مقدمة
الكل يجمع على مضار التدخين الصحية، ليس فقط على المدخنين أنفسهم بل على المحيطين بهم ايضا. عند تناول الأبحاث التي تناقش التدخين والانعكاسات الصحية لذلك، لا نجد ابحاث متضاربة، بل أن الأبحاث عن التدخين جلها تفصل وتفكك مضار التدخين إلى عوامل كما أنها تصحح مفاهيم خاطئة وخطيرة مثل أن تدخين 4 سجائر يوميا لا يؤثر البتة على الصحة أو أن تأثير التدخين السلبي على الأطفال محدود، أو أنه لا مانع من تدخين المرأة الحامل سيجارة واحدة يوميا وما إلى ذلك. سنعرض لكم اكثر من بحث حولالتدخين وسنحاول سد ما تبقى من الثغرات ..
مضار التدخين السلبي على صحة قلوب الاطفال
تابع باحثون من فنلندا 500 طفلا من اجيال 8 لغاية 13. قاموا بقياس مدى تعرض دم الاطفال كل سنة للتبغ. مع بلوغهم جيل 13 عام، اتضح ان الاطفال الذين تعرضوا للتدخين السلبي واجهوا زيادة في سمك شرايينهم الرئيسية. كما انهم عانوا من مستوى اعلى من صميم البروتين الشحمي ب، وهو مؤشر مباشر لنوع من البروتينات الدهنية التي يمكن ان تسبب امراض القلب. ظهرت التاثيرات لدى الاطفال الذين يتعرضون للتدخين بشكل متوسط ايضا لكنها ازدادت لدى الاطفال الذين يتعرضون لقدر اكبر من التبغ
تدخين الاهل وسرطان الدم
اظهر بحث اجري في جامعة كاليفورنيا ان تدخين الاهل يزيد من خطر اصابة ابنائهم بسرطان الدم. تم فحص 327 طفلا اصيبوا بابيضاض الدم اللمفاوي الحاد او بابيضاض الدم النقوي الحاد. تشير النتائج الى ان تدخين الاب قبل الحمل يزيد من خطر اصابة الطفل الذي سوف يولد بابيضاض الدم النقوي الحاد باربعة اضعاف ويزيد خطر اصابته بابيضاض الدم اللمفاوي الحاد بـ 30%. يكون خطر الاصابة بابيضاض الدم اللمفاوي الحاد في اوجه، اذا كان الاب يدخن قبل الحمل والام تدخن بعد الحمل. تثبت النتائج ان تدخين الاهل قبل الحمل، خلاله وبعده، تزيد من خطر اصابة الطفل بسرطان الدم
التدخين في المراهقة والفوبيا
وجد بحث نشر في مجلة JAMA ان الذين قاموا بالتدخين في سن المراهقة على الاقل علبة سجائر واحدة في اليوم كان احتمال اصابتهم بالفوبيا، الفوبيا من الاماكن المفتوحة او الهلع بسن البلوغ اكبر بـ5-15 مرة. تم مقابلة 618 شابا، بحيث كان معدل اعمارهم 16 وقاموا بمقابلة اضافية عندما اصبح معدل اعمارهم 22. بعد الاخذ بالحسبان عوامل مثل مستوى الثقافة، تدخين الاهل وصعوبة مرحلة الطفولة. فوجد ان الذين دخنوا 20 سيجارة او اكثر في سن المراهقة في اليوم كان احتمال اصابتهم بالفوبيا اكبر بـ 5.5 والفوبيا من الاماكن المفتوحة اكبر بـ 6.8 والهلع في سن البلوغ اكبر بـ 15.6 مرة
التدخين وامراض القلب
اظهر بحث حول التدخين اجري في النرويج ان الأشخاص الذين يدخنون من واحدة إلى أربع سجائر فقط في اليوم الواحد هم أكثر عرضة للوفاة من أمراض القلب بثلاث مرات مقارنة مع غير المدخنين. والجرعة المنخفضة من التدخين تزيد بثلاث مرات خطر الموت جراء سرطان الرئة لدى الرجال، وهي مرتبطة بارتفاع بنسبة 50٪ في معدل الوفاة عموما لدى كل من الرجال والنساء.
فيروس الورم الحليمي البشري
نشر بحث في مجلة أمريكية لعلم الأوبئة، فحص 588 عينة من نساء أصبن بسرطان عنق الرحم. تم فحص وجود الكوتينين والأجسام المضادة للسلالات 16 و 18 من فيروس الورم الحليمي البشري، الأجسام المضادة للهربس والكلاميديا. وجد زيادة كبيرة في خطر الاصابة بسرطان عنق الرحم من نوع سرطان الخلايا الحرشفية لدى المفرطات في التدخين بالنسبة للنساء اللاتي وجد لديهن فيروس الورم الحليمي البشري واللاتي لم يعثر لديهن على الفيروس بالمقارنة مع الغير مدخنات. الخطر لدى المفرطات بقي متشابها بعد الأخذ بالحسبان الأجسام المضادة لفيروس الورم الحليمي البشري
الاصابة بسرطان المريء والمعدة
فحص باحثون هولنديون اذا كان التدخين وشرب الكحول يزيدان من خطر الاصابة بثلاثة أنواع من سرطان المريء – الغدي، سرطان الخلايا الحرشفية ونوع سرطان يحدث في مكان اتصال المريء والمعدة. وجدت علاقة بين التدخين وبين أنواع المرض الثلاثة. خطر الاصابة لدى المدخنين الحاليين كان الأعلى. لدى المدخنين في الماضي كانت المخاطر متوسطة، مقارنة مع أولئك الذين لم يدخنوا قط. لمدة ووتيرة التدخين تأثير على حجم المخاطر. تم الاستنتاج أن من مخاطر التدخين وشرب الكحول أنهم يزيدان من خطر الاصابة بسرطان المريء والذي يحدث في مكان اتصال المعدة والمريء
تأثير قانون حظر التدخين
أجرت الجمعية الاسبانية لأمراض الرئة استطلاعا حول تأثير قانون حظر التدخين في الأماكن العامة، وجد أن نسبة التعرض للتدخين السلبي انخفضت عموما من 49.5 – 37.9. كان الانخفاض الأكبر للتعرض للتدخين في أماكن العمل من 25.8 – 11. المدارس من 17.8 – 8.8. المنازل 29.5 – 21.4 وفي أماكن الترفيه من 37.4 – 31.8. استنتج الباحثون أن تطبيق قانون مكافحة التدخين في الأماكن العامة أدى إلى انخفاض كبير في التعرض للتدخين السلبي. في الأماكن التي كان فيها الحظر كاملا كان الانخفاض أعلى بالمقارنة مع الأماكن التي يوجد فيها تقييد أو لا يوجد فيها حظر
اخطار التدخين الخفيف عند الرجال
لتقييم تأثير التدخين الخفيف، قام باحثون من جامعة كاليفورنيا- سان فرانسيسكو بمراجعة اكثر من 800 بحث حول التدخين عند البالغين في سن 18 سنة او اكثر. بعد ذلك، رجعوا الى 45 دراسة انطبقت عليها معاييرهم للتميز العلمي والكفاءة. بالرغم من ان البحوث المفردة استخدمت معايير مختلفة للتدخين الخفيف والمتقطع، الا ان كلا منها قدمت تقييما دقيقا للمخاطر الصحية للتعرض للتدخين منخفض الجرعة. النتائج كانت صادمة. باختصار، التدخين الخفيف والمتقطع هو خطير تقريبا مثل التدخين الكثيف.
[wpcc-script type=”text/javascript” src=”https://static.webteb.net/resources/production/webteb/js/slideshowJs_98002539630_51-15070272750″]