حوار مع الإعلامي والأكاديمي د. مالك الأحمد

حوار مع الإعلامي والأكاديمي د مالك الأحمد هو حاصل على الدكتوراهفي الهندسة من بريطانيا عام 1987 يعمل أستاذا مشاركا وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود وعضو نقابة الصحفيين العالمية بباريس وعضو الجمعية السعودية للاتصال والإعلام ومستشارا وخبيرا إعلاميا وكاتبا صحفيا ويرأس تحرير مجلة الأسرة ومجلة سنان ويشرف..

حوار مع الإعلامي والأكاديمي د. مالك الأحمد

 

هو حاصل على الدكتوراه  في الهندسة من بريطانيا عام 1987، يعمل أستاذاً مشاركاً وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، وعضو نقابة الصحفيين العالمية بباريس، وعضو الجمعية السعودية للاتصال والإعلام ، ومستشاراً وخبيراً إعلامياً وكاتباً صحفياً.
ويرأس تحرير مجلة الأسرة ومجلة سنان ، ويشرف على تحرير مجلة شباب ، وصحيفة المحايد، له العديد من الإصدارات مثل:
1-“نحو مشروع مجلة هادفة للأطفال” الدوحة 2000 (كتاب الأمة).
2. كتاب “دنيا ” :تقارير و دراسات اجتماعية1998
3. كتاب “العولمة في الإعلام” : تقديم ومراجعة وإشراف وتصحيح 2003
4. كتاب ” الإعلام الإسلامي “: تحت الإعداد
5. كتاب “كيف تصدر مجلة” : جاهز للطبع
6. كتاب “الجزيرة العربية بين التاريخ و الجغرافيا” مع مجموعة من الباحثين، الدوحة 2003
7. كتاب ” العولمة” مع مجموعة من الباحثين ، الدوحة 2004
8.   كتاب “المسلمون في الغرب بعد 11 سنتمبر”مع مجموعة من الباحثين ، الدوحة 2005
9. كتاب “درجات النجاح وسلم السعادة ” جاهز للنشر
يسرنا نقل هذا الحوار من موقعه بشئ من التصرف اليسير:
 
*كيف ومتى علاقتك بالكتابة؟size=3>
كانت لدينا مكتبة عامرة مما شجعني – ابتداء- على القراءة واكتشفت في المرحلة المتوسطة قدرتي الجيدة على الكتابة وكانت مادة التعبير والإنشاء من المواد المحببة إلي وغالبا أحصل فيها على العلامة الكاملة وحصلت على جائزة في الكتابة على مستوى المدارس. بالطبع هناك علاقة بين الكتابة وحب القراءة والاطلاع والإعلام .
 
*متى وأين بدايات الكتابة كانت معك؟size=3>
بعد حصولي على الدكتوراة شاركت في الكتابة في مجلة البيان الثقافية وكانت المجلة ناشئة ومن ثم اقتربت من الإعلام أكثر عندما توليت مسؤولية مكتب المجلة في الرياض .
النقلة الحقيقية للإعلام كانت عند إنشاء مجلة الأسرة .
مثلث الأسرة – بالنسبة إلي – تجربة ثرية وفريدة تعلمت من خلالها أساليب إنشاء المجلات وإدارتها فضلا عن التحرير والشؤون الفنية .
تعلمت أنظمة الطباعة وأنواع الورق وبرامج النشر الصحفي وأساليب الإخراج ونوع الخطوط .
تعرفت على أعداد ضخمة من المحررين والعاملين في مجالات الإعلام وحضرت أكبر مؤتمر عالمي للمجلات في نيويورك واستفدت كثيرا من لقاءاتي بالمختصين.
 
*كيف ترى الصحافة الإسلامية؟size=3>
الصحافة الإسلامية تجربة جديدة غضة عمرها لا يتجاوز العقدين ولا تقارن بالصحافة الأخرى التي تجاوزت القرن .
الصحافة الإسلامية – برؤية شمولية – بدأت متأخرة حتى عن الصحوة الإسلامية وركزت في بداية نشأتها على النمط الدعوي الوعظي المباشر .
مستوى الصحافة الإسلامية حاليا لم يتطور مقارنة بالمجالات الأخرى للمؤسسات والجهات الدعوية والإسلامية كالإدارية والفكرية بل بعض المجلات تتدهور في المستوى التحريري .
الصحافة الإسلامية عانت من مجموعة من العناصر منها صعوبة الحصول على ترخيص إضافة إلى مستوى الرقابة الإعلامي العالمي .
إضافة لذلك حساسية الكثير من المتدينين في بعض الجوانب ذات الطبيعة الإعلامية ولا ننسى قلة الإمكانات في الجوانب المالية وقلة بل وندرة الطاقات البشرية المتخصصة وذات الخبرة في المجال الإعلامي . وأخيرا التداخل الحاد بين الرؤية المطبوعة كمنتج يباع وذو عائد مادي وبين النظرة الدعوية البحتة .
جميع هذه العوامل أثرت في الصحافة الإسلامية لكن التجربة نجحت إلى حد معقول مقارنة بالظروف والإمكانات وإن كان المأمول أكبر بكثير من الواقع الحالي .
 
*ما هي تجربتكم مع المحايد؟size=3>
المحايد كانت تجربة ثرية في الصحافة الهادفة وكان يرجى أن تتحول إلى يومية لكن الظروف المادية لم تسمح بذلك .
كانت المحايد تجربة فريدة في الصحافة السعودية الجادة حيث الصدور الأسبوعي مع التحديات التحريرية الضخمة التي رافقت ذلك . حاولت التنافس مع الصحف الأسبوعية الأخرى والتي غلب عليها الطبيعة الصفراء ، كما حاولت منافسة الصحف اليومية ذات الإمكانيات البشرية والمالية والفنية فضلا عن ميزة الإصدار المحلي .
لم تصمد المحايد لأن المعلنين لم يقتنعوا بهذه الصيغة (أسبوعية ، هادفة ، جادة) فضلا عن سيطرة لوبي ماروني للإعلانات مما يجعل حتى الصحيفة الناجحة توزيعيا تعاني إعلانيا.
 
*نود الحديث عن الإصدارات الإعلامية والأمن الثقافي؟size=3>
إصدار الصحف والمجلات مازال مرهونا بوزارات الإعلام في العالم العربي والتي – في الغالب – يسيطر عليها هاجس الأمن الثقافي بمعنى أن القائمين عليها يرون أنهم مسئولون عن جماهير الناس وما يصل إليهم من محتوى فضلا عن الحساسية المفرطة في الجانب السياسي سواء في نقل الخبر أو التحليل فضلا عن المقالات ، لذلك نجد أن الصحافة العربية – ومنها السعودية – لم تتطور بما يتناسب مع التطور الاجتماعي والثقافي واستمرت يسيطر عليها هاجس وزارات الإعلام من جهة وإدارات التحرير (غير المستقلة غالبا) واقصد هنا التطور في المحتوى وصياغته والأهداف التحريرية وخدمة المجتمع المحلي وليس الجانب الفني .
أما بالنسبة للفضائيات فأرى – شخصيا – رغم السلبيات الكثيرة حاليا ، إلا أنها مثلت فتحا إعلاميا ومثلت التقنية وسيلة فعالة لوصول الرسالة الإعلامية بسهولة وبتكلفة يسيرة .
سهولة إنشاء القنوات الفضائية أتى من تحررها من قيود وزارات الإعلام ووجود المناطق الحرة – نسبيا – فضلا عن إمكانية البث من خارج العالم العربي ( في حال المنع أو الإيقاف كما حصل لبعض القنوات ) .
بالطبع صدرت وثيقة لتنظيم البث الفضائي (أصدرها وزراء الإعلام بناء على توجيهات من وزراء الداخلية ) وفيها الكثير من الايجابيات لكنها تحوي أيضا على العديد من السلبيات ومثلت محاولة جديدة (لا أظنها ستنجح) لإعادة هذه الفضائيات لحظيرة وزارات الإعلام العربية .
 
*كيف ترى واقع القنوات الإسلامية؟size=3>
القنوات الإسلامية شأنها شأن الصحافة الإسلامية تجربة جديدة وحديثة بل التحديات أمامها أكبر من الصحافة .
لقد نجحت بعض الفضائيات الإسلامية كالمجد في السعودية والناس في مصر رغم الضعف الفني وغياب برامج المنوعات الجاذب لسبب بسيط وهو أن الناس في حاجة إلى الدين وفي حاجة لتعلمه وهناك أجيال من العرب (في بعض البلدان) مصدرهم شبه الوحيد عن الدين هو هذه القنوات .
فالقنوات الإسلامية غطت حاجة لجمهور عريض مع أمانة عالية في المحتوى ، وللعلم فان قناة الناس قبل سنه كانت أكثر القنوات مشاهدة في مصر (تغير الوضع حاليا) رغم توفر المئات من القنوات ومصدري في هذه المعلومات جهات مصرية شبه رسمية وإحصاءات لبعض الجهات البحثية المستقلة .
هذه القنوات جذبت نوعية معينة من المشاهدين ولم تجذب الجميع ، وجذبتهم في أوقت ولم تستطع أن تحافظ عليهم لأسباب كثيرة أبرزها أن جهاز التلفاز هو جهاز تسلية ولتحويله إلى جهاز معرفي وثقافي فان هذا الأمر يحتاج لجهود ضخمة فنية وبرامجية يصعب على القنوات الإسلامية إدراكها فضلا عن تنفيذها .
 
*نرى تزايد القنوات العربية فما أسباب ذلك في نظرك؟size=3>
الفضائيات العربية تتزايد للأسباب التالية :
–         الوفرة المالية
–         حب الظهور الإعلامي لدى بعض رجال الأعمال .
–         سهولة التراخيص
–         تيسر التقنية
وهي ظاهرة طبيعية لمجتمعات محتكرة إعلاميا لعقود من جانب جهات حكومية لها أجندتها الخاص .
الفضائيات العربية إفراز لواقع المجتمعات بما فيها من ايجابيات وسلبيات .
الغناء والرقص متوافر في الكثير من البلدان العربية فما المانع من نقله لجميع المشاهدين !!
الأفلام والمسلسلات محبوبة لدى فئة عريضة من الناس فلم لا تتوافر لهم 24 ساعة!!
بمعنى آخر ليست هي ايجابية بالمطلق ولا سلبية بالكلية ، فهناك الكثير من القنوات المفيدة والبرامج الجيدة والنافعة وهناك الكثير من القنوات الهابطة والبرامج السيئة وان كانت السيطرة حاليا للقنوات السيئة وليست المفيدة .
 
*إعلام الطفل جزء من رؤية المجتمع للطفل، فما رأيك؟size=3>size=3>size=3>
الطفل في العالم الغربي يعيش في بحبوحة اجتماعية وأيضا ثقافية وإعلامية وفي كل بيت العديد من المجلات والقصص المصورة (هناك مجلة في اليابان للأطفال ذوي السنتين من العمر !!) ، بينما حظ الطفل العربي من المادة المقروءة لا يتجاوز بضعة اسطر في السنة (كما أوضحت الدراسات حول الطفل العربي والقراءة) .
في جانب المادة المسموعة ، فعدا بضع أشرطة أغاني وأناشيد للطفل ، فلا يوجد شيء يستهدفه سمعيا.
في مجال الإعلام المرئي غلبت أفلام الكرتون الغربية على الشاشات (ومازالت).
هناك اليوم بضعة قنوات للأطفال لكن الجيد والمأمون منها دينيا ضعيفة فنيا وتربويا وذات المحتوى التغريبي جيدة في الصورة بديعة في المحتوى ويندر وجود المادة المصورة للأطفال ذات البعد التربوي الهادف والمأمونة دينيا وكذلك بمستوى فني عال يستحق المتابعة والمشاهدة .
عندما فكرت – قبل سنين – في إصدار مجلة للأطفال (بعد إصدار مجلة الأسرة ) اختلفت مع أحد المثقفين فقال :”بدلا من أن تصدر مجلة للكبار مثل مجلة .. نصدر مجلة أطفال !!”
وكأنه يقول يا للهول مجلة للأطفال !! فالرؤية للإعلام الطفل بين السيئة وغير الواعية وضاع أطفالنا بين الإثنين .
 
* كيف ترى الانترنت ….. والإعلام التقليدي؟size=3>
لاشك بان الانترنت – بشكل عام- أثرت على الإعلام التقليدي وباتت منافسه حقيقية له ويظهر هذا من أرقام الإعلانات (في بريطانيا – على سبيل المثال- يكاد في هذا العام 2008 يقترب الإنفاق الإعلاني على الانترنت من الإنفاق على التلفزيون) .
الميزة الجديدة والإضافية في الانترنت هي الإعلام الشخصي. بمعنى آخر أن كل شخص أصبح مرسلاً إعلانيا كما هو متلقي في نفس الوقت فاليوتيوب وماي سبيس وغيرها أصبحت تنافس في استقطاب جمهور المشاهدين لكن مكمن الضعف فيها – خصوصا في جانب الأخبار وجانب المعلومات- انخفاض مستوى المصداقية وعدم القدرة على التحقق من المادة
في نفس الوقت كان للقطات الفيديو أثر ضخم في نقل الحدث ووقت وقوعه بل لأول مرة نقلت التلفزيونات عن الانترنت مصورة لحادث إطلاق النار في إحدى الجامعات الأمريكية .
الانترنت مثلت ثورة إعلامية ومعرفية ولكنها لن تزيح الإعلام التقليدي من موقعه بل ستسير إلى جنبه وللعلم فان أقوى واهم المواقع في الانترنت يعود لمؤسسات إعلام تقليدي سواء صحف أو تلفزيونات .
وأظن الانترنت أفضل في التعليم عن بعد لإمكانية نقل وتبادل الملفات والمقررات وأيضا ميزة التفاعلية العالية التي يفتقدها البث الفضائي حاليا .
 
*ما هو مستقبل الإعلام العربي في نظرك؟size=3>
الإعلام العربي يتنازعه بضعة مؤثرات منها :
–         الرقابة الحكومية والتي وان تراخت لكنها باقية لفترة طويلة مستقبلا .
–         النتافس الحاد مع الإعلام الجديد (الانترنت)
–         التحديات التقنية والمهنية للرقي بالإعلام والمنافسة على المستوى العالمي
–         استحضار قيم ومعتقدات المجتمع العربي الإسلامية في الرسالة الإعلامية بعيدا عن أفكار التغريب والأطروحات العلمانية .
وأخيرا الإعلام العربي انعكاس للمجتمعات العربية والفئة الموجهة له والمسيطرة على القرار فيه.
 
*ما رأيك في الإعلام في العصر الحاضر؟size=3>
إن الحديث عن الإعلام في وقتنا الحاضر أصبح حديث الصغير والكبير, حديث العامي والمثقف, ولم يقتصر على المتخصصين أو العاملين في ميدانه لأنه أصبح قنطرة للآراء والأفكار في كافة المجالات وحاجة اجتماعية تربط الناس بعضهم ببعض في المعارف والثقافات, لا يكاد يستغني عنها إنسان اللهم إلا راعي غنم في البادية, أغنامه هي محور حياته.
ورغم أن الإعلام علم له أًصوله ومعاهده ومتخصصوه, إلا أن المهارة والإبداع فيه ليست قاصرة على أهله, بل تتعدى ذلك إلى أهل الهواية والدراية والحس الفني.
إن الإعلام ليست ظاهرة وليدة العصر, إلا أن تقنيات الإعلام أصبحت من التطور والإبهار مما يجعل أثر الإعلام مضاعفاً وبعيد المدى.
لقد تميز عصرنا والألفية الثالثة على وجه الخصوص بسرعة انتقال المعلومة وتواصل الناس عبر الكرة الأرضية, وتحوله من المحلية إلى العالمية, حتى أصبح من الصعب حجز منتجاته عبر الحدود السياسية.
إن لغة الأرقام تقول إن الإنفاق العالمي على العالم سيتجاوز ألف بليون دولار في هذا العام ، أربعين بالمائة في أمريكا, وبينما كانت تسيطر على الإعلام العالمي خمسون شركة في بداية التسعينات من القرن الماضي, فأنها تقلصت لتصبح فقط تسع شركات سبعة منها أمريكية, وواحدة يابانية وواحدة أوربية.
 
هل الإعلام سحر؟size=3>
نعم ، لكن ليس بالسحر الذي يقوم به السحرة وإنما الآخر ذو التأثير على الناس.
جاء في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من البيان لسحرا أو إن بعض البيان سحر” رواه البخاري في باب إن من البيان سحرا.
قال الخطابي: البيان اثنان:
أحدهما ما تقع به الإبانة عن المراد بأي وجه كان والآخر ما دخلته الصنعة يروق للسامعين ويشتمل قلوبهم, وهو الذي يشّبه بالسحر إذا قلب القلب وغلب على النفس حتى يحول الشيء عن حقيقته ويصرفه عن جهته, وهذا إذا صرف إلى الحق يمدح وإذا صرف إلى الباطل يذم.
ويحمل على من يكون ذو حجة فيسحر الناس ببيانه فيذهب بالحق ويحمل على الآخر أي في تزيين الحق .
قال الراغب وغيره, كل من اشتمل شيئاً فقد سحره ، مثل قولهم الطبيعة ساحرة .. سحر العيون أي استمالتها للنفوس وهذا هو المقصود من السحر هنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموقع الرسمي للدكتور http://www.sooo2.com/doc/dr/index.php، بتصرف.
Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *