معرض الغرافيك الدولي السادس للطلاب في القاهرة : خيال خصب لاتحده الأيديولوجيا

القاهرة ــ «القدس العربي» من محمد عبد الرحيم: يأتي معرض الغرافيك الدولي للطلاب في دورته السادسة، مختلفاً عن الدورات السابقة، بداية من عدم اقتصار إقامته في جامعة المنيا/جنوب مصر، وأنه أصبح أكثر تواصلاً مع قطاع عريض من المتلقين بإقامته في القاهرة، من خلال مركز سعد زغلول الثقافي، فدائرة التلقي اتسعت ولم تعد قاصرة على وسط الطلاب أو الأكاديميين المتخصصين داخل جدران الجامعة، إضافة إلى اتساع المشاركات لتشمل طلاب العديد من دول العالم غرباً وشرقاً، منها على سبيل المثال، الولايات المتحدة، الهند، بولندا، إيران، إيطاليا ومصر بالطبع. هذا التباين في الرؤى والثقافات من الممكن أن يعكس رؤية فنان الغد، الذي يحاول أن يجسد أفكاره عن العالم من خلال فن الغرافيك. ورغم تباين المستوى في معالجة الأفكار، إلا أن السمة الغالبة هي محاولة الخروج عن التقليدية، أو استنساخ روح أعمال آخرين.

معرض الغرافيك الدولي السادس للطلاب في القاهرة : خيال خصب لاتحده الأيديولوجيا

[wpcc-script type=”c99b5cd56b531092131ac8cf-text/javascript”]

القاهرة ــ «القدس العربي» من محمد عبد الرحيم: يأتي معرض الغرافيك الدولي للطلاب في دورته السادسة، مختلفاً عن الدورات السابقة، بداية من عدم اقتصار إقامته في جامعة المنيا/جنوب مصر، وأنه أصبح أكثر تواصلاً مع قطاع عريض من المتلقين بإقامته في القاهرة، من خلال مركز سعد زغلول الثقافي، فدائرة التلقي اتسعت ولم تعد قاصرة على وسط الطلاب أو الأكاديميين المتخصصين داخل جدران الجامعة، إضافة إلى اتساع المشاركات لتشمل طلاب العديد من دول العالم غرباً وشرقاً، منها على سبيل المثال، الولايات المتحدة، الهند، بولندا، إيران، إيطاليا ومصر بالطبع. هذا التباين في الرؤى والثقافات من الممكن أن يعكس رؤية فنان الغد، الذي يحاول أن يجسد أفكاره عن العالم من خلال فن الغرافيك. ورغم تباين المستوى في معالجة الأفكار، إلا أن السمة الغالبة هي محاولة الخروج عن التقليدية، أو استنساخ روح أعمال آخرين.
هناك الكثير من المشترك في هذه الرؤى، القليل من السخرية والكثير من التأسي لحال الإنسان وثقته الباهتة في نفسه وفي ما يحيطه، ورغم تطور الزمن والتقنية وتغير شكل الحياة، إلا أن المعاناة هي السمة الغالبة في عالم يعدو سريعاً إلى مصير محتوم.

عالم الوحدة والرعب

صرخات وجماجم، حشود في كرنفال وهمي أشبه بيوم الحساب، هياكل عظمية تتجمّع في عربة قطار، أشجار مُحترقة، زحام، وجه يحاول أن يرتسم فوق جدار، من دون أن ينجح بأن يكون مكتملاً. وهكذا تتوالى عوالم من الفزع والرعب والوحدة، فالأجساد تتشكل وفق منظومات حاكمة لا يمكن الفكاك منها، تبدو أنماطاً في مصنع كبير، لا يفعل سوى تحويل الجميع إلى مسوخ، لا يرجون إلا الخلاص واستعجال نهاية هذه المأساة. قد تبدو النظرة في غاية التشاؤم، لكن هؤلاء الفنانين/الطلبة يتعاملون مع أفكارهم بقدر كبير من الحرية، وبالتالي لا يخضعون لإرشادات أو تعاليم مؤسسة أو سلطة، هكذا يرون ويعبرون عما يستشرفونه من مستقبل. فكرة تشيؤ الإنسان هذه ونزع تفاصيله الإنسانية وتحويله إلى جسد/آلة بلا روح تنتظر رصاصة الرحمة، من دون جدوى.

الأنسنة البائسة

من ناحية أخرى، جاءت أعمال بعض الفنانين محاولة أن تؤنسن الأشياء، وتخطو بها عتبة ما هو إنساني، إلا أن هذه المحاولات تظهر الأمر أكثر مأساوية، من دون أن تثير حتى ضحك أو شفقة، فقط حالة بالغة من التأسي، أعواد ثقاب محترقة، تحاول لملمة نفسها أو الاحتماء ببعضها بعضا، أو مسامير ضخمة تنتصب في تواتر، لكن التواء أعناقها يظهرها وكأنها أجساد تتكاتف لتحرّك ثقلاً، من دون ان تستطيع مهما حاولت، أو الإيحاء من ناحية أخرى بأنها أجساد تتأرجح ــ رغم ثباتها ــ وكأنها أصبحت معلقة في مشانق.

الرؤية والأسلوب

اللافت أكثر في معظم الأعمال الفنية أنها تمتلك خيالاً خصباً، لا تحده أيديولوجيا، أو أفكار خارجة من عباءة سُلطة، وهذا بدوره ما انعكس من خلال أساليب الفنانين المختلفة وتقنياتهم في فن من أصعب الفنون/الغرافيك. هذا التباين الذي عبّر من خلاله فنان أمريكي وآخر إيراني ومصري وهندي، يجسد همّاً عاماً يستشعره الفنان في اللحظة الراهنة، ويعبّر عنه في تلقائية وحِرفية، قلما نجد مثيلها عند الفنانين المحترفين، فالكثير من أسماء نطالع أعمالها المتواترة في معارض متتابعة، وهي بمثابة تحصيل الحاصل، فلا تجديد سواء على مستوى الرؤية أو الأسلوب، اللهم إلا المزيد من التهليل في الصحف من النقاد الأصدقاء. الأمر الآخر وهو شيء جيد غير مقصود، أن تتبنى وزارة الثقافة المصرية، من خلال قطاع الفنون التشكيلية أن يكون المعرض ضمن أنشطتها، وهي بالتالي لم تأبه لذلك إلا في الدورة السادسة منه، أي بعدما ثبت نجاحه وجدواه بعيداً عن الوزارة ومسؤوليها، لكن الأمر في النهاية جاء في صالح الفنان والمتلقي، وهو الأهم.

معرض الغرافيك الدولي السادس للطلاب في القاهرة : خيال خصب لاتحده الأيديولوجيا
Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *