المغربي حازم مولود ينهج التوظيف الفني المفتوح

يعتمد الفنان التشكيلي حازم مولود حرية التطبيق الفني للمفردات التشكيلية والحروفية بوازع مفتوح. ولا شك في أن هذا الاختيار هو مسلك للتعبير بطلاقة والتحرر من القيود التي تفرضها بعض مقومات الفن التشكيلي والخط العربي، بل إن هذا المسلك هو رهان جديد في منجز المبدع يقوده إلى التعبير بالانطباع والتلقائية والعفوية لتتمرأى أعماله متنوعة من حيث […]

المغربي حازم مولود ينهج التوظيف الفني المفتوح

[wpcc-script type=”3bb90a02b4e54cbbe1125586-text/javascript”]

يعتمد الفنان التشكيلي حازم مولود حرية التطبيق الفني للمفردات التشكيلية والحروفية بوازع مفتوح. ولا شك في أن هذا الاختيار هو مسلك للتعبير بطلاقة والتحرر من القيود التي تفرضها بعض مقومات الفن التشكيلي والخط العربي، بل إن هذا المسلك هو رهان جديد في منجز المبدع يقوده إلى التعبير بالانطباع والتلقائية والعفوية لتتمرأى أعماله متنوعة من حيث المادة التشكيلية، مثقلة أحيانا بالطلاء اللوني والضربات الصباغية، وأحيانا مدججة بالرموز والعلامات والأشكال المختلفة، وأحيانا أخرى تلفها حروف الخط العربي بتموضعات متنوعة، وكل ذلك يأتي في سياق التوظيف المفتوح والحرية التجريدية، التي تؤطر عمل المبدع. ولا شك في أن التجسيد المطلق للتقنيات المتنوعة يسهل توظيف مفردات العمل التشكيلي المطلق بانسيابية وحرية، ويشكل أحد أبرز المكونات الحيوية في عمله التشكيلي. ومهما تنوعت المضامين التي يشتغل عليها المبدع؛ فإن هذا التنوع يخضع لمسلك فني مفتوح يقوم على الحرية المطلقة في التوظيف، ويصل الطلاء اللوني، بما يحمله من رموز وعلامات درجة عالية في سد كل منافذ الفضاء لإشباع العمل التشكيلي بكل الرغبات الذاتية، حتى يعبر بلغات تشكيلية متداخلة تقوم على الرمز وعلى العلامة وعلى الحرف وعلى اللون. وكلها عناصر تتمتع بالتلقائية في التوظيف وبالفارقية المطلقة في التموضع. لكنها لا تترك للضوء مساحة للظهور. إنه اختيار يسهم في التعبير بحرية بمفردات فارقية وتموضع حر يستند إلى التعبير عما يخالج المبدع، وعن تصوراته التي تضمر مضامين متنوعة يصرفها وفق مسلك تعبيري انطباعي انسيابي يدعو إلى التأمل، وإلى رصد ما يضمه من تفاعليات بين المادة التشكيلية في عمقها الفني، والمضامين المضمرة التي تؤثر على وحدة الشكل وعلى المسلك الفارقي. لذلك تتبدى أعماله أقرب إلى التأمل المنبثق من الواقع، وهو ما يتيح الفرصة للتعدد القرائي، خاصة أن هذا النوع من التوظيف يجعل صياغة المجال اللوني نقاطا متداخلة في الإبداع، يقاربها المبدع بالأغراض التي يتقصد الوصول إليها عبر إيقاع مختلط يعج بالسمفونيات المتنوعة، وهو ما يصنع مساحة بلاغية تنسجم مع تصوراته وتتلاءم مع المادة التشكيلية التعبيرية الانطباعية. ويفضي إلى ما تحمله تجربته من تطور في هذا المجال الإبداعي، الذي يحمل القيم الجمالية، ويحمل حزمة من الدلالات المتنوعة.


ويبدو أن هذا التأطير يخرج عن اللزوميات الفنية، بقدر ما يتيحه من معان جديدة في التوظيف الذي يحرر اللون والشكل والعلامات والحروف من كل القيود لخدمة المضامين، وبذلك تتيح تلك المفردات وظائف بنائية ودلالية تعددية، بما تقدمه من دوافع فنية لبسط الإنتاج التشكيلي في شكله الذي أُرسي عليه. وبناء على ذلك يستطيع المبدع مولود حازم أن يثبت ما يحمله هذا المسلك الإبداعي من تصورات، وما تحمله تقنياته من جديد.
إنه يبني أسلوبه بمقصديات فنية تروم مناحي الجمال في الشكل واللون والحرف، بفارقيات تثبت الفهم الإبداعي، وما ينطوي عليه من تحرر، وما ينتج عنه من معان معينة. إنها ثقافة تشكيلية ترسبت في ذهنية المبدع فتدفقت بنوع من المرونة والاختيار التلقائي، فاختيار هذا المسلك بهذه التقنية هو اختيار لفضاء تشكيلي حر ومفتوح على مختلف الاتجاهات، التي يمكن أن تقود إلى استخلاص بعض مفردات الفن التشكيلي المعاصر التي تروم الطلاقة والسلاسة والانطباع، وتمنح الملمس التشكيلي وقيم السطح حيزا جماليا.

٭ كاتب مغربي

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *