جبال الجنة
لعل اختلاف العلماء على موضوع عدد جبال الجنة ناتج عن ضعف سند بعض الاحاديث عنهم في ديننا الحنيف، اذ ان هنالك احاديث تذكر وجود اربع جبال من جبال الجنة و التي اصبحت في الارض عندما تجلى الله تعالى للجبل فطارت هذه الجبال و توضعت في اماكن مختلفة على الارض، ثلاثة منها في المدينة و الثلاثة الاخرى في مكة، اما الحديث الاخر فيذكر وجود اربع جبال هي من جبال الجنة و الله و رسوله اعلم[1]
ماهي أسماء جبال الجنة
جبل احد
إنه أكبر انواع الجبال في المدينة المنورة و يتوضع في منطقة الشمال، و بسبب تفرده و وحدته و انفصاله عن سائر الجبال التي حوله سمي بجبل أحد، و هو سلسلة جبال تمتد من الشرق إلى الغرب ، و يبلغ طول هذه السلسلة سبعة كيلومترات و عرضها نحو ثلاثة كيلومترات ، و تبعد حوالي خمسة كيلومترات من المسجد النبوي
جبل أحد هو من الشهادات التاريخية التي تضيف إلى جمال المدينة المنورة ، المليئة برائحة التاريخ الإسلامي ،و كان صلى الله عليه وسلم يحبه و يعلن على الملأ هذه العاطفة الجياشة بقوله: ( هذا أحُد و هو جبل يحبنا و نحبه ) متفق عليه.
و يرتبط ذكر جبل أحد بمعركة أحد التاريخية الشهيرة التي وقعت في الجوار ، و كان انتصار المشركين في الجولة الثانية نتيجة خطأ الرماة الذين عصوا الأمر صلى الله عليه وسلم، فخرجوا معتقدين أن المعركة قد انتهت، و كشفوا ظهور المسلمين، ثم اتاهم المشركون المسلمين و قتلوهم قتالا كبيرا ، فإنا لله و إنا إليه راجعون.
و مما حدث في هذه المعركة التي لها صلة بجبل احد أن النبي صلى الله عليه وسلم التجأ إليه هو و كبار الصحابة فاهتز بهم الجبل فقال عليه الصلاة والسلام: ( اثبت أحُد فما عليك إلا نبي و صديق و شهيدان ) رواه البخاري .
جبل الطور
في القرآن الكريم ، أسماء عدد من الأماكن التي وقعت فيها أحداث عظيمة ، بعضها يتعلق بالأنبياء و المرسلين ، و بعضها يتعلق بمواقف واجهها المؤمنون الصالحين ، وأماكن أخرى حدثت فيها معارك بين الإيمان و الكفر ، و التي غيرت وجه التاريخ، و لا تزال بعض هذه الأماكن مرئية حتى الآن و هي دليل على ما كان، مثل جبل الطور و هو جبل مبارك و العلماء و المعلقون اختلفوا في مكانه الآن، و وقعت ضده أحداث كثيرة أهمها نزول الله تعالى على موسى و خطابهله و قد ورد مرة في القرآن الكريم مرتبطا بكلمة سيناء و مرة بكلمة سنوات و مرة في شكل مقطع في سورة الطور.
و على الارجح انه جبل الطور في سيناء بمصر ، و نشأت باسمهم مدينة الطور ، و أغلب الآراء متفق عليها، تبعد مدينة الطور حوالي 265 كيلو متر عن نفق الشهيد أحمد حمدي على خليج السويس و هي عاصمة جنوب سيناء، و تقع مدينة الطور على هضبة أعلى من مستوى سطح البحر ، و درجة الحرارة فيها أقل مما هي عليه في باقي مدن جنوب سيناء ، باستثناء سانت كاترين ، التي تقع على قمة الجبل، و هي أبردها و تبعد عن مدينة شرم الشيخ ب 100 كيلومتر.
جبل ورقان
و هو من جبال منطقة المدينة المنورة، و احد أنواع الجبال في الوطن العربي ، اذ يقع جبل ورقان في قرية هبة جنوب غرب المدينة المنورة على بعد سبعين كيلومتر على طريق الهجرة السريع ، و يبلغ ارتفاعه 2400 قدم عن سطح البحر، و قد ورد ذكر جبل ورقان في السنة الشريفة ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد وعرض جلده سبعون ذراعا وعضده مثل البيضاء وفخذه مثل ورقان و مقعده في النار ما بيني وبين الربذة يقع بالقرب منه الكثير من القرى ومنها الشلايل وحضة وريم والحلقة والجلس والشفية والبلانية ويدعه والقاحة والوطية و سبق في فضل أحد من حديث الطبراني أن ورقان من جبال الجنة و حديث : خير الجبال أحد و الأشعر و ورقان .. وأنه أحد الأجبل التي وقعت بالمدينة من الجبل الذي تجلى الله تعالى له وفي رواية أنه أحد الأجبل التي بنيت الكعبة منها، وسبق في مسجد عرق الظبية قوله صلى الله عليه وسلم : هل تدرون ما اسم هذا الجبل ، يعني ورقان ،هذا حمت جبل من جبال الجنة اللهم بارك فيه وبارك لأهله ، ثم قال : هذا سجاسج للروحاء هذا واد من أودية الجنة، قال ابن شبة : يقال يوم حمت إذا كان شد الحر : أي هو قوى شديد
جبل ثور
احد الجبال المقدسة و هو جبل في مكة المكرمة و يحتوي على الكهف الذي استعان به الرسول صلى الله عليه وسلم من حيلة الأعداء ، و قد ورد في القرآن الكريم كما روى له أثال، و قيل أنه كان معروفا في أول جبل أثال حتى ولد معه رجل اسمه ثور بن عبد مناف و نسب إليه الجبل ، و لكن لم يخبر العلماء بوجوده، هو رجل يسمى بهذا الاسم ، و لكن المراد به اسم جبل بمكة
يرتفع جبل ثور حوالي 754 متر فوق مستوى سطح البحر، و وفقا للاستخبارات العسكرية الأمريكية في جبل ثور ، يقع على خط طول 39 ° 51 ’04’ شرقًا ، مما يعني 39 درجة و 51 دقيقة و 4 ثوان شرقًا ، و هو أيضا عند 21 درجة 22 ’36 ” خط عرض شمالا أي 21 درجة و 22 دقيقة و 36 ثانية شمالا و موقعه بالدرجات العشرية على خط الطول 39.851111 درجة وعند 21.376667 درجة
جبل الرضوى
هو جبل يقع في محافظة ينبع ، في منطقة المدينة المنورة ، في غرب المملكة العربية السعودية ، في ديار جهينة، يتميز هذا الجبل بارتفاعه و جماله و شهرته عبر التاريخ ، و هو من الجبال الوعرة التي يصعب تسلقها ، و من قمته ترى مدينة ينبع بأكملها.
ذكر اسماء جبال الجنة في الاحاديث
- قال صلى الله عليه و سلم : أربعةُ أجبلٍ من جبالِ الجنةِ وأربعةُ أنهارٍ من أنهارِ الجنةِ وأربعةُ ملاحمَ من ملاحمِ الجنةِ قيل فما الأجبلُ يا رسولَ اللهِ قال أُحُدٌ جبلٌ يحبنا ونحبُّه جبلٌ من جبالِ الجنةِ وطورٌ جبلٌ من جبالِ الجنةِ ولبنانُ جبلٌ من جبالِ الجنةِ والأنهارُ النيلُ والفراتُ وسيحانُ وجيحانُ والملاحمُ بدرٌ وأُحُدٌ والخندقُ وخيبرُ
- حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن معاوية بن عبد الله الأودي، عن جلد بن أيوب، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما تجلى الله عز وجل للجبل، طارت لعظمته ستة أجبل، فوقعت ثلاثة بالمدينة، وثلاثة بمكة، وقع بالمدينة أحد وورقان ورضوى، ووقع بمكة حراء وثبير وثور قال أبو غسان: فأما أحد فبناحية المدينة على ثلاثة أميال منها في شاميها، وأما ورقان فبالروحاء من المدينة على أربعة برد، وأما رضوى فبينبع على مسيرة أربعة ليال، وأما حراء فبمكة وجاه بئر ميمون، وثور أسفل مكة، وهو الذي اختبأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غاره
- حدثنا ميمون بن الأصبغ قال: حدثنا الحكم بن نافع قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال: أخبرني عقبة بن سويد الأنصاري، أنه سمع أباه، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قفلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر ، فلما بدا له احد قال: الله اكبر ، جبل يحبنا و نحبه[3]