الإيحاء والرمز في تجريد التونسي خليفة برادعي

يقارب التشكيلي التونسي خليفة برادعي أشكال أعماله التجريدية بالمادة البصرية التي تشكل مكونا مكملا للعمل الفني، فهو يصنع ارتباطا وثيقا بينه وبين إحساس القارئ، من خلال عمليات تغميض واقعية العمل الإبداعي لديه. ما يجعل من الإيحاءات والرمزية المنبثقة من الواقع نحو التوجه التجريدي إحدى أهم المراحل التي تشكل أعماله التشكيلية، لتنطق بدلالات متعددة كونها تضمر […]

الإيحاء والرمز في تجريد التونسي خليفة برادعي

[wpcc-script type=”c53c2965fb7d1253af5e667b-text/javascript”]

يقارب التشكيلي التونسي خليفة برادعي أشكال أعماله التجريدية بالمادة البصرية التي تشكل مكونا مكملا للعمل الفني، فهو يصنع ارتباطا وثيقا بينه وبين إحساس القارئ، من خلال عمليات تغميض واقعية العمل الإبداعي لديه.
ما يجعل من الإيحاءات والرمزية المنبثقة من الواقع نحو التوجه التجريدي إحدى أهم المراحل التي تشكل أعماله التشكيلية، لتنطق بدلالات متعددة كونها تضمر في صلبها مشاهد فنية وجمالية، وجهازا مضامينيا قويا في إطار موضوعات تتوافر فيها الرؤية الواقعية للحياة والطبيعة بكل تمظهراتها وتمفصلاتها المخفية، لتتجلى بجمالياتها المتنوعة، وفق نسيج لوني ورمزي وعلاماتي يتم توظيفه وفق أنساق متشابكة وأبعاد فنية متراصة ومتوازنة الشكل، بطرق فنية يتوخى من خلالها بسط بعض الصيغ الجمالية، ما يجعل من سياقات أعماله بؤرا تعبيرية معاصرة، تنعم بالحركة في سمفونية تغذي مشاهد أعماله، وتجعلها تنبض بالرشاقة والجمال، ما يصنع نوعا من التفاعليات بأبعاد تجريدية وفنية تُظهر المادة التشكيلية في شكل وجودي، يشرك البعد الحسي والعنصر البصري للقارئ.


كما أن توظيف التقنيات العالية التي يستعملها المبدع تُهيئ مختلف عمليات المعالجة التجريدية لإنتاج مادة فنية ملأى بالدلالات ومدججة بالمعاني التي تنتجها الرموز، فتبرز العمل الفني في حلة جمالية غير مألوفة.
فتجربته الفنية الموفقة في مجال التشكيل تجعله ينتج سحرية التجريد المعاصر، باعتماد الإيحاء والإشارة والتأليف الفني، وإنتاج أشكال مفردات تجريدية في عوالم تشكيلية تمنح القارئ إحساسا جديدا، وشعورا قيميا ونظرة جمالية سالبة.
استجابة للضرورات الفنية، وتماشيا مع مقومات الأشكال التجريدية الجديدة، في نطاق فورة صباغية مدججة بالخطوط والألوان المتدرجة، والعلامات والرموز المتنوعة. إنها أبعاد بائنة تتوافر بشكل قوي في العمل التجريدي للمبدع خليفة برادعي، المتفاعل بشكل قوي مع مقومات العمل التجريدي بما يكتنزه من مادة تعبيرية وبعد جمالي.
إنها اختياراته الفنية، التي يستشرف من خلالها العالم التشكيلي بمعارف تشكيلية ومعالم فنية. اختيارات تندرج ضمن توجهه الفني والثقافي، ليشكل حضورا مميزا في الساحة التشكيلية المعاصرة، بما يحمله أسلوبه من خصائص تجريدية فريدة ومفردات إبداعية جديدة، وجماليات متنوعة.

٭ كاتب مغربي

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *