معرض «وجه الصحراء» للمصري وائل عابد: الطبيعة ترسم لوحاتها

القاهرة ــ «القدس العربي»: سيظل إيقاع الصحراء يخلق جماليات لا تحصى، ما هي إلا محاولة الاقتراب منها واكتشافها. رمال وجبال وصخور مختلفة ألوانها خلقت لغة خاصة، أتاحت للقليل فك شيفرتها. يأتي معرض الموثِق والمصور الفوتوغرافي وائل عابد، المقام في غاليري بيكاسو في القاهرة، والمعنون بـ «وجه الصحراء» لينقل بعضا من أجواء هذا العالم شبه الخفي […]

معرض «وجه الصحراء» للمصري وائل عابد: الطبيعة ترسم لوحاتها

[wpcc-script type=”daf9b72ee59123aea0b7af82-text/javascript”]

القاهرة ــ «القدس العربي»: سيظل إيقاع الصحراء يخلق جماليات لا تحصى، ما هي إلا محاولة الاقتراب منها واكتشافها. رمال وجبال وصخور مختلفة ألوانها خلقت لغة خاصة، أتاحت للقليل فك شيفرتها.

يأتي معرض الموثِق والمصور الفوتوغرافي وائل عابد، المقام في غاليري بيكاسو في القاهرة، والمعنون بـ «وجه الصحراء» لينقل بعضا من أجواء هذا العالم شبه الخفي من الصحراء الغربية المصرية، حيث تتنقل اللقطات بين ما خطّه الإنسان البدائي فوق الكهوف وعلى الصخور، مصوراً نضالاته اليومية وانتصاراته على قسوة الطبيعة، إضافة إلى استعراض قوة عقله في ترويض الحيوانات، وجعلها تحت إمرته. من ناحية أخرى تأتي الطبيعة لتعبّر عن نفسها، من خلال تحويل هذه الصخور الصمّاء ــ أو هكذا تبدو ــ إلى لوحات متباينة الألوان. حالة من الفن لم تعتده العين، مجهول صاحبه، بدون الجهل بموهبته.

الوجود

قبل أن تتشكل الدولة المصرية بكثير، كانت الكهوف هي المأوى، ورغم قسوة الحياة، إلا أن هذا الإنسان لم ينس الفن، هنا بدأ يسجل في لمسات فنية لوحات بأدوات بدائية تخليداً واحتفاء بما صنع. الأمر يستتبع ضرورة الفن بالنسبة لهذا الإنسان، فهو لم يكتف بمأكل ومشرب وملبس، بل حتى لم يأمن من خوف، إلا أن الفن كان هو المأمن، ولحظات من السعادة أصرّ على تخليدها فوق الصخور. واللافت للنظر في هذه الرسومات/اللوحات هو رهافة الحِس الفني، وملاحظة الكثير من التطور على هذه الرسومات، فمن خطوط تميل إلى التجريد، إلى محاولة أدق وأقوى من التجسيد لما يحيا في ظله، كذلك إن كانت بعض الرسومات تقتصر على الحيوانات المتنوعة، التي نجح في استئناسها، إلا أنه في بعضها الآخر رسم شخوصاً من قبيلته أو عائلته، مجموعة متراصة وبيدها أدواتها للصيد، كذلك لم ينس الفنان المجهول أن يحتفي بالمرأة ويخلدها.

الطبيعة ترسم

وبجانب ما أنتجه الإنسان البدائي من فن، تأتي الطبيعة لترسم بدورها لوحاتها فوق الصخور، وتصبح أدواتها الرياح والأمطار ــ عوامل التعرية ــ لتتباين الألوان وتُنتج لوحات تثير الدهشة. ففي بعض اللوحات/اللقطات يتفتت جزء من الحجر، كاشفاً عن باطنه، حيث تتسرب حبّات من الرمال وتكاد تفر أو تهرب لتواجه الشمس. أما التباينات أو التموجات اللونية التي تشبه دوامات البحر، فهي هنا في الصحراء، رمال وصخور تنحتها الطبيعة وتعيد صياغتها في لغة لونية في درجة قصوى من التناغم، وهو ما يُشبه حديثاً فكرة تأثير اللون والمساحات اللونية على المتلقي.

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *