تحفة التواقيع للمغربي العربي توراك من خالدات كبار الخطاطين

يعتبر هذا العمل ظاهرة خالدة في المشهد الخطي العالمي، وإنجازا مغربيا تاريخيا مهما في مجال الخط العربي، إذ تعتبر هذه اللوحة من أهم الإنجازات التي رامت تواقيع كبار الخطاطين في العالم الإسلامي، وهو مشروع عرف النور منذ سنة 2015 واستمر حتى الوقت الحاضر بجهد بليغ وتصور فريد من الخطاط المغربي العربي توراك الذي جعل ضمن […]

تحفة التواقيع للمغربي العربي توراك من خالدات كبار الخطاطين

[wpcc-script type=”3987d75d9feeb3e662c62ccb-text/javascript”]

يعتبر هذا العمل ظاهرة خالدة في المشهد الخطي العالمي، وإنجازا مغربيا تاريخيا مهما في مجال الخط العربي، إذ تعتبر هذه اللوحة من أهم الإنجازات التي رامت تواقيع كبار الخطاطين في العالم الإسلامي، وهو مشروع عرف النور منذ سنة 2015 واستمر حتى الوقت الحاضر بجهد بليغ وتصور فريد من الخطاط المغربي العربي توراك الذي جعل ضمن مشاريعه في الخط العربي هذه اللوحة الخالدة المدججة بالتواقيع، وهو يعرف أهمية التواقيع وأشكالها الخطية ومجالها الفني في النظم الفنية، وفي المشهد الحضاري العام، وفي السياق التاريخي.
لذلك فإن المبدع قد فتح مجالا أوسع للإبداع العربي، من خلال هذه التحفة التواقيعية التي أصبحت الآن رمزا تاريخيا له أهميته الحضارية والفنية والجمالية، وله قيمته المادية، قياسا بمن شملتهم هذه التحفة من أسماء لكبار الخطاطين في الوطن العربي والعالم الإسلامي، وبمن هم مقيمون في دول من العالم.
فهي تعتبر اليوم كنزا ثمينا وإضافة خطية وتاريخية بزغت من المغرب، في نطاق الحركة الخطية القوية التي يشهدها المغرب، والتي تكللت بإنجازات كبرى في مجال الخط العربي عامة والمغربي خاصة.


وتعد هذه اللوحة المبهرة – التي تتخذ مقاسا كبيرا – خزانا للتواقيع الجميلة المتنوعة، فقد صاغها المبدع وفق وظائف فنية لامست البعد الجمالي والبعد الزخرفي بما يليق بسمعة كبار الخطاطين ويتناسب مع جمال تواقيعهم.
لذلك تم وضع شكل هندسي بمسوغات زخرفية متنوعة منها المغربية ومنها المشرقية، وهي كلها ذات جماليات متنوعة.
وتم تنويع ألوان الخانات المربعة والمستطيلة التي اشتملتها تواقيع الخطاطين بين الأصفر والأسود والأحمر والأزرق والأخضر والأبيض بتغيير في الشكل وتنــــاوب بين التواقــيع وبين الأرضية اللونية. وقد جعل للخط فيها مساحة للإبداع على مستويين:
الأول خطي زخرفي قوامه الخط المغربي المجوهر في تنويع بين الدقيق والجليل.
والثاني خط التواقيع الذي ملأ الحيز الأكبر من المساحة بتنويع في التواقيع، وحفاظ على شكل خط التواقيع. فقد جعل البسملة افتتاحية تعلو اللوحة التواقيعية، وختمها من الأسفل بالآية الكريمة: «وإنك لعلى خلق عظيم».
بينما وسّط هذا العمل بحلية نبوية شريفة بشكل دائري وبناء هيكلي له تقاسيمه الهندسية، حسب ما يقتضيه الشكل الدائري، وصف فيه النبي الكريم بالخط المغربي المجوهر الدقيق، مُمثلا إحدى الطرائق الخطية المتوجة بمنزلة متفردة في الحلية النبوية الشريفة أو حلية السعادة.
ويبدو من خلال كل ذلك أن القاعدة الخطية لهذه اللوحة المتفردة تتأسس على مسلك خطي متنوع ومنظم، وأن الشكل الخطي العام يحتضن الخط العربي بمقوماته الجمالية ويحتضن التواقيع العالمية. وهو تداخل شكله المبدع وفق تصوراته لهذا المشروع الفني الخالد. ووفق رؤيته التاريخية، إذ يحتضن هذا العمل 200 من تواقيع كبار الخطاطين عبر العالم، حيث زارت هذه التحفة عددا كبيرا من الدول في افريقيا وآسيا وأوروبا لتستقر في النهاية بعد اكتمالها عند مبدعها الخطاط المغربي العربي توراك في المملكة المغربية.
وفي سياق آخر فإن هذه التحفة الخالدة تكشف عن بلاغة تواقيعية لا نظير لها، وعن قدرة إبداعية فائقة بقدر ما خصصه صاحبها من قدرة تواصلية ومعرفية وجمالية، وخصائص فنية خصبت فضاءها الإبداعي الجميل لتتسم بالقيم التعبيرية والتاريخية، وتشهد على عصر كبار الخطاطين في الوقت الآني وما يزخرون به من تواقيع خطية ذات جماليات متفردة.

٭ كاتب مغربي

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *