندن وبودابست. ويواصل نبيل تتبع لقطات حالة المنفى التي تلازمه كظله. نبيل من مواليد بغداد عام […]

«لحظات مسروقة» للعراقي يمام نبيل… فوتوغرافيا المنفى وحكايات عن الناس والمكان

[wpcc-script type=”29578be99b384cc456ae6a25-text/javascript”]

«لقد كان طريقا وحيدا ــ الطريق إلى الأسرة ــ كتب أبي، لكنه لم يود بنا إلا إلى فراغ المنفى»

أقيم مؤخراً في غاليري After Nyne   في لندن معرض للمصور الفوتوغرافي يمام نبيل، وهو معرضه الثالث بعد معرضين أقامهما في لندن وبودابست. ويواصل نبيل تتبع لقطات حالة المنفى التي تلازمه كظله. نبيل من مواليد بغداد عام 1976، هاجرت أسرته إلى هنغاريا في ثمانينيات القرن العشرين، ويعيش الآن في لندن. ضم المعرض عشرين صورة ظهرت من خلالها شوارع وناس باريس ولندن وبودابست والقاهرة، ناس يختلفون في كل شيء، ويتوحدون في حكايات يمكن سردها من خلال وجوههم وحركاتهم، وعلاقاتهم بالمكان، سواء مقهى، أو وسيلة من وسائل المواصلات، أو حتى امرأة تنتظر، ويمكن للمتلقي أن يخمن حكايتها. إلا أن المسيطر على هذه اللقطات هو أنها قبضت على لحظات أصحابها الشاردة، لحظات من الغفلة، التي وإن اكتشفوها لأدركوا المأساة.

تقنية اللقطات

يحاول يمام من خلال لقطاته أن يحكي حكاية، لذا تُعاد صياغة اللقطة حتى تتوافق والحكاية التي يريدها، وفي شكل غير مباشر في أغلب الأحيان. ومن خلال إطارات تتضاعف بفضل طبيعة المكان ــ نافذة في الغالب ــ يتم سرد الحكاية. فدائماً ما نجد لحظات عابرة تحاول كسر هذه الأُطر، أو القيود، هنا تصبح نظرة العين هي القادرة على الفرار، أو التفكير في مكان وعالم آخر، أرض أخرى بمعنى أدق. ومنه تتأكد فكرة (المنفى) التي يحياها الفنان، ويحاول جاهداً تجسيدها من خلال لقطاته. فكرة اختلاس اللحظة أو ــ سرقتها ــ كما أحب أن يطلق الرجل على معرضه.

فكرة السرد

ينطلق نبيل من منطق سردي يحاول أن يسبغه على لقطاته، فلم يكتف باللقطة منفردة تعبّر عن نفسها، بل أضاف إلى كل لقطة انطباعاته التي تقترب من السرد الأدبي، حتى إن كانت هذه الانطباعات تثقل بعض الشيء محتوى اللقطة، أو تحاول بشكل ما أن تفرض رؤية صاحبها وتختصر التأويلات في هذه العبارات، إلا أنها تعد محاولة لتأكيد الفكرة بالصورة والكلمة. يتضح هذا من العناوين المختارة لكل لقطة، مثل.. اختفاء، وهم، لا يمكن إصلاحه، تلاشي، حقيقتي، ومنفى. وكأنها أغنية طويلة أراد أن تشاركه بها كل هذه الوجوه والأجساد التائهة، رغم ما يبدو على بعضها من استقرار وهدوء مزعوم. حتى فكرة تواجد أكثر من أحد في مقهى مثلاً، والاختباء خلف حالة التشارك في شيء، ولو حتى للحظة، إلا أن الرحيل أو الفناء أو انتهاء هذا اللقاء هو الشيء الوحيد المؤكد من اللقطة.
من ناحية أخرى يبدو الاختلاف بين الناس موضوع الصورة، وتنوعهم كفئات متباينة، من راكبة عربة قطار في مدينة أوروبية وصولاً إلى أسرة مصرية لم تجد إلا وسيلة المواصلات الأشهر الآن في القاهرة (التوك توك)، كلهم في لحظات تمثل الانتقال وعدم الاستقرار، رغم ما قد يبدو على وجوههم من شبه ابتسام. «أنا حارس الأغنية التي لا يرغب أحد في سماعها، أنا أخر الناجين في أرض الأحلام الميتة».

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *