‘);
}

التخطيط الاستراتيجيّ

تُعرَّف الاستراتيجيَّة بأنّها: مجموعة من الأبحاث المقصودة، والعميقة لخُطَّة العمل؛ وذلك لتطوير الميزَة التنافُسيَّة للعمل التجاريّ، وتعزيز الأداء على المدى البعيد، وتُمثِّل هذه الأبحاث عمليَّة تكراريَّة للتنبُّؤ، وتحليل التحدِّيات، والفُرَص التي قد تُواجِه الشركة في البيئة الخارجيَّة، أو الداخليَّة، وتُعَدُّ الاستراتيجيّة الطريقَ الجَوهريَّ لتحقيق أهداف الشركة،[١] كما يُعَدُّ التخطيط الاستراتيجيّ (باللغة الإنجليزيّة: Strategic Planning) عمليَّة شاملة؛ حيث يُركِّز على الأداء طويل الأجل للمُنظَّمة، وملاءمة أنشطة الأعمال للبيئة، وتحليل الوضع الحاليّ، ومَعرفة الفُرَص المُتاحة، وملاءمة أنشطة أعمال الشركة لمواردها المُتاحة أيضاً؛ وذلك لتحقيق رُؤية المُنظَّمة،[٢] علماً بأنّ التخطيط الاستراتيجيّ يشمل المُنظَّمة كاملة، ويهتمُّ في مَعرفة أدائها، وإلى أين ستصل في الأعوام المُقبلة، كما يُركِّز التخطيط الاستراتيجيّ على الهدف العامّ، والنتائج التي يُرجى تحقيقها للمُنظَّمة، والكيفيَّة التي سيتمّ تحقيقها بها، أمَّا خُطَّة العمل فتكون مُقتصِرَة على مُنتَج، أو خدمة مُعيَّنة، ويتمُّ تطويرها تِبعاً للهدف من التخطيط، أو بناءً على دورة حياة المُنظَّمة، وحجمها، وقيادتها، وثقافتها، وخبرة فريق التخطيط، ومُعدَّل التغيير للبيئة الخارجيَّة للمُنظَّمة،[٣][٤] ومن الجدير بالذكر أنّه يُنظَر إلى التخطيط الاستراتيجيّ على أنَّه وسيلة لزيادة إنتاجيَّة المُؤسَّسة، وتمكينها، وزيادة فاعليَّتها بشكلٍ شامل.[٥]

عناصر التخطيط الاستراتيجيّ

  • البيانات والمُدخَلات: وذلك من خلال دراسة نتائج الخُطَط الاستراتيجيَّة السابقة، وتقديم الاستبيانات، وجَمْع البيانات من المُوظَّفين، ويشمل هذا العنصر إجراء تحليلَين؛ يهدف الأوَّل إلى تحليل البيئة التي تعمل فيها المُنظَّمة، ويُشار إليه في اللغة الإنجليزيّة بالاختصار (PESTLE)، وهو يختَصُّ بأُمور المُنظَّمة الخارجيَّة؛ حيث يشمل تحليل الظُّروف الرَّاهنة، والمُستقبليَّة للبيئة التي تُوجَد فيها المُنظَّمة، من حيث: الوضع الاقتصاديّ، والاجتماعيّ، والقانونيّ، وكذلك التكنولوجيّ، أمَّا التحليل الثاني، فيُشار إليه باللغة الإنجليزيّة بالاختصار (SWOT)، وهو يُستخدَم؛ لتقييم، ودراسة وَضع المُنظَّمة، والقُدرات التي تمتكلها، كما أنّه يُستخدَم؛ لمعرفة وَضع المُنظَّمة التنافسيّ، وتحليل العوامل الداخليّة لها، ومعرفة نقاط القوَّة، والضَّعف، بالإضافة إلى أنَّه يشمل تحليل العوامل الخارجيَّة أيضاً، والفُرَص، والتهديدات، ومعرفة مدى تأثيرها في الوَضْع المُستقبليّ للمُنظَّمة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ دقَّة هذه المعلومات، وصحَّتها تُساعد على نجاح الخُطَّة الاستراتيجيّة، وبالتالي المقدرة على اتِّخاذ القرارات الصائبة.[٥][٦]
  • الرُّؤية: وهي الطموح الذي تودُّ المُنظَّمة تحقيقه في المُستقبَل؛ أي ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، أو أكثر، وهي تُمثِّل الاتّجاه العامّ للمُؤسَّسة، والفريق العامل فيها،[٧] وتُعَدُّ الرُّؤية أساس الخُطَّة الاستراتيجيَّة؛ فلا بُدَّ للمُنظَّمة من معرفة إلى أين هي ذاهبة، كما يجب أن تكون الرُّؤيَة واضحة للمُوظَّفين جميعهم، وأن تصِف الهدف المُستقبليّ الذي ترغب الشركة في تحقيقه.[٨][٥]
  • الرسالة: تُشير رسالة المُنظَّمة إلى ما تفعله من مَهمَّات ضمن الأجل القصير، وتُحدِّد الأطراف التي تستفيد من إنجاز هذه المَهمَّات، وكيفيّة إنجازها، كما تُمكِّن هذه المهمَّات المُنظَّمة من تحقيق رؤيتها،[٧] وهنا لا بُدَّ من تحديد سبب وجود المُنظَّمة، والأمور التي تفعلها، وأهدافها، والسبيل إلى تحقيق هذه الأهداف.[٨][٥]
  • القِيَم: وهي مجموعة من المُمارَسات، والسلوكيَّات التي يتَّبعها العاملون جميعهم في المُؤسَّسة، ولا بُدَّ أن تكون هذه القِيَم مفهومة لدى الجميع، ومُتَّفقٌ عليها؛ فمن خلالها تتمكَّن المُنظَّمة من تحقيق رُؤيتها، ورسالتها.[٥][٧]
  • الأهداف طويلة المدى: وهي أهداف تندرج في مستوىً أقلّ من الرُّؤية، وتُحدِّد كيفيَّة التخطيط؛ للوصول إلى تحقيق الرُّؤية.[٧]
  • الأهداف السنويَّة: تُوضَع الأهداف السنويّة؛ لتحقيق الأهداف طويلة المدى، علماً بأنّ هذه الأهداف يجب أن تكون مُحدَّدة، وقابلة للتحقيق، والقياس، وواقعيَّة، ولها وقت مُحدَّد.[٧]
  • المخاطر والتحدِّيات: تحديد المخاطر، ومعرفة مَدى تأثيرها في المُنظَّمة، وكيفيَّة تفاديها، والحرص على التقليل منها؛ لتحقيق النجاح.[٥]
  • خُطَّة التواصُل: يتمّ توضيح الخُطَّة الاستراتيجيّة للفريق، والتأكُّد من أنَّ أعضاء الفريق على وعيٍ تامّ بمُستقبل المُنظَّمة، وأولويَّاتها، واستراتيجيَّاتها.[٥]
  • خُطَّة العمل والتنفيذ: وتتضمَّن وَضْع خُطَّة لكيفيَّة تحقيق ما تتضمَّنه الخُطَّة الاستراتيجيَّة.[٧][٥]
  • المَيِّزات الفريدة: وهي ما يُميِّز المُنظَّمة عن غيرها من المُنظَّمات المُشابِهة لها.[٩]